لا أحد يشك في موهبة نجم تشلسي الجديد دييغو كوستا، وإن كانت قد ظهرت متأخرة، لا في سنٍّ صغيرة على غرار بقية المواهب، لكن نتائجها كانت فعالة واثمرت وفرة في شتى البطولات. مواصلاً بدايته المبهرة مع تشلسي، حتى مباراته الأخيرة، سجل كوستا 7 أهداف من أصل 10 تسديدات على المرمى، في 4 مباريات، ليتفوّق على الرقم الذي كان بحوزة لاعب مانشستر سيتي، الأرجنتيني سيرجيو أغويرو، وميكي كوين، لاعب ويغان السابق، اللذين سجلا 6 أهداف في 4 مباريات في بدايتيهما مع فريقيهما.

أما على صعيد تشلسي، فيجدر التذكير هنا بأن ديدييه دروغبا في بداياته مع «البلوز» انتظر 18 مباراة حتى سجل 7 أهداف، فيما بقي الأوكراني أندري شيفتشنكو 41 مباراة والإسباني فرناندو توريس 43 مباراة لتسجيل هذا العدد من الاهداف.
أرقامٌ قياسية اصابها كوستا في بداياته مع فريقه الجديد، فتمكن بإمكاناته وقدراته الهجومية، المهارية منها وتلك الخاصة بالبنية الجسدية، من التحول سريعاً من طريقة اللعب مع مدرب أتلتيكو مدريد الأرجنتيني دييغو سيميوني الى طريقة اللعب مع مدربه الحالي البرتغالي جوزيه مورينيو. وإن كان هناك بعض التشابه بين الاثنين في الطابع الهجومي، إلا أن كوستا يدرك جيداً مهمته داخل الملعب: التسجيل من الهجمات التي ينسجها خط الوسط، فقط لا غير.
في المباراة الأخيرة، قاد كوستا فريقه الى صدارة الدوري الإنكليزي الممتاز، بعدما كان يتقاسمها مع سوانسي سيتي. تغلب «البلوز» على الأخير بأربعة أهداف لهدفين، سجل ثلاثة منها كوستا، والهدف الأخير كان من نصيب الفرنسي لويك ريمي.
اذاً، أنتجت التعاقدات الجديدة في خط الهجوم انتصارات متتالية، فيما يعاني تشلسي في خط الدفاع، إذ لم تمر، منذ بداية الدوري، إلا مباراة واحدة من دون ان تدخل الكرة في مرماه.

صنع سيسك فابريغاس معظم أهداف دييغو كوستا


ضد بيرنلي، وليستر سيتي، وإفرتون، وأخيراً سوانسي، دائماً ما كان كوستا هو المنقذ. ضد الأخير، جاء هدفه الأول من ضربة رأسية متقنة رفعها مواطنه سيسك فابريغاس من ركلة ركنية (45). وفي الثاني نجح كوستا بتمريرة ساحرة من سيسك أيضاً، أن يضاعف النتيجة (56)، ليعود ويسجل مجدداً الهدف الثالث في الدقيقة 67.
أحسن مورينيو بانتظاره. كل هذا النجاح المتجدد في كل مباراة، يأتي بعد عودته من إصابة في عضلات الفخذ الخلفية، تعرض لها أثناء مباراة ودية مع منتخبه.
هناك في إسبانيا، يعيب عليه جمهور «الماتادور» عدم وضع إمكاناته بأكملها في سياق خدمة منتخبه، إذ لم يتمكن منذ كأس العالم 2014 في البرازيل من التسجيل، أو اللعب بالمستوى المطلوب منه. لا يقع اللوم عليه وحده، فمدربه هناك فيسنتي دل بوسكي لا يزال مستمرا في اللعب من دون الاعتماد الكامل على رأس حربة لتسجيل الأهداف، لذا يظهر كوستا مقيّدا، على عكس من كان يأخذ دوره في المنتخب كمهاجم خفي مثل فابريغاس.
وبالحديث عن سيسك، تبدو العلاقة بين النجمين الوافدين حديثاً الى تشلسي اكثر من ممتازة. أهداف عدة لكوستا صنعها فابريغاس، ويبدو أن الاثنين يتنافسان على من يحقق بداية أفضل من الآخر تحت قيادة مورينيو، اذ لفابريغاس نصيب أيضاً من أرقام قياسية لم يحققها سابقاً مع أرسنال أو برشلونة، حيث تمكن من تحقيق الإنجاز الذي لم يحققه أي صانع ألعاب في تاريخ «البريميير ليغ»، بعدما بات أول لاعب في تاريخ الدوري، يساهم في صناعة 6 أهداف في 4 مباريات متتالية. المدرب مورينيو حضّ على التقليل من التوقعات وتخفيف الضغط على كوستا وفابريغاس، وذلك لكي يبقيا على الأرض، ويعلو تشلسي في الدوري المحلي ومسابقة دوري أبطال اوروبا.