قامت أندية الدرجة الأولى بخطوة كان يفضّل القيام بها عند طرح مشروع رفع عدد اللاعبين الأجانب في كل ناد الى ثلاثة قبل أشهر. فهي قدمت مشروعاً يشرح فوائد رفع العدد ويزيل الغموض عن مفاهيم عديدة يتحدث عنها المعارضون للمشروع وتبدو في مكان ما خاطئة، بالنسبة إلى أصحاب الطرح، في وقت لا يزال هؤلاء معارضين للفكرة ما قد يفرض على الجميع الجلوس الى طاولة واحدة ومناقشة الموضوع بشكل موسّع.
أندية الدرجة الأولى اجتمعت بالاتحاد الأربعاء، وقدمت مشروعها مكتوباً باللغتين العربية والإنكليزية ويتضمن طرحاً كاملاً لمشروع رفع عدد اللاعبين الأجانب مع رد مفصّل على معظم ملاحظات الطرف المعارض.
لكن قد يكون مشروع الأندية قد وصل متأخراً إذ إن الوقت يداهم الجميع، إلا أن هذا لن يقف عائقاً أمام الترجمة الإيجابية التي يتعاطى معها الطرفان أي الأندية والاتحاد في الموضوع. فالأجواء تبدو أكثر من إيجابية إن كان من ناحية الأندية المصرة على أن هدفها هو حماية مستقبلها بعيداً من كسر قرارات الاتحاد أو التعرّض لهيبته أو حتى التمهيد لإسقاطه.
في المقابل، لا يبدو الاتحاد بعيداً من هذه الإيجابية. فهو عاد وجلس مع الأندية رغم اتخاذه القرار بعدم زيادة العدد وأبدى كل حرص على معالجة الأندية، الى درجة أن أحد أعضاء الاتحاد المعارضين لرفع العدد والذين صوتوا على هذا القرار اكّد أنه في حال وصلت الأمور الى أن الأندية ستنسحب أو يتم رفع العدد فحينها سيصوّت بعكس قناعاته حفاظاً على وجود الأندية. لكن هذا السيناريو لن يحصل خصوصاً في ظل التأكيدات أن الأندية لن تنسحب وذلك بعد الاجتماع الذي عقد بين الصفدي ورئيس نادي هوبس جاسم قانصوه والمحاضر الأولمبي جهاد سلامة. فهذا الاجتماع وضع خريطة الطريق للمرحلة المقبلة، القائمة على اقامة ورشة عمل حول طاولة مستديرة الأسبوع المقبل تضم معارضين وموالين لموضوع رفع عدد اللاعبين الأجانب. وبعد الورشة ترفع توصيات بناء على قناعات الحاضرين ومدى وجود إجماع على اي قرار. ففي حال بقي كل طرف على موقفه فمن الصعب العودة عن قرار الاتحاد وبالتالي سيتم السير بالنظام كما هو، وحينها سيتصرّف كل ناد بما تمليه مصلحته عليه، ليجرى في نهاية الموسم وضع تقييم للبطولة. ففي حال كانت ضعيفة وأثر قرار عدم زيادة العدد الى ثلاثة على المستوى فحينها لن يستطيع أحد التمسك بقراره بعدم تغيير النظام. أما في حال كانت البطولة قوية فأيضاً لن يستطيع أحد العودة للمطالبة برفع العدد.
أما في حال اقتنع الجميع بأن رفع العدد أمر إيجابي، فإن اتحاد اللعبة لن يقف حجر عثرة أو يتبع مقولة «عنزة لو طارت»، وسيعود عن قراره بكل طيبة خاطر.
لكن لا شك في أن مشروع الأندية يستحق الإضاءة عليه خصوصاً أن في أجزاء منه هناك الكثير من الأمور الصحيحة التي تحتاج الى اطلاع الرأي العام عليها.
من المفترض
أن تقام ورشة العمل الأسبوع المقبل نظراً إلى ضيق الوقت


فالأندية تعتبر أن «البعض يرى أن الهدف من التوجه نحو الاجانب الثلاثة هو للمنافسة فقط، ولكنه في الحقيقة ابعد من ذلك بكثير، يذهب الى التأكيد اهمية خفض الميزانيات ما يضمن استمرارية النوادي ورفع مستوى المنافسة وتوسيع بيكارها ليشمل اكبرعدد من الاندية، وعدم تأثر المنتخب الوطني، بالعكس صحيح، الى اهمية جذب الجماهير وجعلها تعيش التعصب الرياضي لفرقها ومدنها في مواجهة التعصب السياسي والطائفي وابعاد الشباب من موجات الفساد والانحراف، لتكون ملاعب كرة السلة متنفساً للشباب اللبناني لينسى الهموم اليومية في ظل الظروف الصعبة التي يعيشها لبنان والمنطقة.
على الصعيد المالي، يهدف المشروع الى الحفاظ على استمرارية الاندية التي لم تعد قادرة على تحمل مصاريف باهظة ممكن تفاديها من دون ان تتأثر صناعة منافسة في لعبة تعتبر صاحبة الشعبية الاولى.
فاذا كان اللاعبان الاجنبيان يكلفان نحو 300 الف دولار مقابل مليون دولار للمحليين على اقل تقدير، فإن استقدام 3 اجانب سيكلف نحو 400 الف، ولكن حينها ستهبط ميزانية اللاعبين المحليين الى النصف، لأن العرض سيكون اكبر من الطلب، وبدلاً من ان يكون في النادي 5 لاعبين من لائحة النخبة فليكونوا 2 او 3، وبالتالي يتوزع اللاعبون النخبويون حتماً على كل الاندية.
ان الاستمرار في الوضع الحالي، يُجبر الاندية التي ترغب في المنافسة على تكبد مصاريف باهظة تفوق في بعضها حدود المليوني دولار، وبالتالي ستصل حتماً الى طريق مسدودة، وستقفل ابوابها ويبدأ اللاعبون بالبحث عن مهنة اخرى او رياضة ثانية لن يجدوا فيها ما يبحثون عنه بكل تأكيد ان كان بممارستهم رياضة غير التي يعشقونها ولن يحققوا مبتغاهم المادي لعدم وجود رياضة مكلفة مثل كرة السلة في لبنان نظراً للأوضاع الصعبة، او يكون الحل الأسوأ وهو ترك الرياضة نهائياً، عدا عن ان الاستمرار بالوضع الحالي لن يجدي نفعاً لأن البطل سيبقى معروفاً ولن يتغير، وكأن كل نادٍ يرمي امواله هباءً، فيما نستطيع من خلال ميزانية بمليون دولار مثلاً مع 3 اجانب خلق منافسة قوية وردم الهوة الفنية بين الفرق.
فنياً وعملياً
في مشاركة اللاعبين المحليين، هناك 120 لاعباً في الدرجة الاولى لكل موسم، هل جميعهم يملكون المستوى الذي يؤهلهم اللعب في الاولى؟
كما هو معلوم مجموع دقائق اللعب لخمسة لاعبين على ارض الملعب هي 200 دقيقة مع وجود اجنبيين، معدل مشاركتهما تتراوح بين 60 و70 دقيقة لتبقى تقريباً 130 دقيقة لنحو 4 او 5 لاعبين محليين، فتكون معادلة المشاركة الجدية بين 15 و30 دقيقة للاعب الواحد (مع امكانية وجود استثناءات) حسب مستوى كل لاعب وقدرته على سحب الوقت اكثر من زملائه وحاجة المدربين لكل منهم.
وفي حال اعتماد 3 اجانب، سيتقلص الوقت الذي سيأخذه الأجنبي الى حدود 30 دقيقة قد ترتفع قليلاً او تنقص، اي ان هناك نحو 110 دقائق لبقية المحليين بمعدل 3 او 4 لاعبين بمعدل مشاركة جدية تتراوح بين 25 و35 دقيقة للاعب الواحد.
المنتخب
اذا وصلنا الى هذه النتيجة، مع الأخذ في الحسبان مشاركة جدية لنحو 3 او 4 لاعبين في كل نادي بمعدل 30 الى 40 لاعباً من كل الاندية، سيكون المستفيد الاكبر هو المنتخب الوطني، نظراً إلى وجود نخبة المحليين الموزعين على معظم الاندية مع هبوط اجباري في معدلات عقودهم نتيجة كثرة العرض وقلة الطلب، ووجود هذا العدد من المميزين اللاعبين المحليين يسهل مهمة المدير الفني للمنتخب في اختيار عناصره، بعد خوض دوري قوي للغاية يتمتع بمستوى عال من المنافسة والاحتكاك مع لاعبين اجانب، كان لهم الفضل في تطور كرة السلة اللبنانية من نهضتها الحديثة الى اليوم.




الدوري الرديف

سينعكس رفع عدد اللاعبين الأجانب افادة اضافية ممكن قطف ثمارها في بطولة الدرجة الثانية، مع ارتفاع عدد اللاعبين القادرين على اغنائها، من لاعبين واعدين لا يُفترض بهم ان يجدوا انفسهم في معمعة الكبار والأصح ان يصعدوا السلم تدريجياً، وكذلك من لاعبين لم يجدوا مكاناً لهم في دوري الاضواء، فتكون البطولة التي ممكن تسميتها بالدوري الرديف كما يحصل في العديد من الدول الاوروبية وحتى في الـ NBA، ممراً لهم للعودة الى الأضواء من خلال اخذهم فرصة اللعب لوقت اطول في المباريات لا يجدوه في الاولى، الا اذا كان همهم قبض الراتب في نهاية الشهر حتى لو قضوا الموسم كله على دكة الاحتياط، وهذا امر غير صحي للعبة.




إيجابية الأندية

لعل الكلام والمواقف التي صدرت عن رئيس نادي المتحد أحمد الصفدي حول البيان الذي صدر عن الأندية بعد الاجتماع في بيبلوس، الى جانب سعيه إلى ازالة أي سوء تفاهم مع بعض أعضاء الاتحاد يوضح مدى الإيجابية التي تنطلق منها الأندية.