يكاد لا يمرّ أسبوعٌ من دون أن تتمّ إقالة مدربٍ من هنا وآخر من هناك في كرة القدم الأوروبية حتى بلغت نسبة المُقالين من مناصبهم مستوى مرتفعاً مقارنةً بالمواسم الماضية ووصلت إلى أكثر من 40% بعد ذهاب 40 من أصل 98 فريقاً إلى تغيير المدربين الذين بدأوا معهم الموسم حتى أن بعضهم بدّل أكثر من مدربٍ واحد، أمثال تشلسي وتوتنهام هوتسبر في إنكلترا، إلتشي وإشبيلية في إسبانيا، مونبلييه وأنجيه في فرنسا، إضافةً إلى فيرونا الإيطالي.وتتنوّع أسباب الإقالة في البطولات الخمس الكبرى المعنيّة بهذا الكلام، وهي تتمحور غالباً حول سوء النتائج أو العلاقة السيئة مع الإدارة، وهي أسبابٌ عرفها الدوري الإنكليزي الممتاز الذي يسير بسرعة نحو رقمٍ قياسي في ما خصّ تغيير المدربين، إذ فكّت 10 فرق ارتباطها بأولئك الذين دخلت الموسم معهم، وخسر 13 مدرباً مناصبهم، علماً أن حالةً استثنائية حملت اسم المدرب غراهام بوتر الذي ترك برايتون للانتقال إلى تشلسي، لكنه ما لبث أن خسر وظيفته هناك تاركاً مكانه للقائد السابق للفريق اللندني فرانك لامبارد الذي عاد إلى تدريب «البلوز» بصورةٍ مؤقتة.
وتشلسي لم يكن الوحيد الذي لعب تحت إشراف أكثر من مدرب واحد هذا الموسم، إذ سبقه إلى هذا الأمر ساوثمبتون، ولحقه جاره توتنهام هوتسبر الذي بعد افتراقه عن الإيطالي أنطونيو كونتي، بادر إلى تعيين مواطنه كريستيان ستيليني مكانه، لكن السقوط المذلّ أمام نيوكاسل يونايتد 1-6، دفعه إلى إقالته بعد أقل من شهرٍ على تعيينه في منصبه، ليحلّ مكانه لاعب الفريق السابق راين مايسون على رغم خبرته التدريبية المحدودة وسنّه الصغيرة، إذ لا يتجاوز الـ 31 من العمر.

إقالات بالجملة
ويتساوى الدوري الإنكليزي مع نظيره الفرنسي بنسبة 50% للفرق التي بدّلت مدربيها هذا الموسم، وهي النسبة الأعلى في أوروبا. ففي «ليغ 1» فقد 11 مدرباً مناصبهم هذا الموسم بحيث أوصدت 9 فرق مختلفة الباب خلف مدربيها، وذلك بسبب تردي نتائجها، خصوصاً بالنسبة إلى الفرق التي تحتل المراتب المتأخرة في الترتيب، أمثال مونبلييه، أوسير، وأنجيه صاحب المركز الأخير.
الدوري الإسباني هو الآخر شهد حالات غريبة، إذ صحيحٌ أن 6 أندية فقط بدّلت مدربيها، وهو الرقم الأدنى في أوروبا، لكن إلتشي فعل ما لم يقدم عليه أحد بثلاث تغييرات هذا الموسم، بينها كانت إقالة خورخي ألميرون الذي أشرف على الفريق لمدة 26 يوماً فقط، وهي المدة الأقصر بين كل المدربين الذين تمّت إقالتهم في البطولات الكبرى.
أكثر من 40% من فرق البطولات الكبرى بدّلت مدربيها هذا الموسم


أما خيتافي فكان آخر المبادرين إلى التغيير بإقدامه على خطوة غريبة تمثلت بإخراج مدربه المعروف كيكي سانشيز فلوريس، وعيّن مكانه مديره الرياضي روبن رييس.
وبالانتقال إلى الدوري الإيطالي، فقد بدّلت 7 فرق 8 مدربين خلال الموسم الحالي، ووحده فيرونا من قام بإقالة مدربَين إثنين هما سالفاتوري بوكيتي الذي قاد الفريق لمدة 50 يوماً، وغابرييلي تشيوفي الذي قاده لمئةٍ ويومين.

لعنة ناغلسمان
ويعتبر الدوري الألماني الوحيد الذي لم يشهد تبديل نادٍ لأكثر من مدربٍ خلال الموسم، لكن «البوندسليغا» كانت الوحيدة بين كل البطولات الأوروبية التي شهدت تبديل أحد الفرق لمدربها على رغم احتلال فريقه لأحد المراكز الثلاثة الأولى في الدوري، وهي الحالة التي عرفها بايرن ميونيخ بطل المواسم العشرة الأخيرة عندما أقال فجأةً مدربه الشاب يوليان ناغلسمان وعيّن مكانه توماس توخيل.
قرارٌ كان الأكثر قساوةً بين كل القرارات التي صدرت عن الأندية الأوروبية، إذ أثبت أنه ليس بالضرورة أن يحقق المدرب نتائج جيّدة لكي يبقى في منصبه، فمدرب البايرن السابق خرج من ناديه وهو في صدارة الدوري، وذلك بعدما أقصى فريقه باريس سان جيرمان بطل فرنسا ليبقى في مشوار دوري أبطال أوروبا.
مشكلات متفرقة هنا وهناك وقرار ربما سيكون السبب في القضاء على موسم بايرن، يحدث ضجةً كبرى في أوروبا بعد خروج الفريق البافاري من كأس إلمانيا ودوري الأبطال وخسارته المركز الأول في «البوندسليغا».
ببساطة، يبدو الوضع وكأن لعنة إقالة ناغلسمان تطارد بايرن أينما حلّ، وقد تفرض بحسب بعض الكلام تغييراً ثورياً في النادي يطاول الرئيس أوليفر كان والمدير الرياضي البوسني حسن صالحميدزيتش بعد تعالي أصوات بعض نجوم الفريق الذين استغربوا خطوتهم غير المعلومة وغير المفهومة.