كما في كل بطولة، يُطلق لقب «الحصان الأسود» على منتخب أو فريق لفت الأنظار سريعاً إليه دون توقع أي مردود إيجابي منه لصغر حجمه أمام المنافسين. في أوروبا، المنتخبات الأوائل هي: ألمانيا، إيطاليا، إنكلترا، وطبعاً هولندا. لم يخطر ببال أحد أن أيسلندا ستفوز على الأخير، وتعلن سريعاً توجيهها إنذاراً الى باقي المنتخبات.
«الحصان الأسود» لقب ناله سريعاً منتخب أيسلندا في تصفيات كأس أوروبا 2016. حتى الآن، يسير في الطريق الصحيح نحو التأهل الى الـ»يورو» المقبل لتفوقه وتصدره مجموعته التي تضم: هولندا، جمهورية تشيكيا، تركيا، لاتفيا وكازاخستان.
قبل مباراتها المقبلة أمام تشيكيا، حققت أيسلندا أربعة انتصارات متتالية، مسجلة ثمانية أهداف دون أن تهتز شباكها على الإطلاق.
الهدف الآن إضافة تشيكيا الى قائمة الخاسرين من أيسلندا، بعد تركيا ولاتفيا وهولندا، والتفرد بالصدارة دون التساوي مع خصمها المقبل. تشيكيا، هي الغريم الأبرز في المجموعة، والمباراة لن تكون سهلةً أبداً، وستكون ذات أهمية في مسار التصفيات.
يؤمن المدرب
لاغرباك أنه أمام فرصة جيدة للتأهل

ما يجدر قوله أن الكرة الأيسلندية بمرحلة عمل دؤوب لإثبات الذات من جديد، فغُيِّر النهج المتبع منذ تصفيات كأس العالم 2014. وقتها بدا ذلك بشكل واضح.
لم يأت هذا التطور من عدم، بل عزم الأيسلنديون، لاعبين واتحاداً وجمهوراً على رفع مستوى المنتخب.
كرة القدم هي الرياضة الأكثر شعبية في أيسلندا، والجميع تقريباً لديه رأي حول المنتخب الوطني. وعلى الرغم من ضعف المنتخب نسبةً إلى باقي المنتخبات الأوروبية، إلا أن الجمهور هناك دائماً ما يأمل الفوز.
كانت فرصة المشاركة في مونديال البرازيل الأخير تلوح في الأفق، ونجحوا في الوصول لأول مرة إلى الملحق الأوروبي لتصفيات كأس العالم، لكن أخفقوا أخيراً أمام كرواتيا 2-0.
المشاركة في كأس العالم كانت تعني الكثير لأهالي أيسلندا. لو تحقق ذلك سيكون إنجازاً لا يصدق، قال اللاعب بيركير سايفارسون.
لا يخفى على أحد أن فضل هذا التطور بالكرة يعود الى المدرب السويدي لارس لاغرباك الذي تولى مهمة تدريب المنتخب عام 2011، ورفعه في تصنيف الفيفا الى المرتبة 28، وهو أعلى مركز له منذ سبع سنوات. في بداية مشواره، تعرض لخسارة مباريات عدة، ولم ير فيها الاتحاد سبباً لإطاحته، بل على العكس أدرك كمّ الوعي والاحترافية التي أدخلها هذا المدرب على الكرة الأيسلندية، ما جعلهم يستمرون في العمل معه وتجديد عقده ليقود التصفيات المؤهلة لمونديال روسيا 2018 أيضاً.
كان لاغرباك (65 عاماً) قد تولى تدريب السويد بين 1998 و2009 وأهّلهم إلى نهائيات خمس بطولات توالياً: الـ«يورو» (2000 و2004 و2008) ومونديالي (2002 و2006). هذا ما يفيض عليهم بالأمل. اليوم يقول المدرب إنه ومنتخبه أمام «فرصة جيدة» للتأهل.
هذا النجاح ليس وليد صدفة، ويظهر ذلك جلياً في كتيبة لاغرباك التي فاجأت الجميع بهزيمتها لهولندا ثاني كأس العالم. كان يمكن أن تكون النتيجة أكبر، وكان يمكن أن تصل الى 5-0 لولا رعونة اللاعبين وسوء الحظ في بعض الفرص.
لاغرباك وجيل من اللاعبين وصفوا بالأفضل منذ أن بدأ المنتخب الأيسلندي في خوض غمار البطولات الدولية خلال خمسينيات القرن الماضي. أهم تلك الأسماء لاعب وسط سوانسي سيتي غيلفي سيغوردسون ولاعب تشارلتون أتلتيك يوهان غودموندسون ومهاجم أياكس أمستردام كولبيين سيغثورسون.
صحيح أن أيسلندا لم تصل أبداً إلى نهائيات كأس العالم أو بطولة كأس أوروبا، لكنها لا شك تسير في الطريق الصحيح. وإذا حصل وتأهلت، فمن المتوقع أن تكون هي «الحصان الأسود» في البطولة، كما هي الحصان الأسود الآن في التصفيات.




سيغوردسون النجم الأبرز

عاد لاعب سوانسي سيتي الأيسلندي غيلفي سيغوردسون الى لفت الأنظار من جديد، وخصوصاً بعدما سجل هدفي الفوز في مرمى هولندا. وقال مدرب سوانسي غاري مونك إن سيغوردسون يستحق اللعب في أي ناد من الأندية الستة الكبار في الـ»بريمييرليغ».
وكان سيغوردسون قد فشل في إثبات نفسه ليكون لاعباً أساسياً أيام إعارته لتوتنهام، لكنه الآن عاد وتحسن كثيراً.