تشلسي على قمة الدوري الانكليزي الممتاز. مشهدٌ ربما ليس غريباً عن ساحة انكلترا، لكن اللافت ان المتابع لمباريات الفريق اللندني لا يعرف من أين تأتي خطورته، إذ بغض النظر عن التشكيلة التي يشركها المدرب البرتغالي جوزيه مورينيو يبقى الفريق فعالاً ويؤدي بطريقة جيّدة.
وقوة فريق مورينيو تضاعفت من دون شك بعد التعاقدات التي أبرمها خلال الصيف الماضي، إذ لا يخفى أن ما وصل اليه تشلسي الآن يعود فيه الفضل الاكبر الى الثنائي الجديد الاسبانيان دييغو كوستا وسيسك فابريغاس، ما يعكس بوضوح مدى أهمية إبرام التعاقدات الصحيحة التي تعود بالمنفعة على الفريق.
المشهد نفسه تكرر مرات عدة: فابريغاس يمرر، وكوستا يسجّل. مشهد بات كلاسيكياً الى حدٍّ بعيد، والارقام تتحدث عن هذا الامر، إذ في حالة الاول تبدو الاحصاءات مذهلة لأن فابريغاس كان له تأثير كبير في 13 مباراة حيث مرر 10 كرات حاسمة وسجل هدفاً. أما كوستا فقد جعل لعبة الارقام سهلة حسابياً، إذ سجل 11 هدفاً في 11 مباراة في الـ»بريميير ليغ»، مقدّماً نفسه وحشاً هجومياً قادراً على التهام أي خط دفاع أو حارس مرمى.
يرى كثيرون أن دي ماريا بدّل صورة مانشستر يونايتد


كذلك كان للعاجي ديدييه دروغبا دور، ولو أقل، على الصعيدين المحلي والقاري، ومثله لأحد الوافدين الجدد هو العائد من الاعارة الحارس البلجيكي تيبو كورتوا الذي حافظ على نظافة شباكه في 4 من المباريات الـ13 في الدوري حتى الآن، لا بل إنه تعملق في 34 مناسبة متصدياً لكراتٍ صعبة.
ويرى كثيرون أن تشلسي هو صاحب الصفقات الافضل حتى الآن في بطولة انكلترا، ولهذا السبب يقف متصدراً امام الجميع. لكن رغم تأخره بفارق 11 نقطة عن المتصدر، فان مانشستر يونايتد رابع الترتيب العام، استفاد بشكلٍ كبير من اسماء مهمة استقدمها، ولولاها لما كان المدرب الهولندي لويس فان غال سائراً حالياً في بناء فريقٍ متماسك، يقدّم مستوى تصاعدياً قد يضعه في مركزٍ افضل في نهاية الموسم الحالي.
واذا كان الكولومبي راداميل فالكاو لم يصل الى قمة مستواه بعد بتسجيله هدفاً واحداً في 6 مباريات، فان الارجنتيني أنخيل دي ماريا سرعان ما اظهر تأقلماً كبيراً مع زملائه الجدد بعد قدومه من ريال مدريد الاسباني، فوضع بصماته في المراوغات والتسديد والتمرير والتسجيل، اذ في مبارياته الـ11 حتى الآن هدد مرمى الخصوم في 33 محاولة، مسجلاً 3 اهداف اضافها الى 6 تمريرات حاسمة. ودي ماريا بنظر الكثير من المراقبين هو افضل صفقات الـ»بريميير ليغ» بالنظر الى تأثيره السريع في المستوى العام لفريقه، بينما كان حظ مواطنه ماركوس روخو والهولندي دالاي بليند سيئاً بسبب تعرضهما للاصابة التي حرمتهما من تعويض الاموال التي دفعها يونايتد لاستقدامهما.
والى جانب هؤلاء، قد يفاجأ البعض ببروز اسم الاسباني أندير هيريرا، إذ ان الشاب الباسكي القادم من اتلتيك بلباو ليس سيئاً بقدر ما يعتقد بعض مشجعي يونايتد، فعلامته عالية حتى الآن لان معدل تمريراته الصحيحة مرتفع نسبياً، كذلك سجل هدفان ومرر آخران في 5 مباريات اساسياً واخرى احتياطياً، ما يعني انه من الصفقات الناجحة للفريق الانكليزي ايضاً.
ومما لا شك فيه ان التشيلياني أليكسيس سانشيز يدخل على خط المنافس على صفة «الصفقة الأفضل» بعد الاداء الكبير الذي قدّمه مع أرسنال، اذ نادراً ما خرج من الملعب دون ان يترك بصمته، ففي الدوري الانكليزي وحده، وفي 12 مباراة، سجل 8 اهداف ومهد الطريق امام هدفين آخرين، لا بل مقارنة بكل الاسماء المذكورة، يبقى هو الاخطر والاكثر نشاطاً بـ37 كرة كادت ان ترفع من رصيده التهديفي.