... وصار هذا الحدث يوازي نهائيات كأس العالم. ينتظر 400 مليون مشاهد في أكثر من مئة دولة حول العالم مباراة الكلاسيكو بين ريال مدريد وبرشلونة. سيسمح توقيت عرضها 19.00 (بتوقيت بيروت) ببثها في قارتي آسيا وأميركا اللاتينية على الهواء مباشرة، ليرتفع عدد وسائل الإعلام الأجنبية التي ستتولى التغطية من داخل ملعب «سانتياغو برنابيو».
لم تُقم هذه المباراة يوماً الا استحوذت على أنظار معظم المتابعين من لاعبين ومدربين وجماهير أيضاً. ينتظرها الجميع، ودائماً ما تكون على المستوى المطلوب. يقدم الفريقان أداءً منتظراً، ويصعب كما دائماً توقع الفائز مبكراً.
لا علاقة لغياب أحد اللاعبين عن أي من الفريقين بمستوى المباراة. بمن حضر، سيلعبان للفوز فقط. المعركة بين مدرب النادي الملكي الإيطالي كارلو أنشيلوتي ومدرب الـ»برسا» لويس انريكه ستكون قاسية جداً على الصعيد التكتيكي، ومعركة العقول ستوجع رؤوسا كثيرة.
يقف ميسي على بعد هدف واحد من معادلة عدد أهداف رقم الأسطورة زارا

سيغيب الويلزي غاريث بايل مقابل عودة الأوروغوياني لويس سواريز. الأول سيعوضه إيسكو، والثاني من الصعب أن يبدأ أساسياً في المباراة، برغم انه متشوّق لحسم مباريات كبيرة توازي بعض سحره الكروي. قد يشارك لثلاثين دقيقة أو أقل، بحسب مجريات المباراة، وهذا متوقف على آثار فعل أندريس إنييستا والبرازيلي نيمار والنجم الأرجنتيني ليونيل ميسي.
الأخير تراجع منسوب تسجيله للأهداف نسبةً للمواسم الماضية، إذ بات صانع أهداف محسومة أكثر منه هدافا. هذا لن يمنع «البرغوت» من تحقيق رقم قياسي جديد، هو الذي يقف على بعد هدف واحد من معادلة عدد أهداف رقم الأسطورة تيلمو زارا في الدوري الإسباني (251 هدفا) في معقل غريمه الأول. هذا دافع قوي قد يجعله يلعب بكامل ما أوتي من قوة وموهبة، لعله يستعيد بعضاً من بريقه في أولى الـ «كلاسيكوهات» التي لعبها.
يقف النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو عند هذه النقطة تحديداً ويرى أنه لا يلعب أمام ميسي فقط. رونالدو، الذي يمر بأفضل حالاته، يواجه ورفاقه برشلونة كمنظومة متكاملة غير قائمة على لاعب واحد. وهذا ما ساعدهم على التغلب عليهم أخيراً. رونالدو والكولومبي خاميس رودريغيز والألماني طوني كروس والكرواتي لوكا مودريتش وإيسكو.
المعركة بين اللاعبين والمدربين. من يهيمن على كافة المراكز، أهمها وسط الملعب، سيكون المرجح الأبرز للفوز. هذا بالشكل العام للمباريات، لكن التفاصيل الصغيرة هي التي تغير مجرى مباراة بهذا الحجم.
التميز الفني للفريقين حالياً هو الذي سيجعل هذه المباراة ممتعة، إذ يتقدم الاثنان معاً نحو بناء فريق متكامل. وهذه السنة يبدو أن الخط الأمامي «ماكينة» تهديف لا تهدأ.
من يسجل أولاً فلن يطمئن على الإطلاق. لن يطمئن أحد إلا عند إطلاق الحكم صافرة النهاية. الأجواء حماسية حتى قبل انطلاق المباراة. الاستعدادات الجماهيرية في إسبانيا وخارجها توحي بأن «الآتي أعظم». والمباراتان الأخيرتان: ريال ضد ليفربول (3-0) وبرشلونة ضد أبويل نيقوسيا (3-1)، ستلقيان بظلالهما على «الملحمة». برشلونة في الواقع لم يتغير كثيراً من ناحية الخطة وطريقة لعب الـ «تيكي تاكا». أما ريال، فلعب مباريات عدة بغير خطة. يرى محللون أن الفرق الحاسم سيكون بنسبة الاعتماد بنحو متفاوت على الهجمات المرتدة.
تطور الاثنان على المستوى الفردي والجماعي، والاحتياطيون بمستوى الأساسيين، وكل لاعب يلاقي نده في الخصم.
بعد كل شيء، المباراة معقدة جداً. يتصدر برشلونة «الليغا» برصيد 22 نقطة، فيما يحتل ريال المركز الثالث بـ18 نقطة، وإذا ما فاز الأول فسيبتعد بالصدارة عن غريمه سبع نقاط، فيما إذا فاز ريال، فسيحتل المركز الثاني خلف النادي الكاتالوني بنقطة واحدة. لن يحسم الدوري أبداً في مباراة واحدة، فالمشوار طويل، وكما معظم المواسم، «كلاسيكو» الإياب يكون أكثر أهمية.