دخل نادي الشانفيل مرحلة جديدة هذا الموسم، رغم أن الفريق استعاد مدربه السابق غسان سركيس الذي كاد أن يفترق مجدداً عن فريقه الذي أحرز معه بطولة لبنان قبل سنتين. فالشانفيل الذي عاد اليه سركيس يبدو سيكون مختلفاً عن ذلك الذي تركه منتقلاً الى عمشيت. فالنادي المتني مرّ بمخاض عسير في الموسم الماضي وقبل انطلاق الموسم الحالي لتأمين التمويل اللازم، حتى استطاع المعنيون إيجاد تركيبة ادارية قائمة بشكل أساسي على الوزير الياس أبو صعب ورجل الأعمال أكرم الحلبي الذي أصبح الرئيس الفخري للنادي والمموّل الرئيسي له، لكن شكل اللجنة الادارية بقي الى حد كبير كما هو مع وجود عضو الاتحاد اللبناني إيلي فرحات رئيساً والزميل خالد مجاعص أميناً السر.
عودة سركيس الى الشانفيل كادت أن تكون غير حميدة مع تلبّد الأجواء بين مدرب منتخب لبنان والرئيس الفخري لعدة اعتبارات، صنفها أحد المتابعين عن قرب للوضع الشانفيلي بعدم وجود «كيمياء» بين سركيس والحلبي. فالأول معروف بعدم تقبله لـ»الأفكار المشاركة» في عمله، فيما الثاني يريد أن يتعاطى الجميع في الفريق مع الأمور الادارية والفنية بطريقة احترافية، طالما أن ادارة النادي تتعاطى معهم احترافياً من ناحية الرواتب والأمور الأخرى. وبناءً عليه، فقد رأى الحلبي ضرورة وجود لجنة فنية تساءل المدرب سركيس في خياراته وقراراته عند الحاجة، وهو أمر طبيعي في عالم الاحتراف. فألّفت لجنة برئاسة جان مامو الصديق الحميم لسركيس والمدرب والزميل طوني خليل وتوفيق قربان، الى جانب حق الحلي ومجاعص في حضور الاجتماعات مع سركيس.
وبعد عدة مباريات ودية خاضها الفريق مع الحكمة وهوبس مرتين بحضور الحلبي في مباراتين، ظهرت بعض الأمور التي كان لا بد من سؤال سركيس عنها، وخصوصاً أن الحلبي لاحظ بعض التجاوزات على صعيد اللاعبين.
هنا تحركت اللجنة الفنية ووجهت بعض الأسئلة الى سركيس الذي لم يتقبل الفكرة فتأزمت الأمور أكثر ووصلت الى حد الافتراق.
لكنّ اجتماعاً ليلاً عقد أول من أمس أعاد الأمور الى نصابها وفق ما يريد الحلبي. فالاجتماع الذي ضم مامو وسركيس والحلبي ومجاعص والمحاضر الأولمبي، عرّاب الحلّ، جهاد سلامة خلص الى إرساء قواعد عمل جديدة قائمة على نظام صارم للاعبين تحت شعار «الجميع تحت النظام» خصوصاً في ما يتعلق بالصترفات على أرض الملعب في المباريات والتمارين الى جانب علاقة اللاعبين مع الاعلام، التي يجب أن تكون بعد موافقة المسؤولين في النادي. وكان التركيز على كارل سركيس نجل المدرب الذي سيبقى مع الفريق، لكنه سيكون «نيو كارل» في المرحلة المقبلة كما يؤكّد المعنيون في النادي.
أما بالنسبة إلى سركيس، فسيكون تركيزه على الأمور الفنية تاركاً الأمور الادارية للمسؤولين، الى جانب حق اللجنة الفنية في طرح الأسئلة عليه. ما يعني ان عهد «الوان مان شو» ولى في النادي لمصلحة العمل الجماعي المحترف.