يتزعم «الملكي» البطولة الأهم في القارة العجوز على صعيد الأندية. تألُّق ريال مدريد اللافت في دوري الأبطال، بمعزل عن مدى فعاليته في باقي المنافسات، جعله مرشحاً دائماً للظفر بكأس «ذات الأذنين». قد لا يكون «الميرينغي» أفضل الفرق فنياً ضمن المسابقة، وقد لا يكون في أحسن حالاته في بعض المباريات الأوروبية، ومع ذلك، يتمكّن في النهاية من رفع اللقب. أصبح لاعبو ريال مدريد يتمتعون بقوة نفسية هائلة يدركون من خلالها بأنهم الأوفر حظاً للفوز، وبات المنافسون يخضعون لهذه الأفضلية النفسية، تحت شعار أن الريال هو «ملك دوري الأبطال». ظهر ذلك في أكثر من استحقاق آخره أمام مانشستر سيتي نفسه خلال النسخة الماضية من دوري الأبطال، عندما عاد الطرف الإسباني بالنتيجة وسجّل هدفين في الوقت بدلاً عن ضائع، قبل أن يدوّن بنزيما هدفاً في الشوط الإضافي الأول أوصلَ الميرينغي إلى النهائي الذي حسمه بهدف نظيف أمام ليفربول.هو الموسم الثالث على التوالي الذي يصل فيه ريال مدريد إلى الدور نصف النهائي من التشامبيونز ليغ. انتهت جولة الذهاب من المربع الذهبي بتعادل إيجابي أمام مانشستر سيتي بهدفٍ لمثله في ملعب سانتياغو بيرنابيو بالعاصمة الإسبانية، ما يجعل كل الاحتمالات واردة في موقعة الإياب بمدينة الشمال الإنكليزي، مانشستر. يريد الريال تعويض إخفاق خسارة الدوري المحلي لصالح غريمه الأزلي برشلونة، ومحاولة الفوز بثنائية دوري الأبطال والكأس التي أحرزها على حساب أوساسونا، على أن تكون مباراة اليوم مفصلية أمام مساعي الميرينغي للتتويج.
وعلى نفس المنوال، نسج مانشستر سيتي. وصل النادي الإنكليزي إلى نصف نهائي دوري الأبطال على أقل تقدير في المواسم الثلاثة الماضية. يكمن الفارق بأن «السيتيزينز» فشل في رفع اللقب بأي نسخة منها، وبقي سجله التاريخي صفري في المسابقة الأوروبية الأعرق. الفريق الذي احتكر الدوري الإنكليزي الممتاز خلال السنوات الأخيرة، يعجز مراراً وتكراراً عن رفع الكأس «ذات الأذنين».
يبحث مانشستر عن ثلاثية تاريخية هي الدوري والكأس المحليتين ودوري الأبطال


دائماً ما يقدّم أزرق مانشستر عروضاً قوية على الساحة الأوروبية تنتهي بأغلبها على عتبة الأدوار المقدمة، حتى إنه عندما وصل إلى نهائي النسخة ما قبل الماضية من البطولة، خسر المباراة بهدفٍ نظيف أمام تشيلسي في وقتٍ رجّح فيه النقاد فوز السيتي بأولى ألقابه في دوري الأبطال حينها.
هو الاختبار الأصعب لمانشستر سيتي، صاحب الخبرة المستجدّة التي لم تُتوَّج بحفر اسم النادي على كأس البطولة حتى الآن. يرى البعض أن اجتياز عقبة ريال مدريد سوف تجعل السيتي يقترب كثيراً من تتويجه الأول بدوري الأبطال نظراً إلى علو كعبه الفني عن أي نادٍ آخر.
قد يعيش «السيتيزينز» موسماً تاريخياً، إذ يمنّي النفس بمعادلة رقم جاره وغريمه مانشستر يونايتد، الفريق الإنكليزي الوحيد المتوج بثلاثية دوري الأبطال والدوري الممتاز وكأس إنكلترا في موسم 1998-1999.
كل ما يفصل أزرق مانشستر عن تحقيق ذلك هو أربعة انتصارات، اثنين منها في دوري أبطال أوروبا، واحد في الدوري وآخر في نهائي الكأس أمام مانشستر يونايتد الذي سيُلعب السبت 3 حزيران/ يونيو (17:00 بتوقيت بيروت).
يدخل السيتيزينز اللقاء الليلة أمام ريال مدريد بسجل 22 مباراة من دون هزيمة في كل المسابقات، كما حقّق سلسلة انتصارات من 15 مباراة متتالية على استاد الاتحاد، سجّل خلال 14 منها هدفان على الأقل. أرقام مميزة لن تعطي بالضرورة أفضلية أمام ريال مدريد القوي أوروبياً. المباراة متوازنة على الورق، وقد تشهد سيناريو ماراثونياً كما حدث في الموسم المقبل.