قدّم العراق نسخة مميزة جداً من كأس الخليج، «خليجي 25»، بعد نحو 40 عاماً من الحظر، ومَنْعِه من استضافة المباريات والبطولات القارية أو الدولية، بسبب الاضطرابات الأمنية والسياسية، والتي يُعتبر الغرب مسؤولاً أولاً عنها وعلى رأسه أميركا.كان العراق على قدر التحديات ونجح بتنظيم نسخة ناجحة على أكثر من مستوى، بوجود ملاعب جيدة جداً، إضافة إلى إقبال كبير من الجماهير العربية والخليجيّة، مع تأمين كل ما يحتاجونه من خدمات في المدينة الغنية بالمياه والنفط. ومن المتوقع أن تكون هذه الاستضافة مقدمة لرفع الحظر الظالم عن العراق، والسماح له ـ على الأقل ـ باستضافة مباريات منتخباته الوطنية على أرضه ضمن التصفيات الآسيوية والمونديالية. وفي هذا الإطار أشاد رئيس الاتحاد الخليجيّ لكرة القدم حمد بن خليفة آل ثاني، بالتنظيم العراقي قائلاً: «أبارك للعراق التنظيم الرائع والمميز. خليجي 25 في البصرة سيلقي المسؤوليةَ على مَن ينظم البطولات الخليجيّة المقبلة»، كاشفاً أن الكويت ستحتضن البطولةَ المقبلة.
وبالنسبة إلى مباراة الليلة فإنها تعتبر تكراراً للمباراة الافتتاحية التي انتهت بتعادل العراقيين مع العُمانيين من دون أهداف. ووصل المنتخبان إلى الدور الثاني (نصف النهائي) بعد أن احتل العراق صدارة المجموعة مع 7 نقاط من فوزين وتعادل، بفارق الأهداف فقط عن عُمان الثانية، فيما غادرت السعودية واليمن.
وفي نصف النهائي تجاوز «أسود الرافدين»، المنتخب القطري القوي بنتيجة (2 ـ 1) فيما أقصت عُمان، متصدّر المجموعة الثانية، وبطل النسخة الماضية للبطولة، المنتخب البحريني بهدف من دون رد في الوقت القاتل من اللقاء.
لقاء اليوم سيكون منتظراً نظراً إلى المستوى الفني المميز للمنتخبين خلال البطولة، خاصة وأنها ستشهد حضوراً جماهيرياً كبيراً، على اعتبار أن الجماهير العُمانية كانت الحاضر الأبرز ضمن «خليجي 25» في البصرة، إلى جانب الجمهور العراق صاحب الضيافة طبعاً، مع تسجيل أعداد كبيرة أيضاً للجماهير الكويتية والبحرينية. وبحسب المنظمين فإنه من المتوقع حضور حوالى 65 ألف متفرج على مدرجات ملعب البصرة الدولي لمتابعة اللقاء. ويعتبر هذا اللقاء الـ11 للمنتخبين ضمن كأس الخليج، حيث حقق العراق 5 انتصارات مقابل 2 لعُمان، وثلاثة تعادلات.
ويمنّي «أسود الرافدين» النفس بتحقيق اللقب الأول منذ 35 عاماً، والرابع في تاريخهم، فيما يريد «الأحمر» العُماني رفع لقبه الثالث، والأول منذ عام 2018.
تعادل المنتخبان في المباراة الافتتاحية للبطولة الخليجية من دون أهداف


وخلال المؤتمر الصحافي الخاص بالنهائي قال مدرب العراق، الإسباني خيسوس كاساس: «المباراة الأولى كانت مغلقة وسنحاول صنع الخطورة في اللقاء النهائي ولا أستطيع الإفصاح عن كيفية صنع الخطورة. عمان منذ فترة مع المدرب ذاته وحققوا نتائج جيدة». وأشار إلى أن «التركيز كان ينصب على مباراة بعد أخرى. الآن في النهائي نملك الخيارات العديدة للفوز. بكل تأكيد أتوقع المباراة أن تكون مغلقة وقد تغيّر تفاصيل صغيرة مسارها».
بدوره لاعب المنتخب العراقي أمجد عطوان أنه في حال الفوز: «سنهدي اللقب إلى ضحايا الناصرية، وأتمنى عدم الاحتفال بشكل مفرط»، في إشارة إلى وفاة مشجعين يوم الإثنين نتيجة اصطدام حافلة كانت تقلهم بشاحنة على طريق دولي بين الناصرية والبصرة، فيما كانوا متوجهين لمشاهدة المباراة نصف النهائية ضد قطر.
أما على الطرف الآخر فقد قال المدير الفني لمنتخب عمان، الكرواتي برانكو ايفانكوفيتيش: «أنا فخور بالوصول إلى المباراة النهائية. متشوقون أن نلعب أمام 65 ألف متفرج. المنتخب العراقي قوي على أرضه ويحظى بدعم جماهيري كبير مع مدرب جديد، ننتظر مباراة صعبة جداً ولدي ثقة باللاعبين». وأضاف: «نحاول كسر قاعدة الخسارة أمام المستضيف في النهائي، شعرنا بكرم العراقيين، وحفاوة استقبالهم واللعب أمام الجمهور متعة، من حقهم دعم منتخبهم، وتواجدهم سيحفز لاعبينا». وأوضح مدرب عُمان: «المباراة الأولى كان فيها تحفظ لكن مباراة الغد (اليوم الخميس) يفترض أن يكون فيها فارق فني عن الأولى ونحن جاهزون لكل الاحتمالات، للتمديد وركلات الترجيح... المباراة النهائية تُلعب من أجل الفوز بها. التاريخ يذكر دائماً صاحب اللقب». وختم ايفانكوفيتيش بالقول: «المنتخب العماني هو الأفضل ودائماً يبقى الأفضل، مع احترامي للمنتخب العراقي وبقية المنتخبات. منتخبي هو الأفضل لكل مباراة لها ظروفها وفيها شيء جديد».