يُعد نابولي الأوفر حظاً للتتويج بلقب الدوري الإيطالي هذا الموسم، إثر ابتعاده في الصدارة بـ14 نقطة عن أقرب الملاحقين قبل ثماني جولات من انتهاء الاستحقاق. من جهته، يَحتل يوفنتوس المركز الثالث برصيد 59 نقطة.انتصار نابولي المحتمل بلقاء الأحد المقبل سوف يكون بمثابة لقب معنوي أمام «عدو» الجنوب الأول. يُعتبر «البيانكونيري» قوة رمزية لشمال إيطاليا، إثر سيطرته على الجزء الأكبر من ألقاب الدوري الإيطالي مع منافسيه الشماليين إي سي ميلان وإنتر ميلانو. الهوّة بين ثروة يوفنتوس ونظرائه في الكالتشيو سمحت له باستقدام وتنمية لاعبين بارزين على امتداد المواسم الماضية، أمثال ميشيل بلاتيني، زين الدين زيدان، كريستيانو رونالدو… نجومٌ عادت على خزائن نادي السيدة العجوز بـ36 لقباً في الدوري، وهو رقم قياسي أكثر بـ17 لقباً من أي نادٍ آخر.
من جهته، يُعد نابولي أبرز ممثلي الجنوب في الكرة الإيطالية، والوحيد القادر على تحدي أغنياء الشمال في الفترة الأخيرة. يمثّل النادي الطبقة العاملة في إيطاليا، وهو يحظى بالقاعدة الجماهيرية الأبرز في الجنوب منذ انتزاع لقب الدوري الأول عام 1987 بقيادة اللاعب الأرجنتيني دييغو مارادونا.
مشكلات نابولي المالية جعلته يبتعد عن المنافسة في كثيرٍ من الأحيان بعد رفعه لقب الدوري الثاني عام 1990، لكنه عاد إلى الواجهة من جديد مع بداية العقد الماضي، ونافس على الصدارة في أكثر من موسم.
المواجهات المرتقبة لا تقتصر على الجانب الفني وحسب. قمة نابولي ويوفنتوس لها دائماً موضعاً خاصاً بصرف النظر عن ترتيب الفريقين، كونها تمثل صراعاً اجتماعياً واقتصادياً وسياسياً لطبقاتٍ مختلفة بين الجنوب الفقير والشمال الغني منذ تغير موازين القوى.
كانت إيطاليا منقسمة إلى مملكتين قبل قرابة القرنين، مملكة الجنوب المزدهرة وعاصمتها نابولي، ومملكة الشمال الفقيرة التي ينهشها الفقر وعاصمتها تورينو.
فوز نابولي يوم الأحد سيجعله نظرياً بطلاً لإيطاليا هذا الموسم


اتفق الشماليون حينها مع فرنسا وبريطانيا ونهبوا ثروات مملكة الجنوب بعد شن حملات عسكرية راح ضحيتها ما يقرب من مليون شخص. انتهت الحرب بعدها بتوحيد إيطاليا وتعيين تورينو مركزاً للازدهار والثقل الاقتصادي، لكن الغضب لا يزال يتوارث في قلوب الجنوبيين. انسحب ذلك إلى مباريات كرة القدم، التي يعتبرها أبناء الجنوب بمثابة حرب ودية مع الغزاة.
مباراة الأحد قد تعود بانتصارين على نابولي في حال تحقيقه النقاط الثلاث. يسعى الفريق إلى الاقتراب أكثر وأكثر من لقبٍ طال انتظاره، وسوف يكون الفوز على ممثل الشمال خير معبرٍ للتتويج.
سكان نابولي عموماً بدؤوا الاحتفالات باكراً، حيث تنتشر صور المهاجم النيجيري فيكتور أوسيمين والجناح الجورجي خفيتشا كفاراتسخيليا على الجدران وشرفات المنازل في المدينة الجنوبية، إلى جانب صور مارادونا. وإذا قُدِّر لنابولي رفع اللقب كما هو متوقع، سيصبح ثاني فريق من خارج الثلاثي الشمالي (يوفنتوس وإنتر وميلان) يتوج باللقب منذ روما عام 2001.
يتعيّن على نابولي في بادئ الأمر إعادة ترتيب الأوتار. خسر الفريق أخيراً أمام ميلان وتعادل أمام فيرونا في الدوري كما أقصي من ربع نهائي دوري أبطال أوروبا أمام ميلان أيضاً. الأمور بيد لاعبي المدرب لوتشيانو سباليتي ليلة الأحد للعودة إلى الطريق الصحيح. سوف يكون حافز تحقيق الانتصار مضاعفاً عند مواجهة ممثل الشمال الأبرز، في محاولةٍ للاقتراب أكثر من لقب الدوري الثالث لنابولي ونشر الاحتفالات في المدن الجنوبية تباعاً.