«بـ 50 ألف دولار أميركي، لا يمكنك أن تقول مرحباً لأحد اللاعبين اللبنانيين». بهذه العبارة يصف أحد الإداريين الناشطين في كرة السلة واقع الحال لجهة ارتفاع أسعار اللاعبين اللبنانيين ومطالبهم المالية عشية كل موسم جديد. مسألة أصبحت معضلة في الفترة الأخيرة، وخصوصاً مع مواصلة تنافس الأندية على ضم أفضل اللاعبين، الذين يعيشون اليوم حياة احترافية عَكَسها تفرغهم للعبة، انطلاقاً من حصولهم على مبالغ محترمة جعلتهم في غير حاجةٍ إلى القيام بأي عملٍ آخر.
9 من أصل 10 أندية في الدرجة الأولى تضغط الآن لإقناع الاتحاد اللبناني لكرة السلة بضرورة إقرار قانون يسمح لها بالتعاقد مع 3 لاعبين أجانب يمكنهم المشاركة في الوقت عينه على أرض الملعب، وذلك للمرة الأولى في تاريخ اللعبة، إذ سبق أن اعتُمد 3 أجانب مع كل فريق، مع السماح لاثنين منهم بأن يكونا معاً على الملعب، قبل أن يُوقَف هذا القانون قبل 10 أعوام، والذهاب إلى اعتماد أجنبيين اثنين فقط مع كل فريق.
لكن مع ارتفاع سعر اللاعب المحلي ومعاناة الأندية مالياً، موسماً بعد آخر، ترى الأكثرية الساحقة منها أنه لا بدّ أن تنقذ نفسها من هذه الورطة، ولو أنها سبّبت لنفسها ما وصلت إليه الحال، لكونها ذهبت إلى التبذير بنحو جنوني بغية الظهور بأفضل صورةٍ ممكنة، بحيث لم تمانع في فترة من الفترات دفع مبالغ كبيرة للاعبين لم يستحقوها استناداً إلى مستواهم الفني.
فكرة المؤيدين للاعبين الأجانب الثلاثة تتمحور اليوم حول تقليص النفقات، بحيث إن العملية الحسابية البسيطة تشير إلى إمكان استقدام لاعبٍ أجنبي إضافي لمدة 8 أشهر كحدٍّ أقصى، يكلّف النادي مبلغاً (راتب، مكان إقامة، وسيارة) أقل من بعض الاحتياطيين المحليين الذين يتقاضون مبالغ طائلة على مدار أشهر السنة.
ويشير رئيس نادي هوبس جاسم قانصوه، أحد المؤيدين بشدة لهذه الخطوة، إلى أن «كرة السلة اللبنانية بحاجة إلى استراتيجية جديدة، فنياً، مالياً، بموازاة مراعاة وضع المنتخب الوطني». ويشدد قانصوه على فتح الباب أمام أندية الدرجة الثانية لضم لاعبٍ أجنبي «لأن الأمر سيحضّر أندية قوية للمشاركة في الدرجة الأولى، ويجذب الاهتمام إلى بطولة الثانية، إضافة إلى أن اللاعبين المحليين لن يمانعوا المشاركة فيها، وخصوصاً إن لم يجد أحدهم مكاناً له في الأولى، أو إذا أراد استعادة مستواه».

تتحمل الأندية
جزءاً مما آلت إليه
الأمور

ويوضح قانصوه أن التوجّه نحو اعتماد 3 أجانب لا يهدف أبداً إلى أذية أي لاعبٍ لبناني، «بل نحن نريد حماية لاعبينا، لكننا أيضاً مع حماية الأندية والبطولة، وإعطائها زخماً أكبر، بحيث لا ينحصر المستوى الفني المرتفع أو الاستقرار بـ5 أو 6 أندية، بل يتجاوز إلى الأندية الـ 26 المشاركة في بطولتي الدرجتين الأولى والثانية».
وقد تكون حماسة بعض الأندية إلى هذا المشروع أكثر من غيرها، على اعتبار أنها لمست تأثيراً محدوداً لقسمٍ كبير من اللاعبين المحليين خلال الموسم الماضي، بحيث إنه لم يكن بمقدورهم ترك تأثيرٍ قريب مما يفعله أي لاعبٍ أجنبي. وهنا الأرقام تشير إلى واقع الحال، إذ باستثناء فادي الخطيب الذي سجل ما معدله 22.5 نقطة في الموسم المنتهي مع عمشيت ليحتل المركز السادس على لائحة أفضل المسجلين، فإن الأقرب إليه هو لاعب التضامن الذوق نديم سعيد الذي يحتل المركز الـ 27 على اللائحة بمعدل 14.2 نقطة في المباراة الواحدة...
ويمكن التطرّق إلى مسألة مهمة تؤمن بها هذه الأندية، هي أن لاعبي لائحة النخبة سيتوزعون بشكلٍ أوسع على أندية الدرجة الأولى، وخصوصاً أن وجود أجنبي ثالث على أرض الملعب، سيدفع البعض منهم إلى الذهاب للبحث عن مركزٍ أساسي في فريقٍ آخر، وهذه الخطوة ستخلق على الأقل 5 لاعبين أساسيين على مستوى عالٍ في كل تشكيلة من تشكيلات الفرق المشاركة.
مدير نادي المتحد طرابلس سامر النشار، الذي يعدّ ناديه من أشد المؤيدين لطرح الاعتماد على
3 أجانب، يوافق على هذه الفكرة، ويؤكد أن هناك الكثير من الإيجابيات فيها، بحيث «إن مستوى اللعبة سيرتفع، إن كان في التمارين أو المباريات، لأن وجود عدد أكبر من اللاعبين الأجانب سيوجِد احتكاكاً أقوى للمحليين الذين يمكنهم الاستفادة أيضاً من وجود هؤلاء وتطوير مستواهم».
وإذ لا ينفي النشار أنه قد تكون هناك بعض السلبيات في هذا الطرح، فإنه يعوّل على الموسم المقبل لاكتشافها «لا يمكننا أن نكون سلبيين في تعاطينا مع المسألة، ففي حال إقرار طرحنا، سيكون الموسم المقبل تجربة لاستكشاف نقاطٍ قد تكون غير ظاهرة أمامنا حالياً، وبالتالي سنتعاطى معها بإيجابية لإيجاد الحلول من أجل المصلحة العامة».
ومع أن الجميع يلتقي على أن أسعار اللاعبين المحليين إلى ارتفاع، فإن النادي الرياضي بطل لبنان هو المعترض الوحيد على الطرح الجديد، الذي ينتظر أن يقرّه الاتحاد اللبناني وسط الإجماع الكبير عليه. مصادر عدة تقول إن طرح الأندية يأتي للبحث عن مخرجٍ فني يهدف إلى تضييق الهوة مع الرياضي الذي يملك ترسانة قوية من اللاعبين المحليين، بحيث إن قوة النادي الأصفر هي في التوازن الذي أوجده بين اللاعبين الأساسيين والاحتياطيين، وهو أمر تفتقر إليه الأندية الأخرى.
عضو اللجنة الإدارية في الرياضي مازن طبارة، لا يذهب إلى الحديث عن استهدافٍ لناديه، بل يصوّب في اتصالٍ مع «الأخبار» على سلبيات الخطوة المطروحة، وأبرزها برأيه «إعادة اللعبة إلى الوراء، لأن الأجنبي سيأخذ مكان اللاعب المحلي، وبالتالي هو أمر يؤثر في المنتخبات»، ضارباً المثل بالحالة الإنكليزية في كرة القدم، حيث تأثر المنتخب سلباً، في ظل تفوّق الحضور الأجنبي على المحلي في البطولة المحلية هناك.
ويغمز طبارة من قناة الأندية الأخرى قائلاً: «ربما كانت بعض الأندية تريد أن تصنع فريقاً قوياً بطريقة مغايرة»، موجّهاً أصابع الاتهام إلى لائحة النخبة «التي سبّبت أيضاً رفع أسعار المحليين عندما وجدت الأندية نفسها مجبرة على الخضوع لشروط عددٍ كبير من اللاعبين، لملء الفراغ في صفوفها، ما أدى إلى دفع مبالغ كبيرة للاعبين احتياطيين بالكاد يؤدون دوراً مؤثراً في فرقهم».
وقد يكون الرياضي فعلاً المتأثر الأكبر من إقرار طرح الأجانب الثلاثة، لأنه سبق أن ارتبط مع لاعبين محليين بعقودٍ طويلة الأمد. لكن السلبية قد تكون حاضرة أيضاً عندما يمثّل الرياضي أو غيره لبنان خارجياً، حيث يسمح باعتماد أجنبيين اثنين فقط. بطبيعة الحال، إن الطرح الحالي الذي يأتي على حساب تحديد سقف الأجور المعتمد في بلدانٍ سلوية مهمة، يعكس أمراً واضحاً بأن الأندية تريد الخروج من ورطة أغرقت نفسها بها في الأعوام الأخيرة، لكنها في الوقت نفسه لا تثق ببعضها، لأنها تؤمن بأن العمل «تحت الطاولة» سينشط أكثر من أي وقتٍ، في حال الذهاب إلى تحديد الأجور، وهو أمر غير مطروح على الإطلاق.




لائحتا النخبة للرجال والسيدات

كشف الاتحاد اللبناني امس عن لائحتي النخبة للرجال والسيدات لموسم 2014-2015، وهما على الشكل الآتي:
- لائحة الرجال: رودريك عقل، محمد ابراهيم، علي محمود، جوزف انطوني عكاوي، نديم سعيد، جان عبدالنور، الياس رستم، مازن منيمنة، أمير سعود، ايلي اسطفان، احمد ابراهيم، روني فهد، حسين الخطيب، جوليان عادل خزوع، شارل تابت، باسل بوجي، فيليب تابت، علي كنعان، محمد علي حيدر، دانيال فارس، وليام فارس، روي سماحة.
- لائحة السيدات: شدا نصر، ريبيكا عقل، فرح الحركة، ساندرا نجم، نتالي سيواجيان، فاي ماري البرنس، ماغالي الجميل، كريستال الشالوحي، ليلى فارس، لما مقدّم، نانسي المعلوف، ميرامار المقداد، نور شقير، عايدة باخوس، ليا ابي غصن، نارينه كوكجيان، لبنى كاتالين عبدالله، شيرين الشريف، تمارا خليل، ليلى ناتاشا عاصي، دانييلا اوتفيتش صوايا، جويس صليبا.