بعد سنواتٍ طويلة في الدرجات الدنيا، أغلبها في الدرجة الألمانية الثانية، عاد فريق يونيون برلين إلى دوري الدرجة الأولى موسم 2018 ـ 2019. ومنذ ذلك الوقت، ارتقى الفريق شيئاً فشيئاً في الدوري حتى وصل إلى الوصافة.تصدر يونيون برلين «البوندسليغا» في أولى جولات الموسم الحالي، متقدماً على قطبَي الدوري بايرن ميونيخ وبوروسيا دورتموند، إضافةً إلى المنافس الشرس على مقاعد القمة لايبزك. شكّل النادي العاصمي مفاجأة حينها، إلا أن استمراره في المقاعد الأمامية حتى النصف الثاني من روزنامة الدوري يؤكد على نجاح السياسات المتبعة من قبل الإدارة.
الوجه الأبرز في الفريق هو المدرب أورس فيشر، الذي وقّع عقداً جديداً مع نهاية العام إثر أداء المنظومة اللافت تحت قيادته. خلق المدرب السويسري أجواءً «عائلية» مثالية ساهمت إلى حد كبير فيما يمر به الفريق اليوم.
على الصعيد الفني، ساهم المدرب بإنشاء منظومة متوازنة في مختلف الصفوف. يتّبع يونيون برلين خطة (3-5-2) التي تجمع بين المتانة الدفاعية والفاعلية في الهجوم، حيث استقبلت شباكه 23 هدفاً مقابل تسجيله 33.
يتميز الفريق بصلابته الدفاعية التي تقلّص عدد الفرص الخطرة من الخصوم، بقيادة قلب الدفاع الألماني روبن كنوشي ومتوسط الميدان الدفاعي، الألماني من أصل تونسي، راني خضيرة. تجدر الإشارة إلى أن عمل المنظومة بأكملها يتركز على تقليص المساحات، وهو ما جعل من الفريق يمتلك ثاني أفضل خط دفاع في الدوري بعد بايرن ميونيخ.
هجومياً، يعود جزء كبير من نجاح يونيون برلين أمام المرمى إلى التمريرات العرضية، مع تميّز اللاعبين بالتداور على التهديف، أبرزهم المهاجمين بقيادة شيرالدو بيكر (8 أهداف)، جوردان (5 أهداف)، سفين ميشيل (5 أهداف) وكيفن بيرنس (6 أهداف). ورغم تفوّق ستة فرق في الدوري على النادي البرليني من الناحية الهجومية، شكّل توازن العاصميين علامةً فارقة في الطريق نحو وصافة الجدول.
يمتلك نادي العاصمة برلين ثاني أفضل خط دفاع بعد بايرن ميونيخ


وبعيداً عن الشق الفني، فإن النجاح الكبير لفريق العاصمة برلين هذا الموسم سببه الجمهور الوفي. يتميز يونيون برلين بصلابته على أرضه تحديداً، تبعاً لشغف مشجعيه. تكفي الإشارة إلى تبرع بعض مشجعي الفريق بالدم في حملة لجمع التبرعات خلال الأوقات الصعبة التي عانى منها النادي، دون إغفال التزام الآلاف بأكثر من 140 ألف ساعة من العمل المجاني للمساعدة في إعادة تطوير الملعب عام 2009.
الدعم العاطفي الذي يحظى به يونيون برلين من أنصاره المخلصين هو سبب كبير وراء النجاح. اتصال وثيق بين المشجعين والنادي، أعطى الفريق دفعة معنوية تُرجمت على أرض الملعب هذا الموسم. بالمقابل، يظهر النادي انتماءه إلى الجماهير من خلال قمصان اللاعبين، التي تشير بألوانها إلى جذور الطبقة العاملة. وهذه الطبقة، خاصة عمال معامل المعادن في العاصمة برلين وضواحيها، يشكلون الجزء الأكبر من مشجعي الفريق.
كان لافتاً استفادة الفريق في فترة كأس العالم من أجل إراحة لاعبيه، نظراً إلى عدم مشاركتهم بأعداد كبيرة مع المنتخب مقارنةً بفرق القمة الأخرى.
بدأ أنصار يونيون برلين الآن في جني الثمار، بعد سنوات من الصعود والهبوط. وفي حال استمرار الاستقرار، يمكن للفريق تحقيق إنجاز تاريخي بتتويجه باللقب نهاية هذا الموسم. تنتظر يونيون برلين مباراة صعبة عندما يحل ضيفاً على لايبزك يوم السبت المقبل، (19:30 بتوقيت بيروت). مباراة أمام رابع الدوري، سوف تعطي مؤشراً أوضح حول مدى طول نفس الفريق العاصمي.



مدرب حراس جديد في بايرن


استعان بايرن ميونيخ بميكايل ريشنر لتولي مهمة مدرب حراس المرمى خلفاً للمُقال توني تابالوفيتش الذي تسبّب التخلي عنه بجدل وحرب كلامية داخل أروقة النادي البافاري. وأعلن بايرن تعاقده مع المدرب البالغ من العمر 42 عاماً، قادماً من المنافس المحلي هوفنهايم الذي سيحصل جراء التخلي عن خدمات الأخير على مبلغ «من ستة أرقام كبدل انتقال» وفق ما أفادت مجلة «كيكر». وتسببت إقالة تابالوفيتش بجدل كبير بعد الانتقاد الشديد الموجه للنادي من قبل حارسه وقائده المصاب مانويل نوير الذي وصف رحيل صديقه القادم معه إلى بافاريا من شالكه عام 2011 «كما لو أن قلبي قد اقتلع من مكانه». وأضاف نوير في مقابلة إن إقالة تابالوفيتش كانت «أسوأ شيء اختبره في مسيرتي». وتعرض نوير لانتقادات من مدربه ناغلسمان وإدارة النادي