قبل أيام خرجت صحيفة «ذا صن» الإنكليزية بخبر اعتبرته في خانة «الحصري» مفاده أن النجم الفرنسي المخضرم نيكولا أنيلكا سيعتزل كرة القدم هذا الشتاء، بحسب ما أسرّ اللاعب إلى أحد المقربين إليه. أول من أمس، كان اللاعب نفسه يحطّ رحاله في مدينة تورينو موقّعاً على عقد قصير الأمد لخمسة أشهر مع بطل ايطاليا يوفنتوس. من قرأ خبر «ذا صن» السالف أيقن، بعد رحيل أنيلكا الى يوفنتوس، أنه لم يكن ربما إلا «انتقامياً» من صاحب الـ33 عاماً بعد فشل انتقاله الى كوينز بارك رينجرز كما كان متوقعاً على نحو كبير. فالانكليز كانوا يتمنون عودة هذا المهاجم الفذ الى ملاعبهم التي تحكي عن أهم انجازاته في مسيرته. هناك، حيث ارتدى هذا الفرنسي قمصان أندية أرسنال وليفربول ومانشستر سيتي وبولتون وتشلسي، وحصل على جائزة أفضل لاعب واعد في الدوري الانكليزي الممتاز عام 1999 عندما كان في صفوف أرسنال، وتوّج هدافاً في ما بعد لـ«البريميير ليغ» عام 2009 بقميص تشلسي.
لكن أنيلكا أبى إلا أن تحطّ قدماه في ملاعب ايطاليا مع قرب اعتزاله، وهو الذي لعب في انكلترا وفي اسبانيا (ريال مدريد) وفي تركيا (فنربخشه) وفي الصين (شنغهاي شينوا) وطبعاً في بلاده فرنسا (باريس سان جيرمان). هكذا، سيكون الـ«سيري أ» الدوري السادس الذي يلعب فيه أنيلكا متنقلاً بين 10 فرق.
إلا أن هذه المحطة الجديدة لأنيلكا، رابع أغلى لاعب في تاريخ فرنسا (انتقل من ريال مدريد الى سان جيرمان مقابل 33 مليون يورو في 2000)، كانت مفاجئة لكثيرين بعكس تنقلاته السابقة في الأندية الأوروبية الكبرى حيث كان الفرنسي في أوج عطائه وكان مطلوباً بقوة من الجميع. هذا الامر يتضح من خلال تصويت قامت به صحيفة «لا غازيتا ديللو سبورت» الايطالية الشهيرة، حيث أظهر أن 76 % من القراء يرون أن أنيلكا ليس صفقة جيدة لـ«اليوفي». حتى إن مواطن أنيلكا، الهداف السابق جان بيار بابان، بدا مستغرباً لانتقاله الى يوفنتوس، بقوله «لا أفهم خياره هذا».
إلا أنه كان الأجدى ببابان أن يقول جملته هذه بصيغة معاكسة، على الشكل الآتي: «لا أفهم خيار يوفنتوس هذا». نعم، إذ لا يبدو مفهوماً أن يتعاقد نادي «السيدة العجوز» مع لاعب يمكن وضعه في خانة «العواجيز» حالياً، خصوصاً أنه يضم في صفوفه أربعة مهاجمين هم المونتينيغري ميركو فوتشينيتش وفابيو كوالياريلا وأليساندرو ماتري وسيباستيان جوفينكو. بالتأكيد، لا أحد ينكر موهبة أنيلكا، لكن منذ عامه الأخير في تشلسي وبعده في شنغهاي شينوا الصيني بدا واضحاً أن الفرنسي فقد الكثير من سرعته وقدراته الفنية، هذا فضلاً عن صعوبة اللعب في الدوري الإيطالي أمام مدافعين على قدر عالٍ من القوة.
انطلاقاً من هذه النقطة، فإن القول بأن أنيلكا يمكن أن يفيد يوفنتوس في اللحظات الحاسمة بفعل خبرته، يبدو مستبعداً على نحو كبير، إذ إن أنيلكا لم يُعرف بذلك اللاعب الذي يمكن أن يطلق عليه «رجل المهمات الصعبة»، كما حال «رفيق دربه» في السنوات الأخيرة، العاجي ديدييه دروغبا، بل إن نجاحه كان على نحو أكبر من خلال الثنائيات، كما كان عليه الأمر مع دروغبا نفسه ومن ثم مع الاسباني فرناندو توريس في تشلسي وقبل ذلك مع السنغالي الحاجي ضيوف في بولتون.
صفقة أنيلكا الى يوفنتوس إذاً لا يمكن أن تُفهم إلا أنها انتصار للاعب من كافة الجوانب، أو بعبارة أدق، هي خاتمة مشوار لاعب كبير في فريق كبير.