مباراة تكتيكية على مستوى عالٍ تلك التي جمعت بين ريال مدريد وضيفه مانشستر يونايتد. مباراة هجومية مئة في المئة حيث قابلها الفريقان من دون خوفٍ من الهزيمة. هجمة من هنا واخرى من هناك وتسديدات بالجملة على المرمى في كل هجمة تقريباً.
فعلاً لم تكن المباراة الاولى بين العملاقين الاسباني والانكليزي سوى نهائي مبكر؛ إذ إن الدقائق التسعين مرّت مروراً سريعاً لشدة المتعة والاثارة التي شهدها ملعب «سانتياغو برنابيو». وهذا الملعب كان شاهداً أمس على درسٍ تكتيكي رائع من قبل المدربين البرتغالي جوزيه مورينيو مدرب الفريق الملكي، و«السير» الاسكوتلندي أليكس فيرغيسون مدرب «الشياطين الحمر».
واذا أمكن اعتبار ان التعادل عَادل في هذا اللقاء، فإن المدربين هما اللذان فرضا هذه المعادلة، إذ كان من الصعب على اي منهما الفوز في «الكباش» الحاصل، وخصوصاً ان مورينيو فاجأ فيرغيسون بنزعة هجومية لم يعتمدها الريال منذ فترة طويلة او على الاقل في المواجهات الكبيرة. وبالطبع هذه النزعة اربكت فيرغيسون الذي يمكن وصفه بالشجاع ايضاً لأنه ابقى على فلسفته الهجومية باعتماده على ثلاثي ناري في المقدمة قوامه الهولندي روبن فان بيرسي وواين روني وداني ويلبيك صاحب هدف الافتتاح برأسية في الدقيقة 20. وهذا الخط الناري كان مدعوماً بالجناح الياباني شينجي كاغاوا الذي يمكن اعتباره مفاجأة التشكيلة ليلة أمس.
الا ان مانشستر يونايتد عرف الخروج بتعادلٍ قد يكون حاسماً في مباراة الإياب، بفضل الانتشار المميز للاعبيه على ارض الملعب واندفاعهم البدني الرهيب في الشوط الاول، ما ازعج المدريديين كثيراً. وهذه المسألة استمرت في الشوط الثاني حيث حرم هذا النهج لاعبي الريال ممارسة افضل طرقهم الهجومية عبر الانطلاق بالهجمات المرتدة؛ لأن الضغط على حامل الكرة كان هائلاً.
الا ان النجم الالماني مسعود أوزيل كان مرتاحاً في كل المواقف غير آبهٍ لمراقبيه، فقدّم احدى افضل مبارياته، مستعرضاً مهاراته في مناسبات عدة، وجاعلاً من الظهير الأيمن البرازيلي رافايل اضحوكة في بعض الاحيان. وبالتأكيد كان بإمكان أوزيل هزّ الشباك في مناسبتين على الاقل لو لم يكن مصرّاً على تقديم خدمة جديدة لزميله البرتغالي كريستيانو رونالدو عبر منحه هدفاً، بعدما كان الأخير قد عادل النتيجة في الدقيقة 30، ناسخاً طريقة «سوبرمان» في الطيران لهزّ الشباك، ومؤكداً انه لا مكان للعواطف في كرة القدم بعدم تأثره بالتسجيل في مرمى الفريق الذي اطلق شهرته.
وبعيداً من كل هؤلاء النجوم، يحسب للحارسين الاسبانيين دافيد دي خيا ودييغو لوبيز دورهما في تأجيل الحسم الى «اولد ترافورد» الذي يتوقع ان يشهد معركة ساخنة اخرى، اذ ان الاول كان رائعاً بتصديه لكل لاعبي ريال مدريد تقريباً، بينما اثبت الثاني انه بديل مناسب لإيكر كاسياس عندما تمكن من انقاذ مرماه في لحظات حساسة من المباراة.



تعادل بطعم الفوز لدورتموند

عاد بوروسيا دورتموند بطل المانيا بتعادلٍ ثمين من ملعب شاختار دونيتسك الاوكراني بنتيجة 2-2، بعدما كان قد تخلّف مرتين خلال المباراة. وتقدّم المضيف بواسطة الكرواتي داريو سرنا (31) ثم البرازيلي دوغلاس كوستا (68)، الا ان الضيوف عادلوا في مرحلة اولى عبر الهداف البولوني روبرت ليفاندوفسكي (41)، ثم في مرحلة ثانية من خلال المدافع الدولي ماتس هاملس (87).