برغم الخضات المتتالية التي عاشتها، لا يزال هناك من يؤمن بأن كرة السلة اللبنانية يمكنها ان تكون ارضاً خصبة لمشاريع تطويرية تصب في المصلحة العامة للعبة، والمصلحة الفنية للاعبين على وجه التحديد. من هنا، وفي ظل الركود الحاصل على الساحة السلوية بعد نهاية الموسم، جاء الدوري الصيفي ليعيد بعضاً من الحركة المفقودة في ملاعب المستديرة البرتقالية، وذلك عبر مجموعة من الناشطين في اللعبة، الذين يرتبطون بها ارتباطاً وثيقاً، كلٌّ في مجال، على غرار فؤاد جرجس وجو مجاعص وتوماس بابادوبولوس والزميل دانيال عبود، وغيرهم من فريق العمل الذي اعاد احياء هذا المشروع. ففي عام 2008، اطلق المدرب المعروف رزق الله زلعوم الدوري الصيفي، لكن سرعان ما اختفى هذا النشاط بفعل عدم الاهتمام الاعلامي به في مكان ما، وبفعل تراجع اللعبة على نحو واضح عامذاك، الا ان الوضع يبدو مختلفاً حالياً مع انغماس الناشطين في اللعبة اكثر بثقافتها الخارجية، فكانت الحماسة موجودة للمشاركة في هذا الحدث، الذي سينطلق عند السابعة من مساء اليوم في قاعة نادي غزير.
وهنا يبرز الحديث عن اطلاق دوري صيفي على صورة ذاك الذي يعرفه الدوري الاميركي الشمالي للمحترفين (NBA) عشية كل موسمٍ جديد، حيث يمثل فرصةً للاعبين الشبان والمخضرمين من اجل ابقاء الارتباط باللعبة بطريقة ما، وقبل انطلاق البطولات.
وربما يمكن التصويب على نحو مباشر على مدى اهمية اقامة هذا الدوري بالنسبة الى عدد كبير من اللاعبين الصغار في السن، الذين لا يأخذون دوراً خلال الموسم، وبالتالي فان هذه المباريات ستمثل فرصةً بالنسبة اليهم لتقديم انفسهم امام العديد من الكشافين، وخصوصاً مدربي الاندية، الذين سيكونون هناك. ومن هؤلاء اللاعبين يُنتظر ايلي غالب وايلي شمعون وجيمي سالم وكرم مشرف وجو ومارك ابي خرس وبلال طبارة وعزت قيسي...
وكما هو معلوم، فان الدوري الصيفي لا يشارك فيه النجوم عادةً، ولو ان بعض الاسماء المعروفة ستكون حاضرة خلال الأيام الثمانية للدوري، الذي سيعطي حتى الاسماء المعروفة اكثر فرصةً للبقاء في جهوزية او لاستعادتها، امثال كارل سركيس العائد من الاصابة، الذي سيكون بحاجة الى الاحتكاك، مثله مثل النجم السوري ميشال معدنلي الذي ابتعد عن الملاعب لمدة سنة، وهو سيستثمر الدوري الصيفي لاختبار حضوره الفني قبل ذهابه الى الصين لخوض تجربة مع احد الفرق.
ومما لا شك فيه ان الدوري الصيفي يرسي اليوم فكرةً صحيّة حول ضرورة ابقاء اللاعبين مشغولين حتى بعد نهاية البطولة، اذ يدخل اللاعبون عادةً في فترة راحة طويلة ومضرّة في آن واحد، إذا لم يكن هناك اي التزامات لهم مع المنتخبات، وذلك بعكس ما نراه في الـ «أن بي آي» مثلاً، حيث وفي موازاة الدوري الصيفي الذي يشارك فيه عدد كبير من اللاعبين، تنطلق الفرق في جولات خارجية لابقاء حساسية المباريات لدى لاعبيها، وهو ما يحتاج إليه اللاعبون اللبنانيون، وخصوصاً الصاعدين منهم، في ظل غياب بطولات الفئات العمرية غيابا تاما.