ربما لا يكون فرانك لامبارد متفاجئاً مما يعيشه الآن في نادي تشلسي الانكليزي من ظلمٍ يرتبط بعدم وضوح رغبة الإداريين والفنيين بالاحتفاظ به حتى اليوم الذي سيقرر فيه اعتزال كرة القدم، فهذا النجم الاستثنائي عاش أياماً صعبة سابقاً في كل مراحل مسيرته الكروية، حيث لم يحصل على الاحترام اللازم في محطات عدة. ورغم كل ما أقدم عليه منذ وصوله الى تشلسي عام 2001، حيث قاد الفريق اللندني الى 10 ألقاب محلية وخارجية، يبدو أنه لم يتمكن من جعل نفسه رمزاً للنادي الذي سجل له رقماً محترماً من الأهداف بالنسبة الى لاعب خط وسط مقداره 132 هدفاً في 386 مباراة خاضها حتى الآن.
لامبارد الذي كان في يومٍ من الأيام مطلباً لأهم الأندية، وعلى رأسها ريال مدريد وبرشلونة الإسبانيان وميلان ويوفنتوس الإيطاليان، لم يعر أي اهتمام لعروض هؤلاء بل بقي وفياً لتشلسي لشعوره بالاستقرار. وهو حتى عندما ظلم من قبل بعض المدربين، أبقى على التزامه الاحترافي واستعداده للدفاع عن القميص الأزرق، بغض النظر عن الظروف التي يمرّ بها، وآخرها ما عاشه في الموسم الحالي مع المدرب السابق الإيطالي روبرتو دي ماتيو ثم مع خليفته الإسباني رافايل بينيتيز.
كل ما يعيشه لامبارد حالياً، واجهه منذ بداياته في الدوري الانكليزي الممتاز، حيث ارتدى في بادئ الأمر ألوان وست هام يونايتد. وهناك في النادي اللندني الآخر وجود والده الذي يحمل الاسم نفسه في منصب المدرب، بينما كان خاله هاري ريدناب المدرب الحالي لكوينز بارك رينجرز، مديراً للنادي المذكور. إلا أن فرانك الصغير الذي شقّ طريقه الى الفريق الأول في السابعة عشرة من عمره، لم يتمكن من أن يكون النجم الأول لدى مشجعي وست هام الذين فضّلوا عليه جو كول ومايكل كاريك، لا بل اضطهده قسم كبير منهم معتبرين أن وجود والده وخاله ساهم بشكلٍ أساسي في وضعه تحت الأضواء.
ورغم ظهوره بمستوى طيّب جعله يخوض 148 مباراة مع وست هام، فإن الحملات ضده لم تتوقف، وقد تعرّض له مشجعون بصافرات الاستهجان والهتافات المسيئة، حتى في فترات التحمية التي تسبق المباريات، ما دفعه الى ترك «أبتون بارك» بعد ست سنوات فيه، فانتقل الى تشلسي عام 2001 مقابل 17 مليون دولار، ليبدأ رحلة من التألق وضعته عام 2005 في المرتبة الثانية خلف البرازيلي رونالدينيو في التصويت على جائزة الكرة الذهبية.
إلا أن كل هذا اللمعان لم يسعفه بعد سنة واحدة، حيث تحوّل «فشّة خلق» للجماهير الانكليزية إثر إهداره ركلة ترجيح أمام البرتغال لتخرج انكلترا من ربع نهائي مونديال 2006، ثم فشله في تعويض هذا الإخفاق في 2010 حيث سجل هدفه الشهير في مرمى الحارس الألماني مانويل نوير عندما ارتدت كرته من القائم الى داخل المرمى، من دون أن يشاهدها الحكم ليخرج منتخب «الأسود الثلاثة» من الكأس العالمية.
ولم يكن لامبارد يوماً الرجل الأول في خط وسط الانكليز، إذ أجمع الكل على أنه ليس بمقدوره أن يكون بمستوى ستيفن جيرارد، الذي حمل شارة القيادة، وهي الشارة التي لم تمنح للامبارد في تشلسي أيضاً يوم اختيار قائد جديد للفريق، بل ذهبت الى زميله المدافع جون تيري المعروف بعدم انضباطه داخل وخارج أرض الملعب.
كل هذه المشاهد تؤكد مرة جديدة أن لامبارد والظلم رفيقان لا يفترقان.



بينيتيز يقسو على «الأساطير»

لم يكن مدرب تشلسي رافايل بينيتيز دبلوماسياً أبداً في معرض ردّه على سؤال عن مصير «أساطير» الفريق الذين قد يرحلون قريباً، وبينهم لامبارد، فقد قال الإسباني: «علينا أن نبحث دائماً عن لاعبين جدد لمواصلة مسيرة الانتصارات، إذ ليس هناك مكان للمشاعر».