تكرر هذا المشهد غير مرة. مشهد برشلونة الذي يُعرف بتميز مدرسته الكروية «لا ماسيا»، وهو ينافس أندية أخرى على التعاقد مع أبناء مدرسة أرسنال. البلجيكي توماس فيرمايلن ثامن لاعب «أرسنالي» يدخل أسوار الـ«كامب نو»، والحال أنه هذه المرة يوجد الكثير مثله في كاتالونيا، حيث يأتي تعاقد برشلونة معه في إطار السعي إلى تعزيز الخطوط الدفاعية بعد التعاقد مع الفرنسي جيريمي ماتيو، وهما الى جانب جيرارد بيكيه يلعبان في قلب الدفاع. فيرمايلن لم يعد لاعباً متميزاً، على الأقل، بعد الإصابات التي نالت منه في نادي «المدفعجية». ومن أرسنال سبقه كلٌّ من الهولندي مارك أوفرمارس وجيوفاني فان برونكهورست والفرنسي تييري هنري، والبيلاروسي ألكسندر هليب، وتلاهم سيسك فابريغاس والكاميروني ألكسندر سونغ، لينفق النادي الذي لطالما افتخر بقدرته على تخريج اللاعبين دون الحاجة الى تعاقدات، 164 مليون يورو على لاعبي أرسنال فقط.

الصفقة لم ترضِ الجمهور او الصحافة الكاتالونية، هذا بسبب رفع برشلونة السقف عالياً حين ذِكرِه المرجَّحين الأبرز للعب تحت قيادة المدرب لويس إنريكه، أبرزهم الألماني ماتس هاملس والبرازيلي تياغو سيلفا. وفجأةً جاء ماتيو وفيرمايلن. طبعاً، الإيجابية الأبرز هي طول القامة التي لطالما افتقدها «البرسا» في مدافعيه. لكن السلبيات عديدة، والأخطر هي كثرة الإصابات التي يتعرض لها فيرمايلن، فـ«اللاعب الزجاجي» كان سابقاً لاعباً سريعاً وصاحب تركيز ذهني ممتاز، لكن ابتعاده عن الملاعب جعله دون المستوى المطلوب.
اليوم، هو أمام تحدٍّ جديد، وسيكون كما قال «دائماً تحت الضغط»، للعمل على حجز مقعدٍ أساسي. وهو بالأساس خرج من أرسنال لفقده مكانه في التشكيلة الأساسية الموسم الفائت. و لاشك في أنّه يصعب تفويت فرصة اللعب لبرشلونة. الصراع سيكون مع بيكيه وماتيو وبارترا، لكن أفضل ما يتمتع به فيرمالين هو قدرته على اللعب في أكثر من مركز، وهذا ما سيعطيه أفضلية على البقية. فيرمايلن يجيد اللعب كظهير أيسر وكقلب دفاع، وقد أثبت نجاحه في المركزين بقيادة فينغر وأمام أقوى مهاجمي الدوري الإنكليزي. لذا فان خطط إنريكه صارت عديدة، بحسب بعض صحف كاتالونيا، فهو قد يتخلى عن استراتيجية 4-3-3 ويتحوّل للعب الى 3-1-4-2، وقد يكون هذا مضرّاً بالفريق نتيجة قوة مرتدات الخصوم، وأبرزهم ريال مدريد، لكن سيكون أيضاً مساعداً لفيرمايلن الذي ستزيد الخطة الجديدة من احتمال أن يكون أساسياً لتوافر قدرته على اللعب في المركزين.
في هذه الخطة سيكون هناك لاعب ارتكاز واحد، وعلى الأرجح سيكون سيرجيو بوسكيتس. وهنا يمتد الظلم مرةً أخرى إلى أحد أفضل لاعبي مونديال البرازيل 2014 الأرجنتيني خافيير ماسكيرانو. ماسكيرانو الذي يلعب أساساً، ولعب في المونديال، في مركز الوسط - المدافع، وضِع في المواسم الأخيرة قلب دفاع في برشلونة. ومع قدوم فيرمايلن سقطت حجة إنريكه عن أن لا يلعب في مركزه الأساسي. وفي التفضيل بينه وبين بوسكيتس، لا شك في أن ماسكيرانو أفضل، وبدا ذلك واضحاً في المونديال الأخير. بوسكيتس في انحدارٍ تام، وماسكيرانو أثبت أنه لا يزال قادراً على العطاء، لكن كما هو معروف الإدارة دائماً ما تفضّل أبناء النادي، أبناء النادي في كل الخطوط.