عند تراجع النتائج، تبدأ الجماهير بالتذمّر. عملية شاهدها الجميع مراراً وتكراراً بين مختلف الأندية. وفي حال استمرار المردود السلبي، تتجه الإدارة عادةً إلى تغيير المدرب أملاً بالعودة إلى الطريق الصحيح. يفضّل بعض الإداريين تأجيل قرار استبدال المدرب حتى انتهاء الموسم، لكنّ التغيير خلال مجريات الروزنامة الكروية أثبت نجاحه في أغلب المرات، أقله على المدى القريب، وهذا الموسم ليس استثناءً.
كان إيفرتون يعاني الأمرّين خلال النصف الأول من الدوري، مع المدرب فرانك لامبارد. وعلى خلفية تردّي الأوضاع، أقالت إدارة «التوفيز» المدرب الإنكليزي الشاب، واستبدلته بمواطنه شين ديتش. هذا الأخير واجه متصدّر الدوري آرسنال، صاحب سلسلة النتائج الإيجابية حينها، في أول الاختبارات. ورغم الهوّة الفنية الكبيرة بين الفريقين، تمكّن إيفرتون من الفوز بهدفٍ نظيف، مكبّداً آرسنال خسارته الثانية في الدوري آنذاك.
وقبل حوالى 10 أيام فاز ساوثهامبتون على أرض تشيلسي بهدفٍ نظيف. استغلّ الفريق المعروف بفريق القديسين ردة الفعل الإيجابية بعد إقالة المدرب السابق ناثان جونز، وحصد النقاط الثلاث ضمن المباراة الأولى تحت قيادة المدرب المؤقت، روبن سيليس، في محاولةٍ خجولة للخروج من قاع الترتيب.
نماذج حية ما هي إلا امتداد لسلسلة تجارب أثبتت نجاحها، كما حدث مع مدربَي تشيلسي الأسبقين روبيرتو دي ماتيو وتوماس توخيل، اللذين حقّقا بطولتَي دوري أبطال أوروبا الوحيدتين في خزائن النادي، بعد تسلّمهما زمام الأمور بأشهر قليلة.
تشيلسي نفسه كان أحد أنجح الأندية الإنكليزية منذ بداية الألفية مع المالك السابق رومان أبراموفيتش. الرئيس الروسي، صاحب الخبرة الكبيرة معروف بكثرة إقالة المدربين، وهي سياسة اعتبرها بعض النقّاد ناجحة نظراً إلى كمية الألقاب التي حصدها الفريق. فلماذا تتحسن الفرق بسرعة بعد تغيير المدراء الفنيين؟
بين عامَي 2017 و2021 تم تغيير 26 مدرباً في الدوري الإنكليزي الممتاز لكرة القدم


غالباً ما يستغل المدربون الجدد حافز اللاعبين في تجاوز النتائج السلبية الحاصلة مع المدرب السابق، ورغبتهم في إثبات القدرات بهدف ضمان مركز ضمن التشكيلة الأساسية.
في هذا الوقت، تبرز زيادة في الحافز والمعنويات ويُؤتي التكتيك الجديد ثماره. يعطي اللاعبون كل ما لديهم مرة أخرى، فتبدأ النتائج في التحسّن تدريجياً.
ووفقاً لبيانات الدوري الإنكليزي الممتاز، كان هناك 26 تغييراً على صعيد المدربين منذ بداية موسم 2017/2018 حتى أواخر عام 2021. من بين 26 تغييراً إدارياً تم إجراؤها، حقّق 20 مدرباً جديداً متوسط ​​نقاط أعلى في كل لقاء، ضمن أول خمس مباريات، مقارنةً بالمدرب السابق.
حتى إنه في تسع حالات، ضاعف المدرب الجديد متوسط ​​النقاط السابق أو حقّق معدّلاً أعلى.
ومع ذلك، قد تكون هذه الانتفاضة في الأداء والنتائج مؤقتة. خير دليلٍ على ذلك هو ما يمر به تشيلسي اليوم مع المدرب غراهام بوتر. فرغم تحقيق المدير الفني الإنكليزي نتائج إيجابية فور خلافته توماس توخيل في بداية الموسم، وصلت حصيلة الفريق اللندني الأزرق إلى انتصارين فقط خلال آخر 15 مباراة، بينها 4 تعادلات. وهو الحال نفسه بالنسبة إلى مدربين آخرين تألّقوا على المدى القريب قبل أن يفشلوا في ما بعد.
في المحصّلة، غالباً ما يؤدي استبدال مدرب ما، تحديداً في الدوري الإنكليزي الممتاز لكرة القدم، إلى نتائج إيجابية وبسرعة، لكن ذلك غير مضمون على المدى البعيد.