نظام ومعارضة هما الخطان اللذان يحيطان بنادي الراسينغ حالياً، فالأزمة التي تفجّرت عقب سلسلة الهزائم التي مني بها «سندباد الكرة اللبنانية» قبل اسدال الستار على مرحلة الذهاب في الدوري اللبناني لكرة القدم، بدأت ارتداداتها منذ مطلع الاسبوع الحالي، وكانت اولى النتائج التي افرزتها ذهاب اللجنة الادارية في النادي الى اقالة المدرب التشيكي ليبور بالا.الاقالة والاستقالة كانت الكلمتين الاكثر تداولاً في الايام الاخيرة، مع خروج مدير الفريق سعيد جريديني اولاً، تلاه بالا، لينتقل النادي الى البحث عن خطةٍ جديدة تنطلق من تعيين مدرب سيكون اجنبياً، ويتوقع وصوله اليوم بحسب ما علمت «الأخبار»، وهو من جنسية أوروبية، ليستمر الراسينغ بالتالي في الاعتماد على مدربٍ من الخارج. وسيترافق هذا الامر مع وصول عدة لاعبين من افريقيا واوروبا للتجربة ايذاناً بالتعاقد مع احدهم ليكون بديلا للمهاجم النيجيري ابراهيم باباتوندي.
وبطبيعة الحال، يمكن اعتبار ان خروج بالا برّد الاجواء نسبياً، وخصوصاً انه كان واضحاً في الاسابيع الاخيرة الشدّ العصبي بينه وبين لاعبي الفريق، ما ادى الى سلسلة الهزائم تلك، التي وضعت الراسينغ في دائرة الخطر بين الفرق المهددة بالهبوط الى الدرجة الثانية، بعدما كان في الموسم الماضي ندّاً عنيداً لفرق المقدمة.

ويبرز اليوم تيار معارض يقوده جريديني، الذي عقد مؤتمراً صحافياً جمعه الى لاعبين سابقين وعددٍ من مشجعي الفريق، كانت لهم فيه جملة مطالب من شأنها برأيهم تغيير الصورة التي ظهر عليها الفريق الابيض في مرحلة الذهاب. وتحت عنوان «نحو راسينغ أفضل» تحدث جريديني باسم المجتمعين، مشيراً إلى ان الراسينغ حالياً «فريق» ما معناه انه مؤلف من رئيس ومدرب، بينما يفترض ان يكون «نادياً» مكوّناً من ادارة وجهاز فني ولاعبين وجمعية عمومية وجمهور.
جريديني الذي اتهم رئيس النادي جورج فرح بالتفرد بالقرار لمصالح خاصة، من دون ان يكون هناك اي رؤية او تخطيط لمستقبل النادي، لفت في اتصالٍ مع «الأخبار» الى انه اضطر إلى تبديل مكان المؤتمر الصحافي من ملاعب الدكوانة الى مقهى قريب في المنطقة، «بسبب ضغوط سياسية بعد ابلاغ احدهم أن تحركنا موجّه ضد الوزير ميشال فرعون».
يتوقع اليوم
وصول مدرب أوروبي لخلافة بالا


اشار فرح إلى
مقاضاة من يستعمل شعار الراسينغ
واضاف: «لم تتوقف الامور عند هذا الحدّ، لان ضغوطاً مورست على الاعلاميين لعدم حضور هذا المؤتمر».
وتابع جريديني: «فريق ميزانيته 600 الف دولار يقبع حالياً في المركز العاشر امر غير مقبول، ولا يجوز الاستمرار في التفرد بالامور الادارية والمالية والفنية، ونحن رأينا الامور قبل غيرنا وطالبنا باقالة بالا قبل الموسم الحالي».
ولفت الى تأليف لجنة متابعة تضم اليه اسماء راسينغاوية معروفة، مثل جورج مراد وجورج ابو عبود وجورج ابو مراد وجورج كعدي وطوني جريج واوبيك مسكوفيان وزياد سعادة وعلي حمود، لتقوم بزيارات شارحة وجهة نظرها للوزير فرعون ومتروبوليت بيروت للروم الاورثوذوكس المطران الياس عودة، ورئيس أساقفة بيروت للموارنة المطران بولس مطر، وفعاليات بيروت.
«ما يحصل لا نعدّه موجوداً». هكذا كان ردّ فعل فرح في اتصالٍ مع «الأخبار»، نافياً ان يكون قد تدخل او احد اعضاء ادارته لمنع انعقاد التجمع بعد تدخل بلدية الدكوانة بطلبٍ لعدم اقامته على ملاعبها لكونها لا تريد ان تكون طرفاً في الوضع القائم. ووصف فرح، الذي بدا مرتاحاً وواثقاً، ما يحصل بأنه ناتج «عن طموحات شخصية لبعض من خلق عصبية بين المدرب واللاعبين، واراد اخذ قرارات عن الادارة او عدم قبول أي قرارٍ آخر». واذ رأى ان النادي ايضاً كان بصدد ترتيب الاوضاع بين الذهاب والاياب، وإحداث صدمة ايجابية، فهو رفض اي ضغوط «ممّن لا يهمهم سوى مصالحهم الشخصية، ونحن سنرفع شكاوى على كل من يستعمل شعار النادي من دون ان يكون له اي صفة رسمية فيه».