بايرن ميونيخ في لندن. نادي مقاطعة بافاريا في العاصمة الإنكليزية الليلة لمواجهة أرسنال. عنوان غير عادي على الاطلاق. وكيف يكون غير ذلك ونحن نحكي عن مواجهة بين فريقين كبيرين أحدهما ألماني وثانيهما إنكليزي؟هذه النقطة هي أول ما يتبادر الى الذهن عند التطرق الى مواجهة بايرن ميونيخ وأرسنال في ذهاب دور الـ16 لدوري أبطال أوروبا. فالمواجهات الألمانية ــ الإنكليزية دائماً ما تأخذ منحىً خاصاً يتجلى في المنافسة الشرسة على أرض الميدان بين لاعبي فريقي هذين البلدين.

من دون مقدمات، يُفتح دفتر الحسابات على الفور بين الطرفين، وما أكثر صفحاته: بدءاً بالظلم الذي يعتبره الألمان انه لحق بهم بهدف جيف هورست غير الشرعي في نهائي مونديال 1966 بين البلدين، الى عقدة الألمان للانكليز في التسعينيات في مونديال 1990 في ايطاليا ومن ثم في نصف نهائي كأس أوروبا 1996، تلك المباراة التي يصعب أن تُنتزع صورتها من أذهان الانكليز عندما هُزموا في ملعبهم الشهير «ويمبلي» وراح الألماني أندرياس مولر يستهزئ بهم (على طريقة أسلوب نجمهم بول غاسكوين) في احتفاله بالفوز، الى الهزيمة التي لم ينسها الألمان امام الانكليز في ملعب «أوليمبيا شتاديون» في ميونيخ 1-5 في تصفيات مونديال 2002، الى خسارة بايرن ميونيخ نفسه النهائي التاريخي لدوري أبطال أوروبا عام 1999 في الدقائق الأخيرة امام مانشستر يونايتد 1-2، الى الإجحاف الذي اعتبر الانكليز أنه لحق بهم أمام الألمان في الدور الثاني لمونديال 2010 عبر هدف فرانك لامبارد الذي بدا واضحاً انه دخل مرمى مانويل نوير، وصولاً الى الخسارة الدراماتيكية لبايرن ميونيخ مجدداً امام تشلسي في نهائي دوري أبطال اوروبا 2012 في ملعبه الجديد «أليانز أرينا».
إذاً، تاريخ ثقيل وخصومة لا مثيل لها سيلقيان بظلالهما على ملعب «الإمارات» في لندن لحظة ان يطل لاعبو بايرن ميونيخ على الجمهور اللندني الذي سيحتشد في المدرجات الليلة. لا يمكن تخيل كيف سيكون المشهد لحظتها وكم صافرات الاستهجان التي ستطلق بوجه الفريق الألماني. بالتأكيد، لن يكون لاعبو بايرن ميونيخ محط ترحيب من الجمهور الانكليزي على الاطلاق خصوصاً بعد أن توعد الألمان خصومهم في ملعبهم، حيث لم يتوان فيليب لام عن القول بأن فريقه لن يذهب الى لندن للتعادل بل للفوز، أما مدافع الفريق البافاري السابق، توماس هيلمر، فاعتبر أن «أرسنال سيكون اختباراً سهلاً لبايرن ميونيخ».
ما هو مؤكد أن ملعب «الامارات» سيتحول الليلة الى ساحة معركة. معركة ستكون متعددة الجوانب، خصوصاً في منتصف الملعب بين الثنائي في أرسنال جاك ويلشير والاسباني ميكيل أرتيتا، والثنائي في بايرن ميونيخ باستيان شفاينشتايغر والاسباني خافي مارتينيز. هذه المعركة سترسم الى حد بعيد نتيجة المباراة، ذلك أن فرض السيطرة على «منطقة العمليات» في أي من الجانبين سيسهل مهمة الخط الامامي لضرب دفاعات الخصم وتحديداً عبر الفرنسي فرانك ريبيري وتوماس مولر من الجانب الألماني والاسباني سانتي كازورلا وثيو والكوت من الجانب الانكليزي.
غير أن الفرنسي أرسين فينغر، مدرب «المدفعجية»، لن يركن الى هذه النقطة فقط، بل سيعطي أولوية لسلاح لا يبدو مستبعداً أن يعود بفائدة كبيرة على فريقه الا وهو، للمفارقة، السلاح الألماني والمتمثل بلاعبي النادي اللندني الألمانيين، المدافع بير ميرتساكر والمهاجم لوكاس بودولسكي. واذا كان دور الاول سيتركز على تعطيل فعالية زميله في المنتخب ماريو غوميز في حال مشاركة الأخير، فإن الدور المناط للثاني سيكون، لا شك أكبر، وهذا الأمر يبدو طبيعياً لارتداء «بولدي» سابقاً قميص بايرن ميونيخ وهو على دراية تامة بنقاط الضعف والقوة في التشكيلة الألمانية، على الأقل في ما يخص جبهته حيث سيتواجه مع فيليب لام.
الأكيد أن موقعة كبيرة بانتظار عشاق كرة القدم الليلة. موقعة يُرتقب أن لا تشذ عن قاعدة التنافس الشرس الذي يطبع عادة المباريات التي تجمع الانكليز والألمان. فهل يفوز أرسنال ويؤجل الحسم الى الاياب في ميونيخ، أم أن بايرن سيحسم الأمور تماماً في لندن، لتصح عندها مقولة نجمه باستيان شفاينشتايغر لصحيفة «ذا دايلي مايل» الانكليزية عشية المباراة: «شعارنا الدائم في ميونيخ هو الفوز».



مواجهة غامضة


في المباراة الثانية الليلة (الساعة 21,45)، يحلّ ملقة الإسباني ضيفاً على بورتو البرتغالي، بطل 2004، على ملعب «دراغاو»، حيث يصعب توقع هوية الفائز فيها.وعبّر مدرب الفريق الأندلسي، التشيلياني مانويل بيليغريني، عن شعوره بالسعادة لاستعدادات فريقه لهذه المواجهة، قائلاً: «أن تخوض المباراة وأنت فائز يختلف عن خوضها بعد الخسارة. حافظنا على مركزنا الرابع في الدوري، ونريد الآن بلوغ ربع نهائي دوري الأبطال على رغم صعوبة المباراة في البرتغال الثلاثاء».