حاولت أوكرانيا منذ أعوامٍ عدة النهوض بكرة القدم عبر استقطاب أنديتها للاعبين أجانب على مستوى عالٍ. وفي هذا الإطار، ذهب الأوكرانيون الى محاولة جذب أكبر عددٍ متاح من نجوم اللعبة في أوروبا، ناسخين التجربة الروسية على هذا الصعيد، والتي مكّنت الروس من تحقيق بعض النتائج المتفرقة على الصعيد الأوروبي، اضافةً الى دخول السجل الذهبي لمسابقة «يوروبا ليغ».
وجاء ضمّ دينامو كييف للنجم البرتغالي ميغيل فيلوسو في هذا الإطار، ومثله فعل شاختار دونيتسك عندما اقتنص أبرز المواهب البرازيلية قبل أكبر الأندية الأوروبية، فحاز لقب مسابقة «يوروبا ليغ» عام 2009، وحطّ لديه لاعبون من طينة ويليان (تشلسي حالياً) وفرناندينيو (مانشستر سيتي) وغيرهم.
ورغم البطء في التطوّر على صعيد الكرة الأوكرانية، فإن الثمار الأنضج كان متوقعاً قطفها ابتداءً من هذا الموسم، عند مشاركة الأندية الأوكرانية في المسابقتين الأوروبيتين، على أن تكون المنافسة الفعلية على اللقبين ابتداءً من 2016.
لكن كل هذه الخطط يبدو أنها ستزول بشكلٍ غير متوقع، إذ إن الاضطرابات السياسية التي شهدتها البلاد دفعت العديد من اللاعبين الأجانب الى رفض الانتقال الى الأندية الأوكرانية، رغم المال الوفير الذي يؤمنه معظمها، إلا أن الأمر الأسوأ هو رفض لاعبين آخرين العودة الى الالتحاق بأندية معيّنة، وتحديداً تلك الموجودة في مناطق النزاع الأوكراني _ الروسي. وهذا ما حصل أخيراً مع شاختار دونيتسك، الذي يضم في صفوفه 12 لاعباً برازيلياً، رفض خمسة منهم؛ هم: الهداف المميز دوغلاس أكوستا وفريد (التحق بالفريق أمس) ودنتينيو وأليكس تيكسييرا وإيسمايلي، إضافة الى زميلهم الأرجنتيني فاكوندو فيريرا، العودة مع الفريق الى أوكرانيا إثر مباراة ودية خاضوها أمام ليون الفرنسي السبت الماضي.

مكاسب إضافية كروية لروسيا
على أوكرانيا
وبالطبع، فإن سقوط الطائرة الماليزية بصاروخٍ في شرق البلاد، حيث مسار رحلة العودة الى دونيتسك، أرعب هؤلاء اللاعبين. إلا أن الأمر لا يتوقف عندهم فقط، إذ إن لاعبين آخرين في الدوري الأوكراني، وفي مدنٍ أخرى مثل كييف، يعتبرون أنهم على خطوط التماس، ويشعرون بالقلق في حال طُلب إليهم السفر للعب في دونيتسك بعدما تأكد أن فرق شرق البلاد لن تترك الدوري الأوكراني أو تنضم الى نظيره الروسي إثر الأحداث السياسية _ الانفصالية التي حصلت.
قد تكون الأمور مبالغاً فيها من ناحية هؤلاء اللاعبين عبر خطة وضعها مديرو أعمالهم لتحريرهم من عقودهم من أجل حصد مبالغ أكبر في أماكن أخرى. وفي مختلف الأحوال، فإن الكرة الأوكرانية هي المتضرر الأكبر لأنه بمجرد انتشار خطوات مماثلة أخرى، فإن القلق سيصبح أكبر، وسيبتعد كل الأجانب عن التحوّل الى الدوري هناك.
هي أنباء سعيدة لروسيا أيضاً، التي ستكسب في مكانٍ آخر ضمن صراعها مع الأوكران، وخصوصاً أنها لن تحبذ أن يسرق أي بلدٍ مجاور لها اللمعان الكروي منذ الآن وحتى استضافتها مونديال 2018.



إلى المعركة العسكرية درّّ

وصل البرازيلي إيدمار هالوفسكي دي لاسيردا قبل 14 عاماً الى أوكرانيا للعب مع تافرييا سيمفيروبول، الذي انتقل منه الى ميتاليست خاركيف. إلا أن إيدمار لم يعرف أن قبوله للجنسية الأوكرانية ليمثّل منتخب البلاد سيضعه يوماً في خضم المعركة العسكرية الحاصلة، حيث استدعي أخيراً لتأدية الخدمة والالتحاق بصفوف الجيش الأوكراني!