انتهت عطلة نهاية الأسبوع على تتويج نخبوي للنجمة ولقب «تاريخي» للساحل بفوزه بكأس التحدي. النجمة، من جهته، أحرز لقبه الثامن في كأس النخبة، وكان على حساب الصفاء بفوزه عليه 3 - 1 على ملعب صيدا البلدي. فوز كان أمام جمهور نجماوي كبير ذاق الأمرّين نتيجة التخبّط في قرارات القوى الأمنية التي سمحت للجمهور بالدخول قبل أن تعود وتصدر قراراً بالمنع بعد دخول عدد منهم وشراء معظمهم للبطاقات.
والمؤسف الطريقة التي تعاملت بها القوى الأمنية مع الجمهور النجماوي، حيث انهالت عليه بالضرب الذي طاول الأولاد قبل الكبار، ما خلق نوعاً من الغضب والاستياء، قبل أن يجتاح الجمهور الأبواب ويدخل إلى المدرجات. لكن هذا الجمهور فشل في تسجيل حضور يليق باسمه، حيث أطلق جميع أنواع الشتائم والهتافات الطائفية، وقد يكون ما تعرّض له خارج الملعب سبّب ردّ الفعل الذي شهدته المدرجات.
على الصعيد الفني، قدم فريقا النجمة والصفاء «بروفة» ناجحة للقائهما في الدوري في 28 الجاري، فكانت المباراة جيدة المستوى، وشهدت العديد من الفرص، حيث كان النجماويون الأكثر سيطرة مع عدة فرص للمهاجمين، وخصوصاً خالد تكه جي ولاسينا سورو، فيما جانبَ الحظ الصفاويين الذين وقفت العارضة إلى جانب خصومهم وحرمتهم أكثر من هدف، وخصوصاً لإبراهيم بحسون وحسن هزيمة، إلى جانب وقوف التونسي حمدي المبروك عائقاً أمام هزيمة وحرمانه التسجيل أيضاً.

يستحق الثنائي طه وفاضل وساماً من محبي الساحل ومسؤوليه



الجمهور النجماوي اطمأن إلى واقع فريقه الفني مع عودة الحارس محمد حمود إلى مرماه، ومشاركة ناجحة لماهر صبرا وشادي سكاف، فنجح الأول في افتتاح التسجيل في الدقيقة 25، مستثمراً كرة ركنية لخالد تكه جي الذي كان نجم اللقاء من دون منازع، ولعب دور صانع الأهداف لزملائه. وكان اللقاء فرصة لمهاجم النجمة لاسينا سورو، كي يسجّل أول أهدافه الرسمية مع فريقه الجديد، وتحديداً في الدقيقة 27 بطريقة رائعة ومن كرة ساقطة من فوق الحارس زياد الصمد.
الصفاء من جهته، لم يكن ضيف شرف على اللقاء، فهو نافس النجمة بقوة عبر انطلاقات هزيمة وعمر الكردي «نيفا» على الأطراف، وتحركات طه دياب وإبراهيم بحسون وبديله روني عازار. وسجل دياب هدف تقليص الفارق في الدقيقة 46 بعد تمريرة من الكردي، مانحاً فريقه فرصة التعويض قبل الخروج إلى غرف الملابس.
لكن القائد عباس عطوي كان له رأي آخر في الشوط الثاني، وتحديداً في الدقيقة 60 حين سجّل هدفاً رائعاً بعد مجهود كبير من المتألّق خالد تكه جي، أراح فيه أعصاب جمهوره وصعّب من مهمة الصفاويين. ولم تكن الدقائق الثلاثون الباقية كافية للمتأخرين كي يعوضوا الفارق، رغم خطورتهم على مرمى الحارس حمود.
أمس، كان ملعب برج حمود مسرحاً لدرس كبير في الإخلاص والإيمان بالذات حين حقق فريق شباب الساحل لقب كأس التحدي بفوزه على النبي شيت 1 - 0 سجله كريست ريمي أحد نجوم اللقاء في الدقيقة 30 من كرة رأسية لمصطفى شاهين، شريك النجومية مع حسن كوراني وحسن طهماز الذي قدم مستوى ممتازاً في الفترة الأخيرة. لقب رسمي لأبناء الضاحية الجنوبية أمام أنظار رئيسهم السابق سمير دبوق الذي كان حاضراً في المنصة مع عضو الإدارة حسين حجازي، فكانت رسالة من اللاعبين إلى دبوق بأن «الرئاسة ما بتلبق لغيرك»، وهو أمر يستحق أن يقف عنده دبوق طويلاً. صحيح أن في أمور المال لا مجال للعواطف، لكن ما فعله الساحليون، والصورة التي أصبح عليها النادي في السنوات الأخيرة منذ تسلّم دبوق للرئاسة، يستحقان إعادة نظر من قبل الرئيس الذي حُمل على الأكتاف بعد المباراة.
لكنْ هناك شخصان في النادي يستحقان وسامين من كل محبي الساحل ومسؤوليه وجمهوره، هما المدير الفني جمال طه، ومدير النادي حسين فاضل. فهما آمنا منذ البداية بناديهما وأطلقا مبادرة جمع الفريق في وقت تخلّى فيه عنه الجميع. فكان اللاعبون على الوعد وأنصفوا المدرب والإداري، وخصوصاً طه الذي يستحق كل التهنئة على ما حققه في كأس التحدي من «اللحم الحيّ». وأثبت مدرب الأنصار السابق أنه من أفضل المدربين اللبنانيين، ويستحق أن يأخذ فرصته على صعيد المنتخبات الوطنية.
النبي شيت، من جهتهم، دفعوا ثمن ضعف العنصر الأجنبي، حيث خيّب الثلاثي، المصري إسلام مصبح في الدفاع والسوري خالد صالح في الوسط، والحاضر الغائب الشيخ ديوف في الهجوم، آمال الجمهور البقاعي القليل على مدرجات ملعب برج حمود. ولم يستحق ممثل البقاع الفوز، نظراً إلى تفوّق خصمه الساحلي على جميع الصعد، فنياً وحتى بدنياً، رغم الظروف الصعبة التي يمر بها الساحل. لكن مجموعة المدرب موسى حجيج قادرة على تقديم صورة أفضل، وخصوصاً أن حجيج يملك الإمكانات الفنية لقيادتهم بنجاح، لكن المطلوب من اللاعبين بذل جهد أكبر لتعويض ضعف العنصر الأجنبي في الفريق.