قبل أيام قليلة على موعد انطلاق منافسات كأس العالم، تواصل الشركات القطرية وتلك العاملة هناك العمل في الليل والنهار على تجهيز أماكن الإقامة للجماهير المتوقع وصولها من مختلف دول العالم لمشاهدة الحدث الأبرز. وفي وقت قَدر المنظمون عدد المتوقع قدومهم إلى قطر لمتابعة «التظاهرة الكرويّة» الأكبر في العالم بحوالي 1.5 مليون سائح ومشجع، فإن التحدي الأكبر سيكون تأمين أماكن الإقامة لهم.كبار الضيوف والزوار سيقيمون بطبيعة الحال في الفنادق الفخمة (5 نجوم)، وفي أبراج «كتارا» وغيرها من المباني الضخمة التي تم تجهيزها لاستقبال الزوار، وضيوف الدولة القطرية والاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا».
من يريد الإقامة على نفقته الخاصة في هذه الفنادق والمباني الفخمة سيتكلف مبالغ تُقدر بآلاف الدولارات لليلة الواحدة. وفي هذا الإطار نقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن أحد المهندسين العاملين في مبنى «كتارا» الواقع في لوسيل وعلى مقربة من الملعب الذي سيستضيف المباراة النهائية قوله: «الجميع يعمل على مدار الساعة. يتعيّن علينا الانتظار لمعرفة ما إذا كان سيتم تثبيت كل شيء لإرضاء الأشخاص الذين يدفعون مبالغ مرتفعة».
ونظراً لكلفة الإقامة المرتفعة خلال أيام المونديال وقبله، تحاول السلطات تأمين أماكن سكن مقبولة مادياً بخاصة للمشجعين الذين يرغبون بالبقاء لوقت ليس بالقصير في قطر خلال المونديال المقرر بين 20 تشرين الثاني و18 كانون الأول، بالتالي سيتعين عليهم دفع مبالغ كبيرة. وذكرت مصادر أنه تم تجهيز غرف جاهزة في مجمّع بروة براحة الجنوب، تقدر كلفة الإقامة فيها بـ84 دولاراً لليلة الواحدة، في حال أراد الشخص الحصول على سرير في غرفة مشتركة مع مشجعين آخرين. ومن المتوقع أن يستوعب هذا المجمع الواقع في الصحراء، أكثر من 7500 شخص، وسيبقى بعد المونديال ليستخدم كمركز سكن لآلاف العمال الأجانب الذين يعملون في قطر في القطاعات المختلفة.
وفي موضوع الإقامة أيضاً قال متحدث باسم اللجنة العليا للمشاريع والإرث المنظمة للحدث العالمي إن «كل خيارات الإقامة في كأس العالم فيفا 2022 ستكون جاهزة في الوقت المناسب قبل قدوم المشجعين والفرق والمسؤولين إلى قطر من أجل البطولة». وأضاف أن «قائمة مريحة» ستكون بتصرف الفرق والجماهير.
كلفة اليوم الواحد بين الإقامة ومشاهدة مباراة والطعام والتنقلات قد تكون بحدودها الدنيا 1000 دولار


ومن خلال الأرقام التي تم نشرها، وشكاوى السياح والزوار من ارتفاع كلفة السكن، فإن كلفة الإقامة في قطر خلال المونديال ستراوح بين 80 دولاراً للسرير في غرفة مشتركة في الصحراء وحوالي 10 آلاف دولار لليلة في فندق أو شقة فخمة في قلب العاصمة الدوحة. ويقدّر المنظمون قدوم أكثر من مليون زائر وتجهيز 130 ألف غرفة في فنادق، شقق، سفن سياحية وخيم في الصحراء.
وإضافة إلى الغرف في الصحراء والفنادق، سيكون هناك ثلاث سفن سياحية في ميناء الدوحة بمقدورها استيعاب حتى 13 ألف شخص ينفقون بين 179 و800 دولار في الليلة ووصلت أمس سفينة «أم أس سي وورلد» العملاقة الى ميناء الدوحة التي تضم 2600 غرفة. ومقابل 423 دولاراً لليلة الواحدة، يستطيع المشجعون أن يبيتوا في خيم مكيفة على شاطئ البحر في الخور، شمال الدوحة، مزوّدة بحمامات داخلية، شاشات تلفزيون وملحقات مترفة.
وفي وقت يزداد الطلب على أماكن الإقامة عمل عدد كبير من القطريين والمقيمين في البلد على استغلال الوضع، طارحين غرفاً في منازلهم للإيجار في الليلة. وذكرت وكالات الأنباء أن بعض الملاك القطريين يطلبون ما يزيد على 4 آلاف دولار في الليلة الواحدة لشقق الدوحة. كما يمكن زيارة المواقع الإلكترونية الخاصة بالسكن لمشاهدة الأسعار، حيث تم عرض الشاليه الواحد المؤلف من غرفتي نوم بنحو خمسين ألف دولار في الليلة.
والجدير ذكره أن الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) حجز 80% من 30 ألف غرفة فندقية في الدوحة، حيث تُعرض بعض الأجنحة في السوق المفتوحة مقابل 5500 دولار في الليلة.
هذا الواقع دفع القطريين للتفاهم مع دول الجوار التي ستحتضن بدورها عدداً كبيراً من المشجعين والسياح الذين سيتابعون المباريات في قطر، وبعدها سينتقلون إلى هناك للإقامة والسياحة. وتحدثت السلطات في دبي بالإمارات، والسعودية وغيرها من الدول عن ارتفاع الحجوزات لديها في فترة كأس العالم مع قدوم مشجعين وسياح من مختلف دول العالم. وأعطت السعودية إقامة لمدة 90 يوماً مع السماح بتعدد الدخول والخروج إلى البلد للسياح والمشجعين الذين يحملون بطاقة «مشجع هيّا» وهي وثيقة تعريف شخصية إلزامية للمشجعين لحضور مباريات المونديال. كما أن عدداً كبيراً جداً من المشجعين أرادوا الإقامة خارج قطر نظراً للضوابط المتعلقة بعدم توافر الكحول، تقييد الحريات العامة والأثر البيئي.