عام 2016، حطّ المدرب الإيطالي أنطونيو كونتي رحاله في تشيلسي قادماً من يوفنتوس. أبقى كونتي على أربعة مدافعين في الخلف كما اعتاد «البلوز» حينها. وبعد مرور عدة أسابيع، حوّل كونتي التشكيلة إلى 3 مدافعين في الخلف مع وجود أربعة لاعبين في الوسط وثلاثة في الهجوم، ليتوّج في نهاية الموسم بلقب الدوري الإنكليزي الممتاز. رحل كونتي عن أسوار ملعب ستامفورد بريدج عام 2018، غير أن خطة (3-4-3) التي أعاد إحياءها، والتي اعتمدتها بفضله عدة أندية إنكليزية وأوروبية، ظلّت حاضرة في تشيلسي. استخدم الخطة أحياناً المدرب الإيطالي ماوريسيو ساري، ثم الإنكليزي فرانك لامبارد في بعض المباريات، إلى أن اعتمدها الألماني توماس توخيل عام 2021، وحصد بفضلها لقب دوري أبطال أوروبا الثاني في تاريخ النادي. أُقيل توخيل في بدايات الموسم الحالي وتم تعيين غراهام بوتر بدلاً منه. اعتمد المدرب الإنكليزي أربعة مدافعين في بادئ الأمر، غير أن التخبّط في النتائج جعله يتوجّه إلى (3-4-3) سيراً على خطى أسلافه.هكذا، عاد بوتر إلى طرق الفوز، بدءاً بهدفٍ نظيف أمام ليدز، ثم تجاوز خيبة الذهاب في الدور الـ16 من دوري الأبطال وتأهل على حساب دورتموند بهدفين نظيفين، وأخيراً حقّق انتصاراً بثلاثية لهدف على أرض ليستر سيتي في الدوري. ثبت بوتر على «3-4-3» وثبتت معه الانتصارات. بعيداً عن التشكيلة، أصبح المدرب الإنكليزي يعتمد لاعبين شبه ثابتين، مع وجود تعديلات طفيفة بداعي الإصابة والراحة.
كان كيبا قاب قوسين أو أدنى من مغادرة النادي إثر خسارته مركزه الأساسي في الأشهر الماضية، لكنه عزّز مكانه في حراسة المرمى أخيراً، بعد الإصابة الطويلة الأمد لإدوارد ميندي. تمكّن كيبا من قلب الطاولة عن جدارة واستحقاق. يعكس ذلك حمله شارة القيادة مرتين في آخر ثلاث مباريات، بعد استبدال القائد «المؤقت» كوفاسيتش.
دفاعياً، يبدو أن بوتر قد ثبت على ويسلي فوفانا، خاليدو كوليبالي ومارك كوكوريلا، في ظل إصابة القائد المخضرم تياغو سيلفا. يتميز الخط الخلفي بمزيجٍ من الخبرة والسرعات، ما يجعله متوازناً دفاعياً وعلى صعيد بناء الهجمات أيضاً. هناك حلول مختلفة على مقاعد البدلاء أيضاً، أبرزهم بينوا بادياشيلي وتريفوه شالوباه، غير أن النتائج الإيجابية الأخيرة جعلت بوتر يفضّل الاستمرار على الأسماء الأساسية المشاركة.
فاز تشيلسي في آخر ثلاث مباريات له بمختلف المسابقات


يشغل ريس جايمس وبن تشيلويل مركزَي الظهيرين الأيمن والأيسر توالياً. وفي ظل تكرار إصابة جايمس، استعان بوتر باللاعب لوفتس تشيك في هذا المركز. يُعد الظهيران مركز ثقل تشكيلة (3-4-3) نظراً إلى مشاركتهما في الخطوط الثلاثة تبعاً لحالة الفريق. عند الدفاع، يساندان الثلاثي الورائي ليصبح الخط الخلفي مشكّلاً من 5 لاعبين، كما يعززان الوسط ويقدّمان الفاعلية الهجومية أيضاً في حالة التقدّم نحو مرمى الخصم. عكس ذلك تشيلويل في مبارياته الثلاث الأخيرة، إثر صناعته هدف الفوز أمام ليدز، ثم صناعته الهدف الأول أمام دورتموند وتسببه في ركلة الجزاء التي أتى منها الهدف الثاني، كما سجّل هدف التقدم في المباراة الأخيرة أمام ليستر سيتي.
يتعاون ماتيو كوفاسيتش وإنزو فرنانديز في خط الوسط. ورغم الأداء الجيد للّاعبين لما يمتلكانه من مميزات هجومية ودفاعية، يبقى من المنتظر رؤية تعامل بوتر مع عودة أنغولو كانتي من إصابة طويلة الأمد.
في الخط الأمامي، ثبت بوتر على الثلاثي جواو فيليكس، كاي هافرتز ورحيم ستيرلينغ. غياب هذا الأخير بداعي الإصابة جعل الأوكراني ميخائيلو مودريك يعود إلى التشكيلة الأساسية، وتمكن الوافد الجديد، الذي لا يزال يتأقلم في أجواء الدوري الإنكليزي بعد قدومه في سوق الانتقالات الشتوي من شاختار الأوكراني، من صناعة الهدف الثالث لتشيلسي في المباراة الأخيرة. كان لافتاً تألق هافرتز في المباراتين الماضيتين أيضاً بتسجيله هدفين، لكن ذلك لن يمنع ملّاك النادي من البحث عن حلول جديدة في الهجوم وبقية الخطوط خلال الصيف، مع ترجيح الوسط الرياضي أن يكون «الميركاتو» المقبل مهماً. قد تصل حصيلة الأسماء الجديدة إلى 4 لاعبين مقابل التخلي عن البعض، ولا تزال هناك مشاكل متعلّقة بالعقود، وخاصةً مع أنغولو كانتي وميسون ماونت.
الأكيد، أن أي اسم جديد سوف يأتي يجب أن يتناسب مع خطة (3-4-3)، صاحبة الكلمة الأولى في بناء مجد تشيلسي الحديث، إلا إذا تم استبدال بوتر ومن خلفه خطة اللعب.