كان فريق الأنصار الفائز الوحيد والأكبر في الأسبوع الأول من سداسية الأندية الأوائل في الدوري اللبناني لكرة القدم. فاز الأنصار برباعية نظيفة على الشباب الغازية في حين تعادل شباب الساحل والبرج 1-1 في افتتاح الأسبوع والنجمة مع العهد 0-0 في ختامه.في سداسية الأندية الأواخر كان فريقا التضامن صور وطرابلس نجمي الأسبوع الأول. فالصوريون فازوا على الحكمة 2-0 بتشكيلة محلية، في حين أسقط طرابلس الصفاء على ملعبه وبصفوف منقوصة بعد طرد حارس طرابلس محمد طه. هذا لا يقلل من النتيجة المهمة التي حققها الإخاء الأهلي عاليه بفوزه على السلام زغرتا 2-1، لكن أهمية فوز التضامن وطرابلس كان أكبر نظراً للظروف التي أحاطت بكل مباراة.
الأنظار كانت متابعة للفرق الـ12 من دون استثناء في الأسبوع الأول من السداسية لمعرفة تأثير وحضور التغييرات التي قامت بها معظم الفرق سواء على صعيد اللاعبين الأجانب أو المحليين وحتى في ما يتعلّق بالإدارة الفنية لبعض الفرق. فالمرحلة المنتظمة ونظامها الفني الناجح على صعيد قسمة رصيد الأندية من النقاط على إثنين أفرز جدول ترتيب متقارباً بين الفرق سواء في سداسية الأوائل أو الأندية الأواخر.
لا شك أن مباراة النجمة والعهد على ملعب جونيه كانت محط الاهتمام الأكبر من المتابعين. هذه القمة المبكرة انتهت بالتعادل السلبي. قمة شهدت كل ما يطلبه المتابعون في مباراة كرة قدم باستثناء الأهداف. لم يكن ينقص اللقاء سوى أن تهتز الشباك وهو أمرٌ لم يحصل لسببين رئيسيين. الأول تألّق حارس النجمة علي السبع في التصدي للعديد من الكرات العهداوية الخطرة خصوصاً للمهاجم الإسكتلندي لي إروين أو لقائد الدفاع نور منصور. السبب الثاني أن النجماويين سيطروا في معظم فترات المباراة، لكن الفرص الخطرة كانت للعهد. هذا لا يعني أن النجمة لم يطرق باب الحارس مهدي خليل، لكن معظم الكرات كانت من نوعين: إما تلك السهلة التي تعامل معها خليل بنجاح، أو تلك التي تاهت عن المرمى والتي كان بطل معظمها لاعب النجمة خليل بدر الذي لم يكن موفقاً في اللقاء وأهدر على فريقه العديد من الفرص التي كان من الممكن أن تترجم إلى أهداف لو تعامل معها بدر بطريقة مختلفة.
كثيرون كانوا ينتظرون كيف سيظهر النجمة ولاعبوه الأجانب الجدد بقيادة المدرب البرتغالي الجديد باولو مينيز إلى جانب الوافد الجديد كريم أبو زيد.
لا شك أن النجمة ظهر بصورة مختلفة كلياً عن تلك التي كان عليها في المرحلة المنتظمة وحتى في المباراة مع التضامن صور في كأس لبنان. بدا الفريق في مستوى عالٍ وبأسلوب لعب أقفل الملعب أمام العهداويين لكن بطريقة بعيدة من اللجوء إلى الدفاع وتشتيت الكرات. على العكس كان النجمة حاضراً بقوة عبر لاعبيه الأجانب الذين ظهروا بصورة جيدة وخصوصاً الثنائي جيرفينيو وباليتا في الشوط الأول، في حين كان أبو زيد نجم الوافدين الجدد أجنبياً ومحلياً بعد المباراة الكبيرة التي قدمها على مدى دقائق المباراة قبل خروجه في الدقيقة 92. بدا أبو زيد أنه الصفقة الأنجح، إلى جانب المدرب مينيز الذي ورغم الفترة القصيرة التي تسلم فيها التدريب إلا أن بعض البصمات الفنية بدت جلية رغم أنه من المبكر الحكم على مينيز وأدائه مع النجمة.
كان طرابلس والتضامن نجمي الأسبوع الأول من سداسية الدوري اللبناني


وإذا كان كثيرون ينتظرون النجمة وتغييراته، فإن كثراً أيضاً كانوا ينتظرون العهد وصفقة الإسكتلندي لي إروين الأعلى هذا الموسم. قدّم المهاجم الإسكتلندي نفسه إلى الجمهور اللبناني بطريقة جيدة جداً. فأظهر قدرات ولمسات توحي بأن صفقة العهد ناجحة حتى لو لم ينجح في هزّ الشباك. فإروين كان مصدر الخطر الرئيسي على العهد، ولولا تألّق الحارس علي السبع لكان إروين قد خرج بثلاثة أهداف على الأقل. الغاني العائد عيسى يعقوبو شارك في الشوط الثاني، وأيضاً قدم نفسه بصورة ممتازة. فدخوله في وسط الملعب كان «ضربة معلّم» من المدرب باسم مرمر حيث قلب الموازين وسحب البساط من تحت الثنائي باليتا وأبو زيد. فالسيطرة النجماوية تراجعت لكن من دون أن تختفي، ولعب يعقوبو دوراً مميزاً في تعديل كفة خط الوسط، مستغلاً هبوط لياقة أبو زيد المتوقعة حيث أنه لم يلعب منذ فترة طويلة إلى جانب انضمامه المتأخّر إلى النجمة.
انتهت القمة بالتعادل السلبي، وهي نتيجة قد يكون النجماويون راضين عنها أكثر من العهداويين. ليس بسبب تفوق العهد في المباراة، لكن لكون النجمة شهد تغييرات كبيرة بعكس العهد، بالتالي خروجه متعادلاً معه يعتبر مكسباً بالحسابات الفنية حتى لو لم يكن ذلك بحسابات أرقام جدول الترتيب.
هذا الترتيب الذي لم يشهد تغييراً على صعيد أعلانه بعد فوز الأنصار على الغازية 4-0 على ملعب بحمدون في مباراة شهدت هاتريك للسنغالي الحاج مالك في ظرف عشرين دقيقة (53، 56، 73) وهدف لنادر مطر (84) وركلة جزاء ضائعة لحسام اللواتي (40). فوز الأنصار المريح جاء في الشوط الثاني بعد أن عانى في الشوط الأول أمام خصم جنوبي عنيد قدم نصف مباراة ممتازة قبل أن يتراجع في الشوط الثاني.
فوز الأنصار سمح له بتعزيز صدارته بـ17 نقطة بعد تعادل وصيفه شباب الساحل 1-1 مع البرج، فأصبح رصيد الساحل 14 نقطة وبقي ثانياً في حين أصبح رصيد البرج 13 نقطة وبقي خامساً.
فالترتيب لم يتغير بسبب تعادل العهد والنجمة اللذين بقيا في المركزين الثالث والرابع برصيد 13 نقطة لكل منهما.
في القسم الآخر من الدوري، كان الصفاء يتراجع عن الصدارة بعد خسارته المدوية أمام ضيفه طرابلس 1-2 حيث استحق الشماليون الفوز، في لقاء لعبه الطرابلسيون منقوصين منذ الدقيقة 15 بعد طرد حارسهم محمد طه. تقدم طرابلس عبر الكونغولي موغبايا في الدقيقة 13، وعادل الصفاء عبر ديارا في الدقيقة 50 من الشوط الأول. وفي الشوط الثاني كان الصفاء قريباً من التقدم، لكن الهدف جاء في الجهة المقابلة عبر محمد مقصود في الدقيقة 70. نتيجة جمّدت رصيد الصفاء عند خمس نقاط في المركز الرابع، وعززت رصيد طرابلس إلى ثمانية نقاط في المركز الثالث.
الصفاء خسر الصدارة لمصلحة التضامن صور الذي انتزعها بفوزه المهم على الحكمة بهدفين سجلهما عدنان سلوم في الدقيقتين 35 و72 ليصبح رصيد التضامن 8 نقاط وبتشكيلة لبنانية بالكامل مع غياب العنصر الأجنبي بعكس الحكمة الذي أصبح خامساً برصيد 4 نقاط.
ترتيب سداسي والأندية الأواخر شهد أيضاً تقدم الإخاء الأهلي عاليه إلى المركز الثاني برصيد سبع نقاط وتراجع السلام زغرتا إلى المركز الأخير بأربع نقاط. سيناريو تحقق بعد فوز الإخاء الأهلي عاليه 2-1 على ملعب بحمدون، حيث سجل الأهداف علي حيدر والإسباني أليخاندرو سانشيز للإخاء الأهلي عاليه في الدقيقتين 10 و50، والبرازيلي جيرونيمو لوبيز للسلام في الدقيقة 64.