يخوض منتخب المغرب مباراته الأخيرة في كأس العالم لكرة القدم اليوم عند الساعة 17:00 بتوقيت بيروت حين يواجه منتخب كرواتيا على المركز الثالث. فرصة لأسود الأطلس لتحقيق إنجاز تاريخي يُضاف إلى الإنجازات التي حقّقها المغاربة في مونديال قطر. يُنهي المغاربة «مونديال الحلم» بالنسبة إليهم كما بدؤوه في مواجهة الخصم الكرواتي العنيد. فالمنتخبان التقيا في 23 الشهر الماضي ضمن أولى مباريات المجموعة السادسة فلم يكن هناك فائزٌ في المباراة. انتهى اللقاء بتعادل سلبي، فكانت أول نقطة وأول مؤشّر على أن المغاربة قد يفعلون شيئاً. فحينها كان منتخب المغرب يخرج متعادلاً مع وصيف بطل العالم. لم يكن أحدٌ يتوقّع أن يصل المغرب ليواجه الكروات أو أي منتخب آخر على المركز الثالث. كان أشدّ المتفائلين يأملون بالتأهل إلى الدور الثاني، وإذا كان هناك صعود إلى ربع النهائي فحينها تكون نعمة من الله. لكن المغرب فاجأ الجميع ووصل إلى نصف النهائي وكان يستحق التأهّل إلى النهائي لولا الإصابات ومجانبة الحظ للاعبيه.
من الممكن أن يكون طعم المباراة مرّاً بعض الشيء على لاعبين كانوا يتمنون أن يكونوا في مباراة الغد وليس اليوم. أمرٌ تحدث عنه المدير الفني للمنتخب المغربي وليد الركراكي حين قال في المؤتمر الصحافي «أعتقد أنها أسوأ مباراة يمكن أن نلعبها. لكن ما زلنا متحمّسين لخوضها رغم شعور الخيبة. بطبيعة الحال كنا نفضل أن نكون في النهائي لكن هناك المركز الثالث الذي يتوجب علينا اللعب من أجله. نريد أن ننهي (البطولة) على منصة التتويج. الأمر سيكون صعباً بسبب الإرهاق وهناك أيضاً العائق الذهني الذي يتوجب علينا تجاوزه. نعلم أن كرواتيا تريد أيضاً أن تنهي (البطولة) ثالثة».
لكن طموحات الركراكي ستصطدم بمنتخب عنيد يدخل إلى اللقاء بالعنوان عينه للمغاربة: إحراز المركز الثالث. هي مباراة بنكهات مختلفة للكروات. تعويض معنوي للخروج من نصف النهائي ومراضاة الجمهور. تكريم القائد لوكا مودريتش في آخر مباراة له في كأس العالم على أقل تقدير في حال بقي مودريتش البالغ من العمر 37 عاماً مع منتخب بلاده إلى بطولة أوروبا بعد سنتين وهو أمرٌ مستبعد. أضف إلى ذلك سعي زملاء مودريتش كأندريه كراماريتش والمدافع يوشكو غفارديول لإثبات أنفسهم وتحقيق ميدالية برونزية شبيهة بالتي فازوا فيها عام 1998 بفوزهم على هولندا 2-1. كما أن غفارديول ابن العشرين عاماً مرشّح لإحراز لقب أفضل لاعب تحت 21 عاماً في البطولة، بعد الفرنسي كيليان مبابي عام 2018. ورغم أنه اعتبر أن الأهم إحراز كرواتيا للميدالية البرونزية لكن في الوقت عينه رأى أن إحرازه لقب أفضل لاعب تحت 21 عاماً «سيكون ذلك رائعاً بالطبع».