■ هل أنت راضٍ عن أعضاء اللجنة التنفيذية وطريقة تركيبها؟ - هو فريق عمل متجانس، والمهم طريقة إدارة الأمور وأنا معروف بأسلوبي بالإدارة الجماعية وكل شخص يتحمل مسؤولياته بعيداً عن التفرّد وفرض الآراء. فالجميع آت بهدف رفع شأن الرياضة في لبنان وليس لتبوّء المناصب.

فاليوم تلقيت اتصالاً من رئيس الحكومة نجيب ميقاتي هنّأ فيه اللجنة التنفيذية على المسؤوليات الجديدة وكلفني في أول جلسة بنقل رغبته في أن يكون لدينا بعد أربع سنوات لعبة تحقق خرقاً في الميداليات لصالح لبنان، وكان الى جانبه وزير الشباب والرياضة فيصل كرامي، وقد أبدى الإثنان استعدادهما تأمين كل دعم من الدولة أو من القطاع الخاص بشرط التفكير بطريقة صحيحة واختيار الرياضة المناسبة لتحقيق ميدالية في ريو دي جانيرو عام 2016. وهذا سيكون حاضراً على طاولة أول جلسة للجنة يوم الثلاثاء المقبل، حيث سيتم تأليف اللجان ومنها لجنة الدورات التي تدرس الموضوع وترفعه الى اللجنة التنفيذية التي تقرر وفق نوعية الخامات وأهمية الأرقام. فالرياضة صناعة ومسألة علمية، وبالتالي لا يمكن تحديد رياضة ما دون غيرها، طبعاً على صعيد الرياضات الفردية، بل وفق معطيات علمية.

■ ما رأيك في طريقة تركيب اللجنة، وهل هناك رابح وخاسر وتحديداً ما ذكر حول هذا الموضوع بين جهاد سلامة وهاشم حيدر؟
بالنسبة إلى ما حصل خلال تأليف اللجنة وتداعياتها، أريد أن تسمح لي بعدم الحديث عن الماضي. فإذا كنا نحب الرياضة علينا أن نعمل نحو المستقبل. اليوم، هناك لجنة تنفيذية بعد انتخابات حصلت في 26 الجاري وهدفها العمل للمستقبل. وإذا كان هناك نتائج سلبية أو إفرازات فسأعمل على معالجتها. ولا نريد أن يكون أحد مستاءً، والكل يجب أن يكون شريكاً في العمل.
أما بالنسبة إلى وجود رابح وخاسر، فهذا كلام غير صحيح. فالانتخابات شبه تزكية، فكيف يكون هناك رابح وخاسر؟ وما يقال عن ذلك بين سلامة وحيدر فأنا ضده، وسلامة نفسه لا يرضى بهذا الكلام.

■ بعد الانتخابات، غادر نائب الرئيس هاشم حيدر كدلالة عما سيكون لاحقاً، ما يرجح غيابه عن الجلسات، فكيف ستتعاطى مع المسألة؟

- لا نستطيع أن نتخطى غياب أي شخص عن اللجنة ولا يمكن أن نستثني أحداً، وخصوصاً السيد هاشم حيدر، صديقي وحبيب قلبي، لأنه هو من المؤسسين وهو يعرف معزته وقيمته عندي، ولا نستطيع استثناءه وسنعمل المستحيل كي نعالج هذا الموضوع. أما طريقة المعالجة فتكون بهدوء، لا عبر وسائل الإعلام.

■ البعض يؤكّد وجود خلاف، وفي حال الوصول الى التصويت حول أمر ما، أنت مع أي جهة ستكون، وهل لديك حرية الاختيار؟
- في غالبية الأمور، لن يكون هناك تصويت. فطريقة إدارتي للأمور ستساعدني على عدم الوصول الى التصويت، وهذا انطلاقاً من تجربتي في اتحادي كرة السلة والطائرة. وسنتوافق على جميع الأمور عبر الإقناع. فأنا لا أريد شيئاً لي، وحين يكون الإنسان هكذا حينها يكون قوياً، واللجنة التنفيذية ليست مفروزة قسمين، بل هي خليط من جميع الأطراف، وإذا حصل تصويت فلن يكون بين فرقاء. ولن نصل الى هذا الواقع، فإذا وصلنا إليه فهذا يعني أن هناك أموراً غير سليمة سنتصدى لها. لن يكون هناك تدخلات خارجية في عمل اللجنة الأولمبية، فنحن 15 عضواً أسياد أنفسنا. وأكرر لن يكون هناك تدخلات وعلى الأقل ليس معي أنا.

■ اليوم، كنت في زيارة الوزير، هل هي زيارة بروتوكولية بعد نجاحك؟
- كلا، كانت لدعوته لحضور حفل افتتاح البطولة العربية الأحد. فالزيارات البروتوكولية تجرى مع أعضاء اللجنة التنفيذية.

■ هل سيكون العدد مكتملاً؟
- هذا ما أتمناه وسنسعى لذلك، وسنؤجلها حتى يصبح العدد مكتملاً.

■ في العشاء السنوي، تحدثت عن محافظة أشخاص معينين على مناصبهم، وتحديداً اللواء سهيل خوري في المجلس الأولمبي الآسيوي. فهل سيبقى اللواء ممثلاً للبنان؟
- إذا كنت تسألني رأيي فلا مانع لديّ، فهناك كل احترام للواء خوري. والمهم أن يحافظ لبنان على موقعه، بغض النظر عن الأسماء، لكن هذا يعود للجنة التنفيذية الأولمبية. وقد نرشّح أشخاصاً لن يستطيعوا الحفاظ على المقعد، كما اللواء خوري، وحينها مصلحة لبنان تغلب.

■ وصلت الى الرئاسة دون برنامج، حيث كنت تريد وضعه مع زملائك في اللجنة. لكن قبل ربع ساعة من الانتخابات لم تكن الأسماء النهائية للأعضاء معروفة. فما هو برنامجك؟

- في جلسة الثلاثاء، سنضع روزنامة لنشاطاتنا، وأنا لا أستطيع أن ألزم الأعضاء بمشروعي. من الأفضل أن نضعه معاً لتقديم مشروع للسنوات الأربع المقبلة ضمن قرارات اللجنة التنفيذية.
وتصوّري يتوافق مع رؤية الرئيس ميقاتي، وهو العمل على رياضة أو اثنتين أو ثلاث يمكن أن نوصلها لإحراز ميداليات عام 2016.

■ ولكن، ما الذي اختلف عن السابق لتحقيق هذا الهدف طالما أن الدولة لم تتغيّر ولا الوزارة تغيّرت وثلثي أعضاء اللجنة كذلك؟
-إذا اصطدمنا بعائق التمويل فسنعلن ذلك، لكن قبل ذلك علينا أن نقوم بواجباتنا على صعيد العمل على رياضيين معينين، ليس قبل ستة أشهر من الأولمبياد بل من الآن. أضف الى ذلك البطولة العربية التي سيستضيفها لبنان عام 2015 والتي ستكون محطة مهمة للاستعداد للأولمبياد.

■ كيف تعتبر نفسك نجحت بعد أربع سنوات؟
- هناك نقطتان «أنحت» فيهما، الأولى الاستقرار الإداري، الذي يولّد رغبة بالعمل لدى جميع الأعضاء، ويسعى الجميع إلى العمل والإنتاج من خلال اللجان التي سنؤلفها. وكما حالفنا الحظ في اتحاد السلة حين خلفت أنطوان شارتييه حيث تأهلنا للمرة الأولى لكأس العالم، أتمنى أن أحقق ميدالية أولمبية للبنان. فهذا سيكون تتويجاً لحقبة أربعين سنة من العمل الرياضي. ويعني لي كثيراً أن أضع بصمة انتصار على هذه المرحلة وتجعلني أترك هذا الوسط وأنا مرتاح الضمير وأني قمت بواجبي تجاه الرياضة التي أحببتها وضحيت لأجلها، لتسليم المسؤولية لجيل الشباب.

■ هل هذا يعني أن رئاستك للأولمبية ستكون لولاية واحدة، علماً بأنه في اتحاد الكرة الطائرة لم يكن كذلك؟
- نعم، أنا لن أجدد. لا أحب الاستئثار. وأنطلق من مبدأ «السلطة تأكل من الرصيد الشخصي»، وتجديدي في الكرة الطائرة كان هدفه الوصول الى اللجنة الأولمبية. فاتحاد الكرة الطائرة يسير بانتظام دون فضل لجان همام وبهمة الشباب. أنا سعيد بما حققته في السلة والطائرة، وأتمنى أن أنجح في الأولمبية بتعاون الجميع من دون استثناء.

■ لا يمكن أن ننسى الكرة الطائرة في الحديث مع جان همام، فكيف تجد
الواقع؟
- الكرة الطائرة عظيمة، والبطولة مميزة هذا العام نظراً الى التنافس الحاصل بين الفرق. وبطولة الأندية العربية على الأبواب، فالافتتاح يوم الأحد مع تنظيم لبناني للمرة الثالثة، وأتمنى أن يحقق أحد الفريقين اللبنانيين البوشرية أو الأنوار ميدالية ما. وبعد بطولة الأندية، سيأتي استحقاق المنتخب الوطني الذي سيمثل لبنان عام 2015 في البطولة العربية، حيث سنتعاقد مع جهاز فني أجنبي من شرق أوروبا للبدء من الآن بالتحضير لعام 2015. والمطلوب مدرب يكون مربياً أكثر منه مدرباً، وخصوصاً أننا في المنطقة العربية عاطفيون وذلك يتطلب تعاملاً معيناً مع اللاعبين الذين ستكون أعمارهم دون الـ 28 عاماً.
وهناك عدة مشاركات خارجية سنسعى إلى الاستفادة منها، كتصفيات غرب آسيا لبطولة العالم للمنتخبات التي قد نستضيفها في لبنان، وهناك بطولة آسيا في اليابان، والبطولة العربية للمنتخبات التي ستقام في لبنان عام 2014 والذين سيكونون محطات تحضير لبطولة عام 2015.

■ هل هي ولايتك الأخيرة في اتحاد الطائرة؟
-نعم. ففي عام 2016 سيكون هناك رئيس جديد للاتحاد. فيجب إفساح المجال أمام أشخاص آخرين، لا القضاء على طموح الناس، والجميع قادر على العمل. وهذا يجب أن ينسحب على جميع الاتحادات. فلماذا يريد الإنسان أن يتسلّم اتحاداً لأربعين عاماً؟ فيمكن العمل جيلاً وراء جيل، ونبقى نحن مستشارين. فالعالم يتطور، واللحاق بهذا التطور يحتاج الى جيل شاب قادر على المواكبة أكثر.



خلَفه مرتين

يلفت الأنظار أنه في المرتين التي تبوأ فيها أنطوان شارتييه منصباً رسمياً كان جان همام خلفاً له. ففي السابق كان شارتييه رئيساً لاتحاد كرة السلة حيث خلفه همام حينها وقاد لبنان الى التأهّل الى نهائيات كأس العالم للمرة الأولى عام 2001. وأمس خلف همام شارتييه في رئاسة اللجنة الأولمبية، فهل ينجح في تحقيق انجاز جديد وقيادة لبنان الى منصة التتويج في أولمبياد 2016، أم أن الظروف ستكون أقوى منه؟