خرج أرسنال الانكليزي تقريباً من المنافسة على جميع بطولات الموسم الحالي باستثناء بقائه نظرياً في بطولة دوري أبطال أوروبا التي بات على وشك مغادرتها بعد خسارته في ذهاب دور الـ 16 على ملعبه بنتيجة 1-3 أمام بايرن ميونخ الألماني. وبعد النتائج المخيبة التي حصّلها الفريق اللندني، كثرت أقاويل الصحافة ووسائل الإعلام الإنكليزية عن ان خروج المدرب الفرنسي أرسين فينغر من أسوار النادي الذي ساهم في صناعة مجده بات قريباً. إلا أن الأخير اكد انه سيواصل مشواره مع فريقه رغم تقديمه لأسوأ موسم بقيادته منذ ان استلم الاشراف عليه عام 1996 قادماً من ناغويا غرامبوس الياباني.
ماضي فينغر مع أرسنال، لا شك، ممتاز، إلا أن حاضره مخيب للآمال، ما جعل الجميع في حيرة من أن يحكم عليه على اساس السنوات الثماني الاولى ام الثماني الاخيرة. فينغر كان يتبع سياسة خاصة به وبفريقه نجح من خلالها في ان يكون من أبرز المدربين في العالم حيث كان يجلب لاعبين مغمورين ويجعل منهم نجوماً، وبنى أسلوب لعب من الاكثر اثارة، لتشهد سنواته الثماني الاولى الفوز بثلاث بطولات دوري و4 كؤوس انكلترا مع موسم لا ينسى عام 2004 انهاه الفريق من دون أي هزيمة. غير أن تطور سوق «العرض والطلب» في كرة القدم العالمي جعل الفرنسي يغرد وحيداً خارج السرب ضد جنون سوق الانتقالات وأسعار ورواتب اللاعبين. رفض فينغر أن يمشي مع «الموضة»، بل مشى عكس التيار وكان من الأساسيين في طرح فكرة اصدار قانون الموازنة المالية لترشيد الانفاق بمساواة المداخيل مع المصاريف لرئيس الاتحاد الأوروبي الفرنسي ميشال بلاتيني.
ما يجدر قوله هنا ان على فينغر التخلي عن العيش وحده في عالم كروي مثالي يتبنى فيه سياسة مالية صارمة والخضوع للـ «قوانين الجديدة». سياسة التخلي عن النجوم لتعوضهم بلاعبين صغار لا يملكون خبرة المنافسة في البطولات الكبيرة لم يعد ينفع. ومنذ 2005 الى الان لم ينجح الرجل الستيني في الظفر بأي لقب، على عكس نجومه الـ 27 السابقين ممن رحلوا عن ارسنال وانضموا إلى أندية بعضها كبير وبعضها متوسط. هؤلاء النجوم نجحوا بحمل 76 لقباً متنوعاً بداية من بطولات دوري وكأس محلية، ووصولاً إلى بطولات قارية وعالمية أيضاً، أبرزهم أشلي كول (8 ألقاب) والفرنسي باتريك فييرا (8 ألقاب) والفرنسي الآخر تييري هنري (7 ألقاب) والإسباني سيسك فابريغاس (4 ألقاب) الى الفرنسي سمير نصري (لقبان) ....
فينغر المدرب الذي لا يستهان به والذي دائماً ما امتلك نظرة كروية ثاقبة، يبدو أمام مفترق طرق: فإما ان يحدث تغييراً جذرياً في سياساته وأهدافه وطموحاته تحتم عليه التخلص من فكرة الاعتماد على لاعبين صغار السن والاتيان بنجوم يصلحون للمنافسات الأوروبية الشرسة خصوصاً بعد تلقيه من الإدارة دعماً مالياً غير مسبوق، ليقود الفريق وجماهيره من جديد الى سكة الانتصارات ولتدارك وضع النادي الذي بات حالياً مهدداً بفقدان مركز مؤهل لدوري أبطال أوروبا، وإما أن الأمور ستظل تسوء موسماً بعد موسم ويخرج الرجل من الباب الضيق لملعب «الإمارات».



والكوت يدافع عن مدربه

قدم تيو والكوت، لاعب أرسنال، دعمه لمدربه الفرنسي ارسين فينغر، معتبراً أن البداية السيئة لفريقه هذا الموسم «مسؤولية زملائه وليست مسؤولية فينغر». وقال والكوت: «المدرب شخص رائع. يستطيع التعامل مع أي تحدّ»، وأضاف: «إنه في النادي منذ 16 عاماً، ولذلك لا يتعرض لأي ضغط على الاطلاق. نحن كلاعبين بحاجة للنظر الى أنفسنا والبدء بالقيام بعملنا في الملعب».