وجد برشلونة نفسه في مسابقة «يوروبا ليغ» إثر احتلاله المركز الثالث ضمن دور مجموعات دوري الأبطال، فيما اضطر مانشستر يونايتد إلى خوض الملحق بعد وصافته المجموعة الخامسة في الدوري الأوروبي، خلف ريال سوسيداد الإسباني.مباراة اليوم تعد بالكثير نظراً إلى أداء الفريقين اللافت على الصعيد المحلي، حيث يتصدر «البلاوغرانا» بطولة الدوري الإسباني بفارق 11 نقطة عن الوصيف ريال مدريد (يمتلك مباراة أقل في جعبته)، فيما يحتل «الشياطين الحمر» المركز الثالث في «البريمييرليغ» بفارق 5 نقاط عن المتصدر أرسنال.
تتّصف المنظومتان بالتوازن، ما ينبئ بلقاءٍ متكافئ. لم تهتزّ شباك فريق برشلونة سوى 7 مرات في الدوري هذا الموسم، وامتدت سلسلة مبارياته بلا أي هزيمة في جميع المسابقات إلى 16، تخللها الفوز بلقب كأس السوبر على حساب ريال مدريد. برشلونة يقاتل على أكثر من جبهة تحت قيادة المدرب الشاب تشافي هيرنانديز، الذي أعاد الحياة للفريق بعد سنواتٍ عجاف على خلفية «فساد» الإدارة السابقة.
من جهته، يمر مانشستر يونايتد بأحد أفضل مواسمه منذ أيام السير أليكس فيرغسون، ويعود الفضل وراء ذلك بالدرجة الأولى إلى المدرب الجديد إيريك تن هاغ. لم يذق الشياطين الحمر طعم الهزيمة سوى مرة واحدة في آخر 17 مباراة، كان ذلك ضد المتصدر أرسنال، وتجلّى النجاح المحلي عند وصول الفريق إلى نهائي كأس الرابطة.
هي مباراة مهمة بين الطرفين، لكنها ليست سوى امتداد لعددٍ من المواجهات المرتقبة في بطولة يوروبا ليغ. تبرز من لقاءات اليوم مواجهة روما الإيطالي مع مضيفه ريد بول سالزبورغ النمسوي، (19:45 بتوقيت بيروت) وفي التوقيت نفسه يواجه شاختار دونيتسك الأوكراني فريق رين الفرنسي في بولندا، إضافة الى لقاء أياكس أمستردام وأونيون برلين.
ويلعب يوفنتوس ضد نانت (22:00 بتوقيت بيروت)، على أن يشمل التوقيت عينه مباراة بين إشبيلية وبي اس في أيندهوفن الهولندي، باير ليفركوزن الألماني أمام موناكو الفرنسي وسبورتينغ البرتغالي في مواجهة ميدتيلاند الدنماركي.

جاذبية مضاعفة
تعدّ المشاركة في دوري أبطال أوروبا هدفاً لجميع فرق النخبة، نظراً إلى وفرة عائداتها مقارنةً بباقي البطولات. مقعد «تشامبيونز ليغ» هو معيار أساسي لمدى حجم النادي في الوسط الرياضي. ومع ذلك، تنامت القاعدة الجماهيرية للدوري الأوروبي في السنوات الأخيرة لأسبابٍ مختلفة، حتى أصبحت تضاهي دوري الأبطال ربما من حيث الجمالية.
تتنافس في النسخة الحالية من يوروبا ليغ فرق كبيرة، مثل: مانشستر يونايتد، برشلونة، يوفنتوس، روما، إضافةً إلى أياكس أمستردام... جنباً إلى جنب مع فرق صلبة من حجم إشبيلية، سالزبورغ، سبورتينغ، وهي فرق تفوق بجودتها ربما بعض المنافسين في دور الـ 16 من دوري أبطال أوروبا، أمثال كلوب بروج البلجيكي.
العلامة الفارقة التي تميّز يوروبا ليغ تتمثّل في صعوبة التنبؤ بالنتائج مقارنةً بدوري أبطال أوروبا. يعكس ذلك بلوغ بعض الفرق نهائي المسابقة دون وجودها ضمن دائرة الترجيح من قبل النقاد، أمثال الفريق الأوكراني إف سي دنيبرو موسم 2014-2015، مع صعوبة ترجيح هوية البطل (حقق إشبيلية لقب يوروبا ليغ في ثلاثة مواسم متتالية أعوام 2014 2015 و2016). ويتميّز الدوري الأوروبي أيضاً بكثرة المواهب الشابة، ما يزيد من جمالية كل مباراة.