هي اللائحة مجدداً. اللائحة التي تفتح الباب على الجدال دائماً قبل تقليص عدد مرشحيها وبعد تقليصهم. هي لائحة المرشحين للكرة الذهبية التي قد يكون اسم الفائز فيها هذه السنة أوضح من أي وقتٍ مضى، على اعتبار أنه بات بإمكان توقّع الفائز من خلال تصريحات، تلميحات، وزلّات القيّمين.يوم أمس خرج جوزف بلاتر منتقداً ما أقدم عليه اتحاده الدولي في اليوم الختامي لنهائيات كأس العالم 2014 التي أُقيمت في البرازيل، وذلك عندما اختار الأرجنتيني ليونيل ميسي أفضل لاعب في المونديال.

هذه المسألة كانت قد أثارت جلبةً واسعة النطاق، وانتُقد كل من صوّب على هذا الاختيار على أساس أن انتقاده فقط لأنه ضد الأرجنتين وضد ميسي. لكن هذا الجدال انتهى يوم أمس باعتراف بلاتر بأن «الفيفا أضحك العالم عليه» فعلاً (راجع الأخبار، العدد 2344)، بطلبه من «البرغوث» الصعود لتسلّم جائزة لم يكن يستحقها.
على كل حال، وبعيداً من المونديال، فإن تصريح بلاتر أمس، الذي أتى في موازاة الكشف عن لائحة اللاعبين المرشحين لجائزة افضل لاعب في العالم لسنة 2014، يفتح الباب على جدال آخر، خصوصاً أن ما قاله بحق ميسي أسقط الأرجنتيني بلا شك من حسابات الفوز بالكرة الذهبية أو ربما المنافسة عليها. وإذا سلّمنا جدلاً بأن ميسي لم يكن يستحق جائزة أفضل لاعب في المونديال،
أنهى بلاتر الجدال حول جائزة ميسي المونديالية



فإنه من دون شك يستحق الوقوف في موقفٍ قوي للمنافسة على الجائزة السنوية، وذلك على اعتبار أن عدم فوزه بالكأس العالمية لا يلغي موسماً كلّه قدّم فيه أداءً رفيع المستوى، رغم عدم فوز برشلونة بأي لقب.
وبطبيعة الحال، لم يكن سوى الفوز بلقب المونديال سيقوي موقف ميسي لاستعادة الجائزة التي ارتبطت باسمه لسنوات متتالية قبل أن يخطفها منه كريستيانو رونالدو.
وهذه الخطوة جاءت في مشهدٍ قد يكون مشابهاً إلى حدٍّ ما لذاك الذي عرفناه أمس، إذ يذكر الجميع كيف شنّ بلاتر انتقادات حادة على نجم ريال مدريد الإسباني، ثم تراجع عنها، ليظهر بعدها وكأن «الفيفا» منح الكرة الذهبية لرونالدو، لإخفاء عورات كلام رئيسه بحق البرتغالي.
ورونالدو اليوم في موقفٍ أقوى لحملها مجدداً، وللسنة الثانية على التوالي، إذ يبدو موقفه مشابهاً لما عشناه عام 2010. وهنا المقصود أنه ليس بالضرورة أن يكون أفضل لاعب في المونديال هو الأفضل على الإطلاق في السنة كلّها، والدليل أن الأوروغواياني دييغو فورلان فاز بجائزة الأفضل في كأس العالم عامذاك، بينما خرج ميسي بخفي حنين من التظاهرة الكروية الأكبر، لكنه في نهاية السنة حمل الكرة الذهبية كأفضل لاعب في العالم.
وفي مونديال البرازيل، لم يكن رونالدو على مستوى الآمال، لكن مستواه طوال الموسم الماضي حيث قاد ريال مدريد إلى لقب مسابقة دوري أبطال أوروبا، يمكنه أن يمحو كل الخطايا المونديالية، وبالتالي إن فوزه بالجائزة هو شبه محسوم بالنسبة إلى العديد من النقاد الكرويين، ولو أن البعض قد يجد ظلماً في هذا الأمر.
ميسي ورونالدو، ثم رونالدو وميسي. يبدو الاثنان وكأنه لا ثالث لهما، رغم المستوى الخارق الذي قدّمه لاعبون كثيرون حول العالم في الموسم الماضي، إذ إنه لا يمكن نسيان ما فعله النجم الهولندي أريين روبن مع بايرن ميونيخ الألماني على الصعيدين المحلي والقاري، ثم مع منتخب بلاده في نهائيات كأس العالم. كذلك، لم يقلّ عنه شأناً زميله في النادي البافاري فيليب لام الذي قاد البايرن إلى الثنائية في ألمانيا ثم «المانشافت» إلى كأس العالم، وبالتالي فإنه إن لم يكن هذه المرة بين المرشحين الثلاثة الأوائل، فلن يكون يوماً بينهم أو يفوز بالجائزة الكبرى، لكونه اعتزل دولياً ولن يصيب لقباً كبيراً على الساحة الدولية بعد الآن.
تختلف الحسابات وتتعدد الأسماء، لكن في بعض الأحيان تكون الصورة واضحة، إذ إن ثقل الألقاب التي حققها لام قد يكون أكبر، لكن اسم رونالدو وأهدافه الصارخة تبدو أثقل. وكل هذا يعيدنا إلى معادلة لطالما نادى بها الذواقون في كرة القدم، إذ إن الجائزة هي للافضل، أي للاعب الذي قدّم أفضل أداءٍ شخصي وتفجّرت موهبته بشكلٍ أكبر على أرض الملعب، لا للاعب الأكثر حصداً للألقاب.
رونالدو فائزاً بالكرة الذهبية، أمر لن يكون مفاجئاً على الإطلاق!




اللاعبون والمدربون المرشحون

سيقلّص الاتحاد الدولي لكرة القدم لائحة اللاعبين المرشحين الـ 23 الى 3 فقط في 1 كانون الاول المقبل على ان تُمنح الجائزة في 12 كانون الثاني المقبل.
وهنا اللائحة: الألمانيون ماريو غوتزه وطوني كروس وفيليب لام وتوماس مولر ومانويل نوير وباستيان شفاينشتايغر، والإسبانيون دييغو كوستا وأندريس إينييستا وسيرجيو راموس، والأرجنتينيون ليونيل ميسي وأنخل دي ماريا وخافيير ماسكيرانو، والبلجيكيان ثيبو كورتوا وإيدين هازار، والفرنسيان بول بوغبا وكريم بنزيما، والبرتغالي كريستيانو رونالدو، والويلزي غاريث بايل، والسويدي زلاتان إبراهيموفيتش، والبرازيلي نيمار، والهولندي أريين روبن، والكولومبي خاميس رودريغيز، والعاجي يايا توريه.
اما لائحة المدربين المرشحين لنيل جائزة افضل مدرب لسنة 2014، فضمّت: الألمانيين يواكيم لوف (المانيا) ويورغن كلينسمان (الولايات المتحدة)، والإيطاليين كارلو أنشيلوتي (ريال مدريد) وانطونيو كونتي (ايطاليا حالياً ويوفنتوس سابقاً)، والأرجنتينيين دييغو سيميوني (اتلتيكو مدريد الاسباني) واليخاندرو سابيلا (الارجنتين سابقاً)، والاسباني جوسيب غوارديولا (بايرن ميونيخ) والتشيلياني مانويل بيليغريني (مانشستر سيتي)، والبرتغالي جوزيه مورينيو (تشلسي)، والهولندي لويس فان غال (مانشستر يونايتد الانكليزي حالياً، وهولندا سابقاً).