حقق فريق الأنصار نتيجة كبيرة حين أسقط العهد مرتين: الأولى حين فاز عليه 2 - 0، والثانية حين أزاحه عن الصدارة التي احتلّها «الأخضر» بأفضلية المواجهات وبمشاركة من النجمة أيضاً. وكان الأنصاريون أسياد ملعب صيدا أمس، واستحق «الأخضر» الفوز، نظراً إلى الروح القتالية العالية التي تحلى بها لاعبوه، وخصوصاً في الشوط الثاني.

وقدّم لاعبو الأنصار «خدمة» للاعبي العهد حين أعادوهم إلى أرض الواقع بـ»صفعة» من المفترض أن تجعلهم يصحون من «غيبوبة» النجومية التي يعيشون فيها ويتصرفون على أساسها. فمباراة أمس ذكّرت لاعبي العهد بالمقولة الشهيرة «كرة القدم لا تعترف بالأسماء، بل بمن يبذل العرق على أرض الملعب». إذ لا يمكن فريقاً ما أن يقدم نفسه منافساً على لقب البطولة ويكون غير قادر إلا على صناعة فرصة وحيدة حقيقية كانت في الشوط الثاني للعاجي ريمي وأنقذها الحارس لاري مهنا. صحيح أن العهد افتقد لاعبيه أحمد زريق المصاب ومهدي فحص الموقوف، لكن من المفترض أن بطل لبنان الأسبق يملك من اللاعبين ما يكفي لسد غياب أي لاعب.
قلب النجمة تأخره
إلى فوز بثلاثية على الساحل الجريح

في المقابل، نجح لاعبو الأنصار في إعادة الثقة بمدربهم الصربي زوران بيستيش، دون المبالغة كثيراً، حيث حققوا فوزاً غالياً بطريقة قدمت الأنصار منافساً حقيقياً على اللقب، رغم الشوط الأول الذي شهدته المباراة، وهو للنسيان نتيجة ضعف مستوى الفريقين. ولم يتأثر الأنصار بغياب الثنائي ربيع عطايا وحسين سيّد، بل على العكس قد يكون غيابهما خدم الأنصار، وتحديداً أمام العهد، حيث غالباً ما يكون اللاعبان غير موفقَين. واستطاع زملاؤهم تعويض الغياب، وخصوصاً أنس أبو صالح صاحب الهدف الأول في الدقيقة 55 من ركنية أمير لحاف، وحسين إبراهيم نجم خط الوسط وأحد اللاعبين الواعدين للمستقبل. إذ بدا إبراهيم مميزاً على أرض الملعب بعد الثقة الكبيرة التي حصل عليها في المنتخب الوطني حين اعتمد عليه المدير الفني الإيطالي جوسيبي جيانيني أساسياً في المباريات الودية. كذلك تميّز النيجيري برنس في الهجوم وسجل الهدف الثاني في الدقيقة 66 بعد كرة ملعوبة بين محمد عطوي وحمزة عبود. ومع التقدم الأنصاري استبسل لاعبوه للحفاظ على نقاط المباراة وسط غياب كلي للاعبي العهد، رغم دخول عباس عطوي «أونيكا»، إلا أن الأخير لم ينجح إلا في الحصول على بطاقة صفراء بعد نهاية المباراة، رفعها الحكم رضوان غندور بعد اعتراض «أونيكا» على احتساب 4 دقائق وقت ضائع فقط. وكان من الأفضل على قائد العهد السابق أن يكون واقعياً أكثر مع المباراة، ويعلم أن مشكلة العهد أمام الأنصار أكبر بكثير من عدد دقائق الوقت الضائع.
في برج حمود، كان النجمة يتألق ويقلب تأخراً أمام الساحل إلى فوز مستحق 3 - 1. وشهدت المباراة عودة قائد النجمة عباس عطوي، لكن نتيجة غياب حمدي المبروك وخالد تكه جي، لعب المدير الفني الألماني ثيو بوكير بتشكيلة بدت مفاجئة بمراكزها، حين لعب وليد إسماعيل كقلب دفاع مع قاسم الزين ومحمد فواز كظهير أيسر. وتقدم الساحل بهدف رائع للسوري علي غليوم من كرة حرة في الدقيقة 40 قبل أن يعادل النجمة سريعاً عبر لاسينا سورو بعد دقيقتين. وفي الشوط الثاني نجح محمود سبليني البديل بتسجيل هدف التقدم (83)، قبل أن يعزز سورو النتيجة إلى 3 - 1 في الدقيقة 88.
في طرابلس، لم يفوّت صاحب الأرض الفرصة، وحقق فوزاً مهماً على ضيفه التضامن صور 2 - 0 سجلهما الغاني مايكل هيليغبي مبكراً في الدقيقة الثانية وعامر محفوض (92).