إقامة المونديال خلال هذه الفترة أفضل أرشّح إيران كأفضل منتخبات آسيا

يتابع المدير الفني لمنتخب لبنان لكرة القدم الصربي-البلجيكي ألكسندر إيليتش مونديال قطر 2022 وهو مدرب لمنتخب لبنان الذي يطمح أن يكون حاضراً في مونديال عام 2026. كيف يرى المدرب الصربي المونديال ومن هي المنتخبات المرشّحة؟ ما رأيه بإقامة المونديال خلال هذه الفترة من السنة، وما الذي يحتاجه لبنان كي يكون حاضراً في المونديال المقبل؟ أسئلة يجيب عنها ألكسندر إيليتش في مقابلة مع «الأخبار»
أتمنى أن يتأهّل المنتخب القطري إلى الدور الثاني، فهذا أفضل للمونديال (طلال سلمان)

بداية، هي المرة الأولى التي يقام فيها المونديال في هذه الفترة من السنة. هل هذا أمرٌ إيجابي أم سلبي؟
لديّ أمران: الأول، أريد أن أرى كيف سيكون أداء المنتخبات في اللعب خلال هذا التوقيت. الأمر الثاني، برأيي قد يكون اللعب في هذه الفترة أفضل من اللعب بعد نهاية الموسم. فلعب كأس العالم في منتصف الموسم الكروي يعني أن اللاعبين هم في أعلى جاهزية، وهو قد لا يكون حاصلاً بعد نهاية الموسم حيث يكون جميع اللاعبين مستنزفين. حينها سيكون عليهم بذل مجهود أكبر كي يكونوا في المستوى المطلوب. كأس العالم مختلفة عن الدوريات المحلية، من ناحية إقامة مباراة كل أربعة أيام وخلال فترة قصيرة.

كيف تتوقع أن يكون المستوى العام في المونديال؟
هذه الكأس ستقدم لنا شيئاً جديداً من ناحية طريقة اللعب من جهة ونجوماً سيبرزون للمرة الأولى. أتوقع أن يكون هناك منتخب يلعب دور الحصان الأسود ويحقق نتائج ويذهب بعيداً في مشوار المونديال من خارج التوقعات. المنتخبات الآسيوية ستقدم أداءً جيداً. أنا موجود في هذه المنطقة منذ فترة طويلة، ورأيت الاستثمارات التي تُوظّف من قبل الدول الآسيوية في كرة القدم. من المؤكّد أن هذه الاستثمارات ستظهر نتائجها في المونديال.

ما أهمية أن يُقام المونديال في منطقة الشرق الأوسط وتحديداً في المنطقة العربية؟
هو أمرٌ مهم للغاية. أنا في المنطقة منذ عام 2010 وحين أقارن بين البطولات المحلية حينها وبين ما وصلت إليه اليوم أجد اختلافاً وتطوراً كبيرين، سواء في السعودية أو قطر أو الإمارات وحتى إيران وهذا ما انعكس على المنتخبات الوطنية.

من هي الدول المرشحة برأيك لإحراز اللقب، ومن هم نجوم المونديال؟
دائماً المنتخبات التي أثبتت نفسها في الكؤوس السابقة وأحرزت الألقاب تكون مريحة بقوة. البرازيل، الأرجنتين الألمان، الفرنسيون، بلجيكا، هم دائماً مرشحون، لكنني أتوقع أن تكون هناك مفاجآت. لطالما كان الصراع بين قارتي أوروبا وأميركا الجنوبية لكن قد يكون لقارة آسيا حضور قوي. أما على صعيد النجوم فلا أريد أن أذكر أسماء لكن أتوقع حدوث مفاجآت.

من ترشّح من آسيا للذهاب بعيداً في المونديال؟
المنتخب الإيراني لديه لاعبون جيدون وأقوياء ويقدمون كرة قدم قوية بخبرة عالية. الأستراليون من الممكن أن يقدموا أداءً جيداً، كذلك الأمر بالنسبة إلى الكوريين. فهم لديهم بطولة محلية قوية وهذا قد ينعكس على أداء المنتخب الكوري.

هل تعتقد أن الأداء في النهائيات سيكون مختلفاً عن التصفيات بالنسبة إلى بعض المنتخبات الآسيوية؟
المنتخبات تهتم وتحضّر لكأس العالم بطريقة مختلفة. فهي بطولة فيها استثمارات كبيرة في عالم المال وبالتالي ستسعى المنتخبات غلأى تقديم حضور قوي.
السعوديون يستعدون منذ أشهر وهو أوقفوا الدوري لهذه الغاية، وقد يكون جيداً بالنسبة إليهم التأهل إلى الدور الثاني.

قطر هي البلد المضيف وبطلة آسيا، كيف تتوقع حضورها في المونديال؟
القطريون وضعوا خطة واحدة منذ سنوات هدفها بطولة كأس العالم، وبالتالي سيفعلون كل شيء لتحقيق نتائج جيدة، مع تمنياتي أن يتأهلوا إلى الدور الثاني. هذا أمرٌ مهم ومفيد للبطولة.

منذ عام 2022 حين فازت البرازيل باللقب كانت هناك سيطرة أوروبية على المونديال. فبعد عشرين عاماً هل يكسر الأميركيون الجنوبيون هذه السيطرة؟
الأوروبيون لديهم أفضل الدوريات، وحين تكون لديك بطولات محلية وقارية قوية، من الطبيعي أن تحصل على منتخبات قوية. ألمانيا، فرنسا، إنكلترا، إسبانيا لديها دوريات قوية واستثمرت فيها كثيراً، فمن الطبيعي أن يكون لهذه الدول حضور قوي في المونديال. في أميركا الجنوبية الأمر مختلف. هناك مواهب ممتازة، لكنّ أصحابها موجودون في أوروبا. البطولات المحلية تلعب دوراً أساسياً في شكل المنتخبات.

أنت تحمل الجنسيتين الصربية والبلجيكية، وهما حاضرتان في المونديال، فإلى من تميل؟
أنا صربي وأهلي كذلك الأمر وقد ولدنا في صربيا. لكنني أمضيت وقتاً طويلاً في بلجيكا وأعرف كرة القدم البلجيكية أكثر مما أعرف الكرة الصربية. عايشت الكرة البلجيكية سبع سنوات، مقابل ثلاث سنوات في صربيا. لذلك أعلم ما حصل في بلجيكا وصربيا. في صربيا لطالما اهتموا بالمواهب التي أثبتت نفسها مع الفرق التي لعبت معها. لكننا نفتقد للروح الجماعية في المنتخب. نستغل المشاركة مع المنتخب لأهداف شخصية والحصول على فرص مع الفرق الأوروبية.
لكن اليوم نجح المدير الفني للمنتخب الصربي دراغان ستويكوفيتش في تغيير الواقع فأصبح الأمر مختلفاً. لديه لاعبون جيدون يتمتعون بمستوى عالٍ، وهو عمل على عقلية هؤلاء اللاعبين مانحاً إياهم الحافز لإثبات أنفسهم، وخيارات لتحفيزهم وهذا سيصنع فارقاً وينعكس على النتائج. فبرأيي هذا أفضل منتخب لصربيا منذ كنا نلعب تحت اسم يوغوسلافيا.

بالنسبة إلى بلجيكا؟
في بلجيكا الأمر مختلف. خرجت الأمور من أيدي المسؤولين في السابق حيث افتقدت المنتخبات البلجيكية للأداء الجيد وللاعبين من مستوى عالٍ. وهذا انعكس على النتائج.
انظر ماذا فعلوا. جلسوا ودرسوا أين تكمن المشكلة وعملوا على حلّها. أنشؤوا العديد من الأكاديميات وبدؤوا العمل على اللاعبين الصغار. هؤلاء اللاعبون أصبحوا في المنتخب اليوم من خلال التخطيط والعمل الصحيح. وصل اللاعبون إلى مستوى عالٍ، ما انعكس على نتائج المنتخب ليصل منتخب بلجيكا إلى المركز الثالث في ترتيب الفيفا حالياً. هذا أمر عظيم بالنسبة إلى بلد يبلغ تعداد سكانه حوالى العشرة ملايين نسمة مقارنة بدول كألمانيا وإنكلترا وغيرهما. هذا يدل على أن التخطيط والعمل الصحيحين لا بد أن يثمرا نتائج، وهذا ما ينطبق على لبنان أيضاً.

يغيب المنتخب الإيطالي بطل أوروبا عن البطولة. كيف ترى ذلك؟
خيبة أمل كبيرة. الكرة الإيطالية تراجعت في السنوات الماضية على صعيد البطولة المحلية. لدى المنتخب الإيطالي لاعبون جيدون لكن ليس بالقدر الكافي. هنا تبرز العلاقة بين البطولة المحلية الجيدة والمنتخب الوطني. هبط مستوى البطولة فانعكس ذلك سلباً على المنتخب، لكنني واثق أن الطليان سيعملون على حلّ هذه المشكلة.

هل ترى أن لبنان قد يكون في مونديال عام 2026؟
المنتخب الوطني مختلف عن الفرق. يحتاج إلى تخطيط طويل الأمد، وليس لفترة قصيرة. إذا أردنا تحقيق هدف كبير علينا العمل بجدٍّ. ما نحتاج إليه أولاً هو التخطيط وتحديد الأهداف انطلاقاً ممّا نملك. قد تكون البداية في كأس آسيا 2023. إذا تأهلنا إلى الدور الثاني فهذا سيكون أمراً ومؤشراً جيدين إلى أنك على الطريق الصحيح الذي يمكن البناء عليه.

لطالما كان التحكيم مادة جدلية رغم وجود «الڤار»، فهل هذا سيحضر في مونديال 2022؟
لديّ مشكلة مع الـ«ڤار» رغم أنه جيد في بعض الأحيان خصوصاً على صعيد التسللات. لكنّ المشكلة أن كرة القدم لعبة قوية فيها التحامات كثيرة، والـ«ڤار» يحدد الاحتكاكات لكن لا يحدد درجة قوتها (INTENSITY). في أوروبا يستخدمون «ڤار» أقل من آسيا لكن في النهاية هو نظام جيّد لكن ليس في جميع الأوقات.



(طلال سلمان)

يرى إيليتش أن وجود ست حكمات في المونديال للمرة الأولى أمرٌ جيد ويشكّل إضافة للمونديال. فالمرأة برأيه تمنح الحياة وتضع لمسات جميلة على كل شيء، وبالتالي فإن حضورها في المونديال على صعيد التحكيم سيكون ضمن هذا الإطار.