تحظى كرة القدم بشعبية كبيرة عند الغانيين، وخاصة في العاصمة أكرا. جولة صغيرة هناك ترى من خلالها الكرات موزعة في كل بقعة. هنا يلعب الأطفال، وخاصة الفتية، في كل مكان وفي أي مكان وفي كل مساحة صغيرة يجدون أنفسهم فيها. كل ما يحتاجون إليه هو كرة.قدمت كرة القدم للغانيين في منتصف القرن التاسع عشر من قبل المستعمرين، وخاصة من قبل البحّارة والتجّار البريطانيين، الذين كانوا يرسون بسفنهم على طول المناطق الساحلية الجنوبية. في ذلك الوقت، تاق التجّار والبحّارة إلى نشاط ترفيهي في أوقات انتظار عمليات تفريغ البضائع وتحميلها، والتي كانت تستمر لأيام. وبدلاً من انتظارهم لإنهاء المعاملات، اختاروا أن يقدموا كرة القدم كشكل من أشكال الترويح عن أنفسهم.
في البداية، كانت اللعبة مخصصة للنخب، لكنها سرعان ما اكتسبت زخماً واسعاً بين السكان المحليين. عام 1903، تأسّس أول ناد لكرة القدم في غانا، وقد أسّسه جامايكي بريطاني، كان حينها مدرّساً رئيسياً لمدرسة «فيليب كواكي» الحكومية للبنين في كيب كوست. وفي عام 1911، تأسّس أول فريق محلي، يدعى «هارتس أوف أوك»، ثم توالت الفرق حتى عام 1935.
وفي تلك الفترات، تأثرت كرة القدم بالاستعمار الفرنسي والبريطاني لدول عدة في أفريقيا ومنها غانا، حتى باتت كرة القدم بشكل أو بآخر كأداة للمقاومة، فكان الناس يتجمّعون حول كرة القدم للمطالبة بحقوقهم.
وبعدما ولدت كرة القدم، تأسّس الاتحاد الغاني لكرة القدم عام 1957 بعد أشهر قليلة على استقلال البلاد، وانضم إلى الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) والاتحاد الأفريقي لكرة القدم (كاف) في عام 1958.
وبات المنتخب الغاني واحداً من أقوى المنتخبات الأفريقية وأكثرها حضوراً.

تاريخ حافل
قبل مشاركته في مونديال قطر، تأهل منتخب غانا لنهائيات كأس العالم 3 مرات، أولاها في نسخة ألمانيا 2006، حيث سجل مشاركة خجولة بعد خسارته من إيطاليا، وفوزه على تشيكيا والولايات المتحدة توالياً، قبل الهزيمة أمام البرازيل في ثمن النهائي. في نسخة جنوب افريقيا عام 2010، سطع نجم غانا، وبات ثالث منتخب أفريقي بعد الكاميرون (1990) والسنغال (2002) يبلغ ربع نهائي المونديال، حيث نجح في التأهل عن مجموعة ضمت ألمانيا وصربيا وأوستراليا، ثم هزم منتخب الولايات المتحدة (2 ـ1) في ثمن النهائي، قبل أن يودع البطولة في سيناريو مثير أمام الأوروغواي في ربع النهائي بركلات الترجيح. وفي دورة البرازيل 2014، اكتفت غانا بالدور الأول بعد خسارتين وتعادل واحد (2 ـ2) أمام ألمانيا التي توّجت في ما بعد باللقب.
ولم تتأهل غانا إلى مونديال روسيا في 2018 بعد احتلالها المركز الثاني خلف منتخب مصر في تصفيات قارة أفريقيا وقتها.
تضم تشكيلة منتخب غانا لاعبين ينشطون في أبرز الدوريات الكبرى


مجموعة صعبة
في المرحلة النهائية من التصفيات الأفريقية المؤهلة الى مونديال قطر، تفوق المنتخب الغاني على نظيره النيجيري بفارق الأهداف المسجلة خارج الأرض ليتأهل للمرة الرابعة إلى كأس العالم.
يلعب المنتخب الغاني ضمن المجموعة الثامنة مع البرتغال وكوريا الجنوبية والأوروغواي. ويستهلّ «البلاك ستارز» مشاركته في مونديال قطر بملاقاة البرتغال يوم 24 تشرين الثاني الجاري، ثم يلاقي كوريا الجنوبية في 28 تشرين الجاري، ليختتم الدور الأول بمواجهة الأوروغواي يوم 2 كانون الأول المقبل.
وتعززت قوة غانا الهجومية بعد إعلان نجم أتلتيك بيلباو، إيناكي وليامز، تمثيله غانا. النجم «الإسباني» مثل منتخب «لا روخا» في مباراة دولية واحدة، ما دفع الاتحاد الغاني إلى التحرك وإقناعه، وخاصة أن والدَيه غانيان، ما يتيح له الحصول على الجنسية الغانية، بالرغم من ولادته في بلباو. وبالإضافة إلى وليامز، أقنع المنتخب الغاني عدداً من لاعبي الدوري الإنكليزي الممتاز لتمثيل غانا في المونديال.
أبرز هؤلاء: الظهير طارق لامبتي، نجم برايتون، وجناح تشلسي كالوم هادسون أودوي، ومهاجم آرسنال الصاعد إيدي نكيتياه.
كما أعلن مدافع ساوثهمبتون المتألق، محمد ساليسو، استعداده لتمثيل منتخب بلاده، بالرغم من أنه لم يشارك في أي مباراة سابقة مع «النجوم السوداء».
كما أقنع المنتخب الغاني 3 لاعبين من منتخب ألمانيا للشباب، لتمثيل غانا، وهم: ستيفان أمبروسيوس (هامبورغ) ورانسفورد يبواه كونيغسدورفر (هامبورغ) وباتريك فايفر (دارمشتاد).