كل الأنظار في إنكلترا وخارجها كانت مركزة أول من أمس على مدينة مانشستر، أكثر من غيرها، في افتتاح الموسم الجديد من الدوري الإنكليزي الممتاز لكرة القدم، وتحديداً على عشب ملعب «أولد ترافورد»، حيث كان فريق المدينة الأحمر، يونايتد يقف في وجه سوانسي سيتي في مباراته الأولى تحت قيادة مدربه الجديد، الهولندي لويس فان غال، بعد موسم كارثي فشل فيه الفريق بقيادة الإسكوتلندي ديفيد مويس فشلاً ذريعاً. وكانت المحصلة الصاعقة عدم التأهل إلى المسابقات الأوروبية هذا الموسم.
لكن ما لم تكن تتوقعه جماهير «الشياطين الحمر» أن يخرج فريقها مهزوماً 1-2، وما لم يتوقعه فان غال أن يسمع صافرات الاستهجان من هذه الجماهير عقب صفارة نهاية المباراة على الاداء والخسارة المفاجئة التي لم يتكبدها الفريق في افتتاح الموسم على أرضه منذ 42 عاماً.
إذاً، مباراة أولى في «البريمييرليغ» وخسارة أولى لفان غال. لا شك في أن الهولندي القادم من تجربة ناجحة بكل المقاييس مع منتخب بلاده في مونديال البرازيل والذي عُد من أبرز المدربين فيه، فضلاً عن تجربته الغنية في الملاعب الأوروبية، وتحديداً مع برشلونة الإسباني وبايرن ميونيخ الألماني، لمس عند صفارة نهاية مباراة ظهيرة السبت ما يعنيه أن يكون مدرباً في «البريمييرليغ» وليونايتد تحديداً.

لم تتوان
جماهير يونايتد عن إطلاق صفارات الاستهجان في
نهاية المباراة


فبالنسبة إلى النقطة الأولى، أن يقود الهولندي مانشستر يونايتد إلى نجاح باهر في جولته الأميركية التي أحرز فيها كأس الأبطال الدولية وتغلب تحديداً على بطل أوروبا ريال مدريد الإسباني، لا يعني بتاتاً أن يكون الفريق ضامناً للفوز على فريق كسوانسي على أرضه، وهذا ما حصل بالضبط. فالمنافسة في الدوري الإنكليزي لا مثيل لها، مقارنة بأي منافسات أخرى في العالم لناحية قوة المباريات والضغوط أثناءها. أما بالنسبة إلى النقطة الثانية، فالاستقبال غير المسبوق الذي لقيه فان غال أثناء حلوله على مدينة مانشستر، لم يمنع جماهير الأخير من أن تطلق صافرات استهجانها عند السقطة الأولى للفريق.
من هنا، يمكن القول إن فان غال أدرك منذ مباراته الاولى في البطولة حجم المسؤولية والتحدي الذي يواجهه في مانشستر، وقد لفت إعلان الهولندي سريعاً بعد نهاية المباراة مباشرة تحمله مسؤولية الخسارة، قائلاً: «كنا متوترين جداً في الشوط الأول، وقمنا بالخيارات الخاطئة، وهذا أمر مؤسف. وفي الشوط الثاني، لم نلعب قطّ كفريق، وبالتالي أنا المسؤول عن الخسارة».
حسناً فعل فان غال، فهذا الاعتراف بالخطأ إن دل على شيء، فإنه يدل على عمق تجربة الهولندي، الذي لم يتوان رغم مكانته في عالم التدريب، عن تقديم الاعتذار بشكل أو بآخر وفقاً لكلماته السالفة، وذلك على عكس مويس الذي ظل، رغم النتائج الكارثية، هائماً في عالم الأحلام الوردية، ما أدى به في نهاية المطاف إلى أن يجد نفسه خارج ملعب «اولد ترافورد» ملحقاً دماراً كبيراً بالأخير. وكذلك، حسناً فعلت جماهير يونايتد بإظهارها «العين الحمراء» لمدربها في المباراة الاولى.
واذا كان فان غال قد اعترف بالخطأ بعد المباراة، فهذا عامل مشجع لكي تغفر الجماهير للهولندي هذه الخسارة وتزيد من جرعة الاحتضان له ومده بالدعم المعنوي، كما الحال مع الإدارة من خلال مدّه بمزيد من التعاقدات النوعية التي ظهر الفريق بحاجتها في الدفاع والوسط، للخروج رويداً رويداً من نفق الموسم الماضي المظلم، وخصوصاً أن الهولندي أعطى مؤشراً على رغبته الكبرى وحماسته للعمل مع يونايتد عندما «ضحّى» بعطلته الصيفية بعد أيام مونديالية شاقة والتحق مباشرة بالفريق.




مويز: مهمتي مع يونايتد كانت شبه مستحيلة

رأى مدرب مانشستر يونايتد السابق الاسكوتلندي ديفيد مويز أنه كان يستحق المزيد من الوقت مع النادي الذي أقاله من منصبه بعد 10 أشهر على تسلمه المهمة خلفاً لمواطنه «السير» اليكس فيرغوسون. ويأتي تصريح مويز في حديث لصحيفة «دايي مايل» البريطانية بعد ان استهل يونايتد مشواره مع مدربه الجديد الهولندي لويس فان غال بسقوط على أرضه امام سوانسي سيتي (1-2) في المرحلة الاولى من الدوري. وقال مويز: «كانت خطوة نحو المجهول وبعودتي بالزمن الى الوراء أرى أن مهمتي كانت شبه مستحيلة».