بعد إسدال الستار على النسخة 22 من كأس العالم بتتويج الأرجنتين أمام فرنسا في نهائي دراماتيكي، تستقبل القارة الأميركيّة عبر الولايات المتحدة وكندا والمكسيك، النسخة الثالثة والعشرين بعد ثلاث سنوات ونصف السنة (2026)، بمشاركة 48 منتخباً، يشكلون نحو ربع الدول الـ211 المنضوية في الاتحاد الدولي (فيفا)، وذلك بعد نحو ثلاثة عقود من مشاركة 32 منتخباً في البطولة المقامة مرة كل أربع سنوات.قد يطرح هذا النظام الجديد مشكلات عدة من حيث شكل البطولة واللوجستيات، مع احتمال إقامة أكثر من 100 مباراة مقارنة مع 64 في النسخ الأخيرة.
ولعشاق الرحلات السياحية البعيدة المسافة، تتوزع البطولة الأولى في التاريخ المقامة على امتداد ثلاث دول، بين فانكوفر وتورونتو في كندا، مكسيكو وغوادالاخارا في المكسيك وميامي، لوس أنجليس، نيويورك، دالاس وكنساس في الولايات المتحدة. وفي أعين الدول المغمورة، ستكون فرصة حالمة بالمشاركة في الحدث العالمي الكبير.
التوزيع الجديد لعدد المشاركين يثير شهية الاتحادَين الأفريقي والآسيوي: 9 بطاقات لأفريقيا (5 حالياً)، ثماني لآسيا (4.5 راهناً)، وواحدة لأوقيانيا المجبرة سابقاً على خوض الملحق للتأهل.
ستحصل أفريقيا في مونديال 2026 على 9 بطاقات (5 حالياً) وثماني لآسيا (4.5 راهناً) وواحدة إضافية لأوقيانيا


ونظراً إلى المستوى المتقدم للمنتخبات الأفريقية التي أُقصيت في الملحق الأخير، على غرار مصر والجزائر ونيجيريا، تشكل نسخة 2026 فرصة جيدة للقارة السمراء بالمنافسة أكثر على المراكز المتقدمة، خصوصاً بعد الإنجاز التاريخي للمغرب في قطر وحلوله رابعاً.
أما أوروبا، فسيرتفع عدد مشاركيها من 13 إلى 16، أميركا الجنوبية من 4.5 إلى 6، وأميركا الشمالية التي يستضيف ثلاثة منها البطولة، إلى ستة بالمجمل مقابل 3.5 حالياً. وستمنح بطاقتان إضافيتان من خلال الملحق.
يبقى تحديد مسألة النظام. وتطرّق فيفا في بداية المطاف إلى 16 مجموعة من ثلاثة منتخبات، يتأهل منها اثنان إلى دور الـ32. وهذا الأمر يبقي نفس عدد المباريات للمنتخبات (7 للمتأهلين إلى النهائي)، بمجموع 80 مباراة، لكنه قد يؤدي إلى اتفاقات ضمنية وترتيبات مريبة بين منتخبين يخوضان المباراة الثالثة الأخيرة في دور المجموعات. وأكّد رئيس الاتحاد الدولي جياني إنفانتينو أنه يريد إعادة النظر في هذا النظام خلال الأسابيع القليلة المقبلة.
وفي حال اعتماد خيار 12 مجموعة من أربعة، قد يتخطى عدد المباريات المئة... كما سيتضاعف عدد المدن المضيفة، مع 16 ملعباً مقابل ثمانية في قطر، بموازاة الجدليات الاقتصادية والبيئية حيال المسافات الطويلة التي يجب قطعها.
نتيجة لذلك، ستزداد إيرادات الاتحاد الدولي لكرة القدم الذي يعوّل بشكل رئيس على هذه البطولة. وأعلن إنفانتينو عن ميزانية قياسية تبلغ 11 مليار دولار للدورة الرباعية المقبلة بين عامَي 2023 و2026، مقابل 7.5 مليارات للدورة الحالية التي شهدت مشاركة 32 منتخباً في نسخة 2022.