يبدو أن المنتخب الهولندي بحالة يرثى لها. بعد رحيل مدرب مانشستر يونايتد لويس فان غال عن دكة بدلاء «الطواحين»، انحدر المستوى العام دون المتوقع. يتحمل المدرب الحالي غوس هيدينك جزءاً من المسؤولية، لكن هذا حال الفرق والمنتخبات بعد تسجيلها إنجازا غير متوقع بدوره، مثلما حصل مع الطواحين في كأس العالم الأخيرة.
أنهى فان غال المونديال محتلاً المركز الثالث، وخرج بركلات الترجيح بعدما قدم أداءً جميلاً، برغم تلقيه أيضاً العديد من الانتقادات. صحيح أنه لا أحد يرضي الجميع، لكن يجدر القول إن فان غال كان يخرس النقاد سريعاً، وخصوصاً بعد أول مباراة لمنتخبه في المونديال ضد إسبانيا، التي انتهت 5-1.
غيَّر هيدينك طريقة اللعب التي اعتمدها سلفه، وحولها من 5-3-2 الى 4-3-3، رغبةً منه بالانصياع للمطالب التي طولب بها فان غال: العودة إلى اعتماد الكرة الشاملة خطةً لهولندا. الكرة الشاملة، الخطة التي أسسها المدرب رينوس ميتشلز، تقوم على نظرية تكتيكية تنص على أن أي لاعب في الملعب باستثناء حارس المرمى يستطيع إشغال مركز لاعب آخر من الفريق نفسه.
فان غال كان مقتنعاً بأن لاعبيه غير قادرين على تنفيذها. موارده البشرية لا تنفع لهذه الخطة، لكن هيدينك مصر على أنه سينجح بها، ووعد بعودة عصر الكرة الجميلة، لكنه قبل هذا الوعد كان يظن أن مواهبه العديدة لا تزال على حالها.
منذ بداية الموسم، لم يسجل فان بيرسي إلا هدفين فقط مع يونايتد، ويبدو في الملعب، مثقلاً على نحو غريب وغير قادر على التحرك بأريحية والقتال بكرة أو بدونها. فان بيرسي مخيب، كان منذ المونديال ولا يزال حتى الساعة على حاله. في البرازيل اعتمد فان غال على أريين روبن، لكنه الآن انضم الى زميله وصار بسوء حاله. الخسارة في المونديال أحبطت الأخير، ما أدى إلى تراجع مستواه، ومستوى المنتخب ككل.
في الجولة الثالثة لتصفيات يورو 2016، خسر المنتخب بصورة مفاجئة أمام إيسلندا 0-2 أول من أمس، كما خسر سابقاً أمام تشيكيا، بينما فاز بصعوبة على كازاخستان المنتخب الأضعف في المجموعة، ليحتل المركز الثالث في المجموعة الأولى برصيد 3 نقاط.
حاول البعض الدفاع عن مدربهم الجديد، بعدما حُمِّل مسؤولية الخسارة وحده. حقيقةً هذا ليس عادلاً، أن يتحمل المدرب وحده مسؤولية وصول المنتخب الى هذا الحال. اللاعبون أخطأوا في المباراة على مستوى التمركز، وخسروا معظم المواجهات البدنية، وارتكبوا أخطاء دفاعية قاتلة، إذ سجل الهدف الأول من ركنية أخطأ الدفاع في تشتيتها. على الجميع أن يشير بأصابع الاتهام الى اللاعبين فقط. تراجع النتائج سيتلازم مع هولندا حتى لو كان فان غال جالساً على كرسيه الهولندية حتى الآن، إذ إن نتيجة المونديال لا تزال في عقول اللاعبين. الأمل بإخراجهم من هذه النفسية متعلق بهيدينك وحده، الذي عليه أن يعي أن الوقت يسابقه، إذا ما أراد اللعب في الـ «يورو».