يشهد حدث «UFC 286» الذي تستضيفه العاصمة الانكليزية لندن، نزالاً من العيار الثقيل، يجمع بين البطل البريطاني ليون إدواردز، وغريمه الأميركي كامارو عثمان، من أجل لقب فئة الوزن الوسط (الولترويت). لكل منهما دوافعه قبل المواجهة الثالثة والحاسمة بينهما، حيث يريد البطل المتوج حديثاً إثبات أن فوزه في لقائهما الأخير بالضربة القاضية لم يكن صدفة، فيما يسعى البطل المهيمن السابق، عثمان، إلى استعادة لقبه الذي حمله لثلاث وسنوات نصف، قضى خلالها على أخطر المنافسين في الفئة. وفي الحدث نفسه، سنرى مواجهة أخرى منتظرة، بين الطامح لاستعادة هيبته، الأميركي جاستن غيتشي، والنجم الصاعد الساعي لفرض نفسه كمرشح للقتال على اللقب، الأذربيجاني رفاييل فيزييف، في نزال سينتهي من دون شك بضربة قاضية.
إدواردز ضد عثمان
في الحدث الرئيسي للبطاقة، سيتواجه الغريمان، ليون إدواردز وكامارو عثمان داخل «الأوكتاغون» للمرة الثالثة، والثانية على التوالي. النزال الأخير بينهما شهد إحدى أكبر مفاجآت العام الفائت. صحيح أن البريطاني انتصر بالضربة القاضية، إلا أنه كان متخلفاً بالنتيجة بفارق كبير قبل أن يسدد تلك الركلة التي غيّرت مسار كل شيء.
يدخل ليون، اليوم، الحلبة وهو مسلّح بثقة كبيرة ظهرت بوضوح خلال كل مقابلاته الإعلامية التي سبقت النزال، وعززها الدعم الكبير الذي حصل عليه من الجمهور الإنكليزي، السعيد بثاني بطل إنكليزي في تاريخ «UFC». مشية واثقة وابتسامة ساخرة لم تفارق وجهه، رافقته خلال الأسبوع الإعلامي الذي عادةً ما يسبق أي نزال كبير في «UFC». يدرك ليون جيداً أنه مقاتل من الطراز الرفيع، وأن لديه كل ما يحتاجه لكي يفوز مرة أخرى على كامارو عثمان، وهو في حال تغلّب على الأميركي، فإنه سيكون قد تخلّص من أكبر تهديد لهيمنته على فئة الوزن الوسط في المستقبل القريب، طبعاً إذا ما استثنينا السويدي الخطير حمزة تشيماييف، الذي من غير المعروف ما إذا كان سيقاتل في هذه الفئة مرة أخرى.
من جهة أخرى، قدّم عثمان درساً لكل المقاتلين، في كيفية التعاطي مع الهزيمة. الأميركي المنحدر من أصول نيجيرية لم يطلق الأعذار ليبرر الهزيمة في نزاله الأخير، بل عمد إلى تهنئة إدواردز، ثم انكب على دراسة مجريات النزال من أجل استخلاص العبر، وهذه واحدة من الأمور النادرة التي لم نعتد على رؤيتها في هذه الرياضة. يعترف عثمان بمهارة خصمه ولا يقلل من شأنه، لكنه واثق في الوقت نفسه من قدرته على الفوز واستعادة لقبه. ثقته هذه نابعة من قناعته بأنه، أولاً، سبق له وغلب إدواردز في العام 2015 بقرار بالإجماع، أما السبب الثاني فهو أنه كان متفوق بأريحية كبيرة على إدواردز في نزالهما الأخير، قبل تلقيه للركلة التي جرّدته من لقبه أفقدته وعيه. ومن هنا، فهو يعلم أنه مع بعض التعديلات الدفاعية، قد يكون قادرًا على استعادة ما كان ملكه.

غيتشي ضد فيزييف
ضمن فئة الوزن الخفيف، يتواجه المقاتلان، جاستن غيتشي ورفاييل فيزييف، في ما سيكون أحد أمتع النزالات لهذا العام. الخصمان يمتلكان أسلوباً حماسياً للغاية، ومعروفان بقوة ضرباتهما وعنفهما المفرط داخل الحلبة.
في هذه المواجهة، سيسعى غيتشي (34 سنة)، المتخصص بالمصارعة، لاستعادة توازنه بعد الهزيمة التي تعرّض لها على يد البطل السابق، البرازيلي تشارلز أوليفيرا. الأميركي الذي اقترب في مناسبتين من وضع يده على الذهب، فشل في كلتا المحاولتين، فخسر بالإخضاع أمام كل من أوليفيرا وحبيب نورماغوميدوف، وفرصته للقتال مرة ثالثة من أجل اللقب، تعتمد على مدى قدرته على صد مقاتلي الجيل الجديد، الساعين لفرض أنفسهم على حساب عمالقة الفئة القدامى.
أول من يخطر في البال عند الحديث عن الجيل الجديد هو فيزييف (30 سنة)، الذي تمكن في آخر نزال له من هزيمة البطل البرازيلي السابق، رافاييل دوس أنجوس، بالضربة القاضية. المقاتل الأذربيجاني المتخصص بالمواي تاي، يمتلك، على غرار غيتشي، قوة متفجرة في قبضتيه تستطيع «إطفاء أنوار» أي مقاتل. بالنسبة لفيزييف، فإن الفوز بهذا النزال هو المفتاح من أجل الوصول إلى حلمه بالقتال من أجل اللقب. وهو لا يخفي طموحه، فقد عبّر في أكثر من مناسبة في السابق، عن ثقته بأنه الوحيد القادر على هزيمة البطل الروسي إسلام ماخاتشيف، وتجريده من لقبه. في المحصّلة، سيحدد هذا النزال ما إذا كان غيتشي قادر على الاستمرار في مجابهة صفوة المقاتلين في الوزن الخفيف، أو إن كان فيزييف قادر على فرض نفسه، ووضع اسمه بين المصنفين الخمسة الأوائل في الفئة.
يبدأ عرض البطاقة الافتتاحية اليوم مساءً عند الساعة 6:30، ثم يليها البطاقة التمهيدية عند الساعة التاسعة، قبل أن تبدأ البطاقة الرئيسية عند الساعة الحادية عشرة.