يقص منتخب الأرجنتين شريط مشاركته في نهائيات كأس العالم غداً الثلاثاء (الساعة 12:00 بتوقيت بيروت) بمواجهة المنتخب السعودي، فيما تلعب البرتغال أولى مبارياتها يوم الخميس المقبل بمواجهة غانا. مباراتان ستشكلان الانطلاقة الفعليّة لليونيل ميسي وكريستيانو رونالدو في المونديال الأخير لهما، وهما بالتأكيد سيسعيان إلى قيادة منتخبهما للذهاب إلى أبعد دور ممكن من البطولة، ولما لا رفع الكأس الأغلى في النهاية، ودخول التاريخ من أوسع أبوابه.أرقام قياسية كثيرة يسعى اللاعبان لكسرها خلال المونديال القطري، فهما انضما إلى أربعة لاعبين خاضوا كأس العالم خمس مرات (شارك رونالدو وميسي في نسخ أعوام 2006 و2010 و2014 و2018)، وهم الألماني لوثر ماتيوس (1982 و1986 و1990 و1994 و1998)، والمكسيكيان أنتونيو كارباخال (1950 و1954 و1958 و1962 و1966) ورافايل ماركيس (1998 و2002 و2006 و2010 و2014)، والحارس الإيطالي جانلويجي بوفون (1998 و2002 و2006 و2010 و2014). كما أنهما يسعيان إلى تصدر قائمة أكثر اللاعبين خوضاً للمباريات في تاريخ كأس العالم، حيث لعب ميسي 19 لقاء، مقابل 19 لرونالدو، ويعود الرقم القياسي لماتيوس الذي لعب 25 مباراة، مقابل 24 لمواطنه ميروسلاف كلوزه، و23 مباراة للإيطالي باولو مالديني. وفي حال تمكن ميسي من صناعة هدف لزملائه فسيكون الوحيد الذي صنع الأهداف في 5 نسخ، وكذلك الأمر لرونالدو الذي في حال تسجيله سيكون الوحيد الذي سجل في 5 نسخ من المونديال.

الطفل المعجزة
خرج ليونيل ميسي الملقب بـ«البرغوث» نظراً لسرعته وتحركاته ومراوغاته على أرض الملعب، من أحياء مدينة روزاريو في الأرجنتين. طفل صغير يعشق كرة القدم، ولكنه يعاني من مشكلات في النمو، إلا أن انتقاله إلى برشلونة الإسباني وهو في عمر الرابعة عشر وتلقيه العلاج هناك، إضافة إلى ممارسته كرة القدم فتح له باب النجاح على مصراعيه. سجل ميسي أول أهدافه مع برشلونة موسم 2004 ـ 2005، وتألق بعدها ليقود النادي الكاتالوني إلى أعظم حقبة له في تاريخه بين عامَي 2008 و2015. وبحسب موقع «ترانسفرماركت» للإحصائيات والانتقالات، فقد لعب ميسي مع برشلونة 778 مباراة، سجل خلالها 672 هدفاً، وصنع 303 آخرين. وهذا الأمر ساعده على التتويج بلقب الدوري الإسباني في 10 مناسبات (بين عامَي 2004 و2019)، مقابل 4 بطولات في دوري أبطال أوروبا (بين عامَي 2005 و2015)، إضافة إلى بطولة العالم للأندية في ثلاث مناسبات، وكأس إسبانيا 7 مرات، والسوبر الإسباني 8 مرات أيضاً، كما كان أفضل لاعب في الدوري الإسباني 10 مرات. هذه الأرقام «الفلكية» منحت ليونيل ميسي جائزة الكرة الذهبية كأفضل لاعب في العالم 7 مرات (رقم قياسي)، فيما كان أفضل لاعب في أوروبا في 3 مناسبات وأفضل لاعب من «الفيفا» مرتين. ومن أبرز الأرقام التي حققها النجم الأرجنتيني هي تسجيله 91 هدفاً في موسم 2012، الأمر الذي اعتبر «فلكيّاً» بالنسبة إلى لاعب كرة قدم.
يريد ليونيل ميسي تعويض خسارة نهائي عام 2014 أمام ألمانيا وحمل الكأس الأغلى


وقبل موسمين انتقل ميسي من برشلونة إلى باريس سان جيرمان الفرنسي، حيث خاض معه 53 مباراة في مختلف المسابقات مسجلاً 23 هدفاً، وصانعاً لـ29 آخرين.
وعلى المستوى الدولي فقد شارك ليونيل ميسي مع المنتخب الأول في 165 مباراة منذ آب عام 2005، وسجل 91 هدفاً. ويعتبر الإنجاز الأهم له مع «التانغو» هو الفوز ببطولة أميركا الجنوبية «كوبا أميركا» عام 2021 على حساب البرازيل.
هي مسيرة استثنائية للاعب «خارق» على مختلف الصعد، سيسعى إلى تتويجها بالبطولة الأهم وهي كأس العالم، خاصة بعد الحسرة الكبيرة التي عاشها في مونديال البرازيل عام 2014، عندما خسر النهائي أمام المنتخب الألماني بنتيجة (1 ـ 0). تتويج مونديالي سيضع ميسي على قمة كرة القدم عبر التاريخ، وسيكون دائماً إلى جانب أسطورة الأرجنتين دييغو آرماندو مارادونا، والجميع خلفهما.

البرتغالي المجتهد
سطع نجم البرتغالي كريستيانو رونالدو مع مانشستر يونايتد الإنكليزي موسم 2008، قبل أن ينتقل إلى ريال مدريد عام 2009 في صفقة وصلت إلى 93 مليون يورو. منذ بداياته فرض البرتغالي نفسه بفعل شخصيته القوية، وأدائه الحاسم. لعب رونالدو مع مانشستر يونايتد على مرحلتين (بين عامَي 2003 ـ 2009) و(2021 حتى الآن) 346 مباراة سجل خلالها 145 هدفاً، وصنع 64 آخرين بحسب موقع «ترانسفر ماركت»، إلا أن فترته الذهبية عاشها مع ريال مدريد الإسباني بين عامَي 2009 و2018، حين شارك في 435 مباراة محققاً 450 هدفاً وصانعاً لـ131 آخرين. هذه الأرقام الكبيرة، أعطته لقب دوري أبطال أوروبا في 5 مناسبات، كما حقق رقماً كبيراً بحصده الكرة الذهبية 5 مرات، وأفضل لاعب من الـ«فيفا» مرتين. هذا وحقق رونالدو جائزة أفضل لاعب في أوروبا 4 مرات بينها واحدة مع مانشستر يونياتد عام 2008، إضافة إلى كأس العالم للأندية 4 مرات، وثلاث مرات بطلا للدوري الإنكليزي.
هذه الأرقام المميزة مع الأندية يضاف إليها مسيرة حافلة مع المنتخب، فقد شارك في 191 مباراة مع المنتخب البرتغالي سجل خلالها 117 هدفاً. ويعتبر الإنجاز الأهم له مع «برازيل أوروبا» هو التتويج ببطولة أوروبا للمنتخبات عام 2016، كما التتويج بالنسخة الأولى من دوري الأمم الأوروبية عام 2019. ويمنّي رونالدو النفس بالتتويج بكأس العالم في نسخته الحالية، ليكون بذلك قد حقق جميع البطولات الممكنة على مستوى الأندية التي لعب معها، والمنتخب الأول.
إذاً هي بطولة منتظرة للاعبَين حققا كل شيء في عالم كرة القدم، واللافت أنهما جمعا سويّاً 12 كرة ذهبيّة، ليكونا بذلك أفضل لاعبين على الإطلاق آخر 15 عاماً، وبالتالي فإن فوز أحدهما ببطولة كأس العالم سيضعهما في خانة الأفضل في التاريخ، وإلا فإن الفشل بحمل كأس العالم سيبقي إنجازاتهما ناقصة بنظر الكثيرين.
ميسي يبدأ دفاعه عن ألوان منتخب بلاده غداً بمواجهة السعودية، قبل لقاء المكسيك وبولندا، فيما ينتظر رونالدو غانا يوم الخميس، قبل مواجهة الأوروغواي وكوريا الجنوبية لاحقاً خلال الدور الأول من المونديال.