عند تردّي النتائج، تتوجه إدارة أيّ نادٍ لتغيير المدرب كأول الإجراءات، بهدف تعديل الأوتار، والعودة إلى طريق الانتصارات. ومع ذلك، لا يرتبط استبدال رأس الهرم الفني بتخبّط النتائج فحسب، بل إنه قد يعود لاختلاف الرؤية مع الإدارة، مشاكل شخصية... وفي حالاتٍ أخرى، يتنحّى المدرب عن منصبه بملء إرادته.فسخ العقد بين المديرين الفنيين والأندية لا يعني بالضرورة أن المدرب ليس جيداً. يدعم ذلك كمية المدربين اللامعين، العاطلين عن العمل حالياً.
يُعد الفرنسي زين الدين زيدان واحداً من أبرز الأسماء المتاحة في السوق الكروية حالياً، رغم قصر مسيرته التدريبية مقارنةً بباقي المدربين. فبعد اعتزاله كرة القدم كلاعب، بدأ زيدان مسيرته في عالم التدريب بالتدرج ضمن الفئات العمرية لنادي ريال مدريد، ثم شغل منصب مساعد مدرب قبل إشرافه على الدكة كمدير فني.
قام زيدان بتدريب ريال مدريد في حقبتين منفصلتين بمجموع 5 سنوات، فاز خلال ذلك الوقت بلقبَي دوري إسباني (لا ليغا) وثلاثة ألقاب دوري أبطال أوروبا متتالية، إلى جانب محفظة خصبة تضم كؤوسَ سوبر وكأس العالم للأندية... مجموعة ألقاب في فترةٍ قصيرة تفوق إنجازات مدربين مخضرمين طيلة حياتهم المهنية، جعلت زيدان الاسم الأبرز المتاح في السوق خلال هذه الفترة. ومع ذلك، لم يشغل زيدان أيّ منصب فني منذ تنحيه عن تدريب ريال مدريد قبل عامين تقريباً. شاع في الوسط الرياضي انتظاره فرصة تدريب المنتخب الفرنسي الأول، لكنّ العودة قد تكون عبر أحد الأندية الأوروبية، في ظل تردي نتائج العديد من الفرق، على رأسها ليفربول وتشيلسي. هذا الأخير شَغل الوسط الرياضي بتغيير مدربيه طيلة فترة «حكم» المالك السابق، الروسي رومان أبراموفيتش، وهو يحتل العناوين العريضة مرة أخرى مع ملّاكه الجدد، لكن بطريقةٍ أخرى.
قام تود بولي وشركاؤه بإقالة المدرب الألماني توماس توخيل في بدايات الموسم. وكان لافتاً عدم تعلق القرار بالنتائج فحسب، فرغم التخبطات حينها، لم يكن المدرب المتوّج بلقب دوري أبطال أوروبا الثاني في تاريخ تشيلسي بعيداً عن تعديل الأمور، لكنّ الإدارة الجديدة أقالت مدربها على خلفية «عدم وجود رؤية مشتركة لشكل النادي في المستقبل»، كما أشار الرئيس الجديد تود بولي.
تحاول العديد من الأندية إقناع زين الدين زيدان وتوماس توخيل بالتوقيع معها


يُعد توخيل أحد أذكى المدربين المتاحين في السوق، وهو الأفضل من حيث إدارة لقاءات خروج المغلوب ضمن الكؤوس المحلية والأوروبية. ظهر ذلك في مختلف محطاته التدريبية، تحديداً في الثلاثة الأخيرة المتمثلة بفرق بوروسيا دورتموند، باريس سان جيرمان وتشيلسي توالياً.
تجدر الإشارة إلى تردّي الأوضاع مع مدرب تشيلسي الحالي غراهام بوتر، حتى إن الوسط الرياضي أدان الملّاك الجدد بسوء قرار استبدال توخيل. ومع ذلك، تبقى الإدارة داعمةً لمدربها الإنكليزي الحالي، أقله في المباراتين المقبلتين اللتين سوف تحددان مسار دوري أبطال أوروبا على أقل تقدير. بولي وشركاؤه يحاولون محو الصورة النمطية المعروفة عن تشيلسي بكثرة إقالة المدربين، غير أن النتائج السلبية قد تجعل الإدارة تتوجه إلى الميركاتو من جديد.
الأسماء المتاحة في السوق لا تنحصر في المدرب زيدان ونظيره توخيل، بل تمتد القائمة لتشمل لويس إنريكي، مارسيلو بيلسا، لوسيان فافر، أندريه فيلاش بواش، رافاييل بينيتيز… ومن بين المدربين المنتظرين هذا الموسم أو في الصيف المقبل على أكثر تقدير، يبرز اسم الأرجنتيني ماوريسيو بوكيتينو.
يشتهر بوكيتينو ببناء الفرق الشابة وتخريج مواهب من أكاديمية النادي إلى الضوء. ظهر ذلك جلياً عندما كان مدرباً لساوثهامبتون وتوتنهام. حطّ الأرجنتيني رحاله بعدهما في باريس سان جيرمان، غير أن فشله في البروز الأوروبي مع عدم تمكنه من احتواء نجوم الفريق الباريسي، حالا دون استمراره في حديقة الأمراء.
لا يزال المدرب الأرجنتيني محط اهتمام للعديد من الأندية، تحديداً في إنكلترا، وهو مرشّح فوق العادة لخلافة بوتر في تشيلسي، إذا قرّرت إدارة «البلوز» تغيير الجهاز الفني مرة جديدة. سوف يخطف سوق المديرين الفنيين الأنظار خلال الأشهر المقبلة، مع ترجيح انضمام مدربين بارزين آخرين إلى القائمة.