منذ مجيئه الى باريس، يتصدر النجم السويدي زلاتان ابراهيموفيتش، في معظم الأحيان، نشرات وصفحات الرياضة في فرنسا. بات معشوق الجماهير هناك. تجلى ذلك في صور عدة داخل العاصمة الفرنسية، وخارجها. في المونديال الأخير، الذي غاب عنه ابراهيموفيتش لفشل منتخبه في التصفيات، بعث له جمهور منتخب فرنسا الذي كان في ملعب مباراة «الديوك» أمام هندوراس رسالة عبر لافتة كبيرة: «زلاتان... نحن نفتقدك». لكنه زلاتان، وهذه اللقطة كانت تختصر حب الجمهور لهذا اللاعب. ولا شك، أيضاً، في أن هؤلاء، بمعظمهم، من جمهور سان جيرمان. وصل عشق اللاعب الى المطاعم، حيث أطلق مطعم باريسي وجبة استثنائية من نوع شطائر البرغر باسم «زلاتان إبراهيموفيتش». يقول صاحب المطعم جون فيليب غراندين إن نجومية اللاعب هي ما جعلته يفكر في إنتاج وجبة تحمل اسمه: «إنه لاعب استثنائي استطاع وحده تسجيل 30 هدفاً في الموسم الماضي مع فريقه».

حين يغيب عن فريقه يصبح لاعبو الفريق أيتاماً، بحسب ما وصفت صحيفة «ليكيب» الفرنسية الفريق من دونه. ورغم وجود العديد من الأسماء الهجومية الأخرى مثل الأرجنتيني إيزيكيال لافيتزي والأورغوياني إدينسون كافاني، لم يستطع أحد تعويض لاعب بحجم «إيبرا» عند غيابه، فهو في مصاف اللاعبين الأوائل عالمياً، ويصطف الى جانب البرتغالي كريستيانو رونالدو والأرجنتيني ليونيل ميسي.
في الموسم الماضي، علَّق مدرب الفريق الفرنسي لوران بلان على عدم قدرة لاعبيه على تسجيل الأهداف، ووصفهم بأنهم يفتقرون إلى الإبداع في غياب زلاتان. وهذا الموسم بدا ذلك بوضوح حيث تعادل سان جيرمان سلباً في أول مباراة في الدوري المحلي، مع إيفيان المتواضع، في ظل غياب زلاتان. لكنه عاد أول من أمس، وقاد فريقه الى الفوز على سانت إتيان 5-0، مسجلاً «هاتريك»، وهذا ما لم يفعله أي أحد في مرمى الأخير منذ عام ١٩٩١.
عودة إبراهيموفيتش بهذه القوة تفيد الفريق طبعاً في سعيه للحفاظ على لقب الدوري والوصول الى المراحل المتقدمة في دوري أبطال أوروبا. لكن، طبعاً أيضاً، له في هذه العودة مآرب أخرى. طموحه الشخصي باقترابه من عمر الـ ٣٣ سنة لا يزال الكرة الذهبية. هدفه الأسمى، وإن كان «الفيفا» قد ظلمه سابقاً بعدم الوقوف حتى بين المرشحين الثلاثة الأوائل. هو يأمل بعد «نكسة» المونديال الأخير تعويض خيبته، رغم عدم سهولة المهمة.
بسنيه الثلاث مع سان جيرمان، يقترب إبراهيموفيتش ليكون أفضل لاعب أجنبي في تاريخ فرنسا. في سجلّه الآن 80 هدفاً، وبحاجة الى 29 هدفاً أخرى ليكسر رقم البرتغالي بدرو باوليتا كأفضل هداف في تاريخ فريق العاصمة الفرنسية، وإذا ما سجل 30 هدفاً هذا الموسم، فسيُصبح الثاني بعد الأرجنتيني كارلوس بيانكي الذي يسجل هذا العدد أو أكثر مرتين في «ليغ 1» منذ السبعينيات. يمهد «إيبرا» ليكون أفضل لاعب في العالم، بعدما تمّ اختياره أفضل لاعب بالدوري الفرنسي مرتين على التوالي. يؤكد زلاتان، كعادته، بكل ثقة: «أنا على يقين من أنني في الطريق الصحيح منذ بدء الموسم».




زلاتان مثل رونالدو

لطالما دافع نجم باريس سان جيرمان السويدي زلاتان إبراهيموفيتش عن عدم تحقيقه سجلا ممتازا في دوري أبطال أوروبا بالقول إن نجم ريال مدريد السابق البرازيلي رونالدو لم يتمكن من الفوز بها أبداً. وأكَّد: «لا يضايقني الأمر حينما يظل الجميع يقول إنني لم أفز بدوري الأبطال. عندما يكون شخص متربعا على القمة يجد الناس دائماً سبباً لانتقاده».