لم يخرج ليفربول من صدمة انتقال نجمه السابق لويس سواريز الى برشلونة، اذ ان وضعه يسير من سيئ الى أسوأ. وتضاف الى رحيل سواريز عدة عوامل شاركت في هبوط المستوى العام للفريق مقارنةً بالموسم الماضي، حيث كان «الحمر» قريبين جداً من خطف لقب الدوري الإنكليزي الممتاز. أما اليوم فلا يأمل جمهوره، وبعد مشاهدة مباريات عدة لفريقه، سوى البقاء ضمن الأربعة الأول والتأهل الى دوري أبطال أوروبا.
وحتى هذا التمني الأخير صعب المنال. صحيح أن الدوري لا يزال في بدايته، لكن الأسبوع العاشر منه كان حاسماً لبعض من الجماهير، إذ تلقى ليفربول الخسارة الرابعة هذا الموسم، وكانت أمام نيوكاسل يونايتد 0-1.
الموسم الماضي، كان ستيفن جيرارد قريباً جداً من الفوز بالـ «بريميير ليغ»، لكنه تسبب على نحو مباشر بخسارة ليفربول أمام تشلسي على ملعبه 0-2 بعدما تعرض للسقوط خلال المباراة، حيث تعثر بمنتصف الملعب، ليضع السنغالي ديمبا با مهاجم الأخير في حالة انفراد تام بالمرمى، ويسجل الهدف الأول، ومن ثم يفقد الفريق ثلاث نقاط هامة، كادت أن تساعده على تحقيق لقب الدوري.
أمام نيوكاسل سقط جيرارد مرةً أخرى مذكراً بالحادثة، لكن هذه المرة لم يكن سقوطه بسبب الخسارة، بل كان الفريق بأكمله مع مدربه الايرلندي الشمالي براندن رودجرز.
ليفربول يبدو كأنه اصيب باليأس. على صعيد خط الوسط، انخفض مستوى الثنائي جيرارد وجوردان هندرسون، مقارنةً بالموسم الماضي. لم يعد التناغم بينهما قائماً، وتراجع مستوى المردود البدني لديهما، دفاعياً وهجوماً، ما تسبّب بتردي وضع الفريق ككل.
رأى رودجرز أن خروج سواريز
هو سبب المحنة التي يمر بها

يفكر جيرارد في الاعتزال، وقد يكون هذا قراراً صائباً بعد خيبات متتالية، لكن رودجرز ولسبب غير معلوم يرغب في تجديد عقده سريعاً. يتخذ رودجرز قرارات تحتاج الى موسم أو بضعة مواسم ليتبيّن مدى صحتها من خطئها. وبعد بيع سواريز أنفق النادي حوالي 130 مليون جنيه استرليني لضم تسعة لاعبين جدد، أكثرهم من المدافعين. وكانت النتيجة حتى الآن، «لحظة من الجنون الدفاعي». أخطاء تكلفهم المباراة ويعاقبون عليها سريعاً، أبرزها أخطاء الإسباني ألبرتو مورينو أمام مانشستر سيتي (1-3) وأمام نيوكاسل (0-1).
يعيد رودجرز سبب هذه الأخطاء الى حاجة هؤلاء اللاعبين للوقت لكي يتأقلموا مع الفريق والدوري والحياة في ليفربول، لكن الجماهير لا تنتظر أحدا. الفوز فقط هدفها، ولا تعوزهم حجة لكي يلوموا أيضاً المهاجم الجديد الإيطالي ماريو بالوتيللي، فهو لم يقم بالمرجو منه كبديل لسواريز. وكالعادة تهاجمه وسائل الإعلام وحده بعد كل مباراة، متهمة اياه بأنه سبب الخسارة.
يُظلم غالباً هذا «الاسمر»، كأنه اللاعب الذي يجب أن يقوم بكل شيء، اذ صحيح ان حركاته الجنونية قد تنال منه مرات عدة، لكنه لاعب بقدرات عالية، وقادر على ترجمتها في الدوري الإنكليزي تحديداً. وبالوتيللي كبقية اعضاء الفريق، لم يقدّم حتى الآن إلا بعضاً مما لديه. ولا يبدو أن الفريق سيتحسن في المدى المنظور على الأقل، إذ من المتوقع أن تتوالى خسائره الأسبوع المقبل. تنتظره مباراتان صعبتان، الأولى عندما يحل ضيفاً على ريال مدريد في دوري أبطال اوروبا، ثم عند استضافته تشلسي الأحد في الدوري المحلي.
رأى رودجرز أن خروج سواريز هو سبب المحنة التي يمر بها، متوقعاً أن يتحسن فريقه قريباً ويحقق نتائج شبيهة بما تحقق في الموسم الماضي. كلام لا تؤمن به الجماهير، إلا إذا رأت تغييراً عملياً وسريعاً في المباريات المقبلة، وهذا صعب جداً.