ستكون كأس آسيا المقبلة واحدة من أهم نسخات هذه البطولة التي عرفتها اللعبة في القارة الأكبر، إذ تأتي مباشرةً بعد كأس العالم التي استضافتها قطر حيث قدّمت غالبية المنتخبات الآسيوية أداءً لافتاً، ما يعني أن مستوى المنافسة في البطولة الآسيوية التي ستحتضنها الدوحة أيضاً سيكون أقوى من سابقه، وذلك على ملاعب جاهزة بأعلى المعايير الدولية للحدث الكبير.24 منتخباً تمّ توزيعهم على 6 مجموعات في سحب القرعة الذي أقيم أمس في كتارا، فحلّ المنتخب اللبناني في المجموعة الأولى إلى جانب قطر، الصين، وطاجيكستان. أما المجموعة الثانية فضمّت أستراليا، أوزبكستان، سوريا، الهند، والمجموعة الثالثة: إيران، الإمارات، هونغ كونغ، فلسطين، والمجموعة الرابعة: اليابان، إندونيسيا، العراق، فيتنام، والمجموعة الخامسة: كوريا الجنوبية، ماليزيا، الأردن، البحرين، والمجموعة السادسة: السعودية، تايلاند، قرغيزستان، عُمان.
ويمكن اعتبار أن المجموعة التي وقع فيها لبنان تبدو مقبولة بالنظر إلى التحديات التي كان بالإمكان أن يواجهها في المجموعات الأخرى، إذ سيلعب عملياً مع ثلاثة منتخبات بمستويات مختلفة، حيث الأعلى بينها قطر، يليه المنتخب الصيني، ومن ثم الطاجيكي.

قطر أصعب المواجهات
من هنا، ستكون العين أوّلاً على ما يمكن أن يخرج به «رجال الأرز» في المواجهتين أمام الصين وطاجيكستان كون اللقاء مع قطر سيكون الأصعب لأسبابٍ عدة، أوّلها أن «العنابي» سيضع كل قوته للدفاع عن اللقب الذي أحرزه في عام 2019، وكان الأول له في تاريخه، وثانيها أنه سيلعب على أرضه متسلّحاً بهذه الأفضلية، وثالثها أنه يريد مصالحة جماهيره بعد خيبة كأس العالم عندما خرج من الدور الأول بشكلٍ مخيّب رغم كل التحضيرات والإمكانات التي سُخّرت له من أجل تقديم أفضل صورة ممكنة في التظاهرة الكروية التي استضافها على أرضه.
يلعب لبنان مع قطر في افتتاح كأس آسيا ثم يواجه الصين وطاجيكستان


بطبيعة الحال، الكل يعلم أن قطر لم تتوقف عند تلك النكسة، فهي سارعت إلى إحداث التغيير من أجل النهوض بمنتخبها مجدداً، وخصوصاً أنه يملك الإمكانات الفنية والمادية للبقاء ضمن منتخبات النخبة في آسيا، والدليل أنه تعاقد مع اسم كبير لتدريبه، وهو البرتغالي كارلوس كيروش، الذي سيقوده في بطولة الكأس الذهبية التي تستضيفها الولايات المتحدة وكندا خلال الفترة بين 24 حزيران و16 تموز المقبلين.
هذه المشاركة ستمثّل استعداداً مثالياً للقطريين الذين سيعسكرون في إسبانيا حيث سيخوضون ثلاث مباريات ودية مع منتخب كرواتيا للمحليين، منتخب جامايكا ثم منتخب نيوزيلندا، وذلك قبل لقاء هايتي والمكسيك وهندوراس في الكأس الذهبية.

فرصة أمام الخصمين الآخرين
لذا لا يخفى أن مواجهة قطر في المباراة الافتتاحية للبطولة في 12 كانون الثاني 2024، ستكون الأصعب على منتخب لبنان الذي لا يزال يعاني أقلّه نفسياً من «العقدة القطرية» منذ تصفيات مونديال 2014، لتكون بالتالي المواجهة الثانية (17 منه) مع الصين شبه مفصلية، وخصوصاً أن الصينيين ليسوا بذاك المنتخب العالمي بل أنهم عاشوا فترات صعبة وسط خضات مختلفة، منها ارتبط بعدم تأهلهم مجدداً إلى نهائيات كأس العالم، ومنها ما عرفته اللعبة مع انسحاب عددٍ من المتموّلين الكبار من الأندية التي ساهمت بـ «تدمير» المنتخب برأي الكثيرين كونها دأبت على استقدام الأسماء الكبيرة بمبالغ ضخمة من دون إعارة أي اهتمام لتطوير اللاعب المحلي. وهذا الأمر ثبُت من خلال الأسماء الواردة في التشكيلة الأخيرة للمدرب الصربي ألكسندر يانكوفيتش، والتي خلت من أي لاعب محترف خارج الدوري الصيني، وذلك بعكس منتخبات البلدان المجاورة التي يتألق نجومها في أوروبا أمثال كوريا الجنوبية واليابان، لا بل إن يانكوفيتش استبعد حتى البرازيلي المجنّس إيلكسون الذي لم يسجّل أكثر من 4 أهداف دولية منذ تجنيسه قبل 4 أعوام.
ويبقى الخصم الأسهل على الورق هو طاجيكستان الذي سيواجهه في ختام مباريات المجموعة في 21 كانون الثاني. هذا المنتخب هو الوحيد الذي يتقدّمه منتخبنا على لائحة تصنيف «الفيفا» حيث يحتل المركز 109، لكنه رغم ذلك تمكن من تحقيق الإنجاز ببلوغ نهائيات كأس آسيا للمرة الأولى في تاريخه، حيث سيتسلّح بالخبرة الألمانية التي جمعها لاعباً مدربه الكرواتي بيتر سيغرت، وبوجود مجموعة من الشبان (لاعب واحد في هذا المنتخب يتخطى سنّه الثلاثين) وجلّهم من المحترفين في الخارج بين أوزبكستان وإيران والهند وماليزيا والبرتغال وبلغاريا جورجيا ومولدوفا.