تعود ليالي دوري أبطال أوروبا من جديد اليوم بمباراتين حاسمتين في إياب الدور الـ16، (22:00 بتوقيت بيروت)، حيث يحل بوروسيا دورتموند ضيفاً ثقيلاً على تشيلسي، في حين يستقبل بنفيكا فريق كلوب بروج بهدف وضع قدم أخرى في دور ربع النهائي.فرض دورتموند نفسه كأحد أبرز الأندية في القارة العجوز منذ مطلع العام الحالي. عوّض «أسود الفيستفيال» فارق النقاط التسع الذي كان يفصله عن غريمه بايرن ميونيخ في صدارة الدوري المحلي خلال فترة الميلاد، ليصبح وصيفاً بفارق الأهداف فقط عن المارد الأحمر، كما وضع قدماً في دور ربع النهائي من دوري أبطال أوروبا بعد الفوز على أرضه أمام تشيلسي بهدفٍ نظيف.
في المواسم السابقة، تعرّض دورتموند للكثير من الانتقادات بسبب المسؤولية الكبيرة التي كان يلقيها على عاتق لاعبين شبان، ما يجعل الفريق هشاً من الناحية الذهنية نظراً إلى افتقاده خبرةَ المواعيد الكبرى. ومع ذلك، ساهمت نتائج المنظومة الحالية في تبديد الشكوك. يدخل دورتموند لقاء اليوم في أفضل حالٍ ممكنة، إثر فوزه بآخر 10 مباريات له في مختلف المسابقات. كرة قدم شاملة يقدمها الفريق بقيادة قلب الوسط جود بيلينغهام، قد تجعل من الموسم الحالي استثنائياً.
فرض بيلينغهام نفسه النجم الأبرز ضمن صفوف الفريق الألماني، ولا سيما في دوري أبطال أوروبا، حيث سجّل أربعة أهداف مع تقديمه تمريرة حاسمة في ست مباريات خاضها حتى الآن، بينها اثنتان مع شارة القيادة. برز الشاب الإنكليزي كصلة وصل بين المخضرمين في دورتموند ومجموعة الشباب، وساعد عبر نضجه وقدرته القيادية النادي في المنافسة على أغلب الجبهات. أهمية اللاعب تختصرها كلمات مدرب دورتموند إدين تيرزيتش، الذي يفتقد هداف الذهاب كريم أديمي وحارس المرمى غريغور كوبيل للإصابة، عندما وصف بيلينغهام بأنه «أكبر لاعب في التاسعة عشرة من عمره في العالم».
سيكون الإنكليزي الشاب مركز الثقل في مواجهة اليوم، أمام فريق لم يحقق سوى ثلاثة انتصارات في مبارياته الـ16 الأخيرة ضمن كلّ المسابقات.
يمر تشيلسي بقيادة مدربه الإنكليزي غراهام بوتر بفترةٍ عصيبة. كان الفريق اللندني أكثر الناشطين في سوقَي الانتقالات الأخيرين، ومع ذلك، خرج من الكأسين المحليتين وابتعد عن صراع الدوري والمقاعد الأمامية إثر احتلاله المركز العاشر في «البريمرليغ». لم يبقَ أمام تشيلسي ربما سوى محاولة إدراك هزيمة الذهاب في دوري الأبطال والتأهل أملاً بالوصول إلى أبعد محطة ممكنة، وإلا قد تشهد المباراة المرتقبة آخر ظهور لبوتر مع الفريق.
اكتفى تشيلسي بتسجيل هدفين في آخر سبع مباريات له ضمن جميع المسابقات وبانتصار وحيد في آخر ست مباريات في الدوري، جاء خلال عطلة نهاية الأسبوع الماضي على حساب ليدز (1-0).
قد يشكّل الفوز بدوري الأبطال للمرة الثالثة في تاريخه، الطريق الوحيد لتشلسي من أجل عودته إلى المسابقة في الموسم المقبل، إذ يتخلّف حالياً بفارق 11 نقطة عن جاره توتنهام صاحب المركز الرابع والأخير المؤهل إلى المسابقة القارية.
وبحسب الوسط الرياضي، قد يدفع الإخفاق القاري مالكي النادي الأميركيين إلى إعادة النظر في تعيين بوتر والبحث عن مدرب آخر قادر على تقديم عائد مناسب لاستثماراتهم الضخمة.
التأهل في متناول بنفيكا
وفي المواجهة الثانية، يبدو بنفيكا البرتغالي أمام مهمة في متناوله حين يستضيف كلوب بروج البلجيكي، الذي خسر ذهاباً على أرضه بهدفين نظيفين.
وما يعزز حظوظ بنفيكا المتوّج بلقب المسابقة القارية مرتين، أن ضيفه الذي يدربه الإنكليزي سكوت باركر والذي تخطّى دور المجموعات للمرة الأولى في تاريخه، يعاني الأمرّين محلياً بعد هزيمة أخيرة أمام أوستند 0-3 جعلته متخلّفاً في المركز الرابع عن غنك المتصدر بفارق 21 نقطة.
أما بنفيكا، فلا يبدو متأثراً بخسارة لاعب من طراز الأرجنتيني إنزو فرنانديز لصالح تشلسي في سوق الانتقالات الشتوي، إذ يدخل اللقاء على خلفية تحقيقه انتصاره السابع توالياً في الدوري المحلي الذي يتصدّره بفارق 8 نقاط عن غريمه بورتو.