كشفت وسائل إعلام فرنسية وإسبانية عن «استياء» كيليان مبابي من باريس سان جرمان إثر عدم التزام النادي الفرنسي بمعظم الوعود التي قدّمها لمهاجمه الشاب بعد تجديده عقده مع الفريق خلال الصيف.أوضحت صحيفة «ماركا» الإسبانية في هذا الصدد أن العلاقة بين مبابي وناديه منهارة، لدرجة أن المهاجم الفرنسي يفكر في الرحيل خلال فترة الانتقالات الشتوية المقبلة، أما المدير الرياضي لباريس سان جرمان، لويس كامبوس، فقد أعلن في بيان عدم تحدث مبابي أبداً عن رغبته في الرحيل خلال «الميركاتو» المقبل.
أخبار الانتقالات قبل كأس العالم لا تأتي من فراغ. العديد من الأندية تفضل حسم صفقات لاعبين بارزين قبل الاستحقاق الدولي الكبير بهدف توفير بعض الأموال، وتجنب الدخول في منافسة مع بقية الفرق في حال تألق اللاعب خلال المونديال. اليوم هي الفترة المثالية لحسم الصفقات المستقبلية، حتى ولو من تحت الطاولة كما فعل تشيلسي الإنكليزي مع لاعب لايبزك الألماني كريستوفر نكونكو بحسب تقارير إعلامية إنكليزية. ويُعتقد أن المهاجم الفرنسي لديه بند جزائي في عقده يتيح له مغادرة النادي الألماني مقابل 52 مليون جنيه إسترليني، وهو ما جعل تشيلسي يجري الفحوصات الطبية «بسرية» تامة ويتفق مع اللاعب وبعض مسؤولي لايبزك.
خطوة كبيرة قام بها رئيس نادي تشيلسي الجديد تود بولي لتأمين خدمات نكونكو، خاصةً أن تألق اللاعب المحتمل في كأس العالم رفقة بطل النسخة السابقة، من شأنه أن يولّد منافسة أكبر مع الأندية لضمه، وبالتالي مضاربة على بند الجزاء.
تعتبر منافسات كأس العالم فرصة للاعبين الشباب لإظهار مواهبهم


تُعد كأس العالم البطولة الأهم بالنسبة إلى المنتخبات. منصة أضواء ترفع من أسهم اللاعبين، حالها كحال البطولات الأوروبية الكبرى. طبعاً، هناك العديد من العوامل الأخرى التي تساهم في ارتقاء قيمة اللاعبين السوقيّة، مثل جودة اللاعب وعمره، الخبرة التي يمتلكها، سجل الإصابات، مدى حجم العلامة التجارية المرفقة باسمه والعديد من العوامل الأخرى.
يُعد مبابي في نظر العديد من النقّاد موهبة استثنائية في الجيل الجديد، ورغم نفيه ما يتم تداوله في الصحف بعد لقاء فريقه مع مارسيليا، يبقى كل شيء وارداً نظراً إلى تأكيد العديد من اللاعبين في ما سبق بقاءهم مع فرقهم، ثم غادروا بعد أسابيع أو أشهر قليلة (لويس فيغو، لويس سواريز، كاكا...). فهل يتمكن نادٍ ما من حسم استقدام مبابي قبل بداية كأس العالم؟

«مونديال» موسكو نموذجاً
هناك العديد من اللاعبين الذين زادت قيمتهم السوقيّة بعد كأس العالم 2018، نظراً إلى ما قدّموه من أداءٍ لافتٍ على الأراضي الروسية. أبرز أولئك اللاعبين، الجناح البلجيكي إيدن هازارد الذي انتقل حينها إلى ريال مدريد الإسباني قادماً من تشيلسي بصفقةٍ بلغت 115 مليون يورو، بعد أن قاد منتخب بلاده للحصول على المركز الثالث في البطولة (سجّل هازارد ثلاثة أهداف وقدّم تمريرتين حاسمتين في مونديال روسيا، كما أنه كان أعلى اللاعبين مراوغةً للخصوم في البطولة).
ومن اللاعبين الذين ارتفعت قيمتهم السوقية بشكلٍ كبير بعد كأس العالم في موسكو، مدافع ليستر سيتي السابق هاري ماغواير. جاء ماغواير إلى ليستر سيتي مقابل 13.7مليون يورو، وانتقل بعد عامين إلى مانشستر يونايتد بصفقةٍ بلغت 87 مليوناً. كان لأداء اللاعب في كأس العالم دور بارز في ارتفاع قيمته السوقية بشكل كبير، حيث قاد منتخب بلاده إلى المركز الرابع. يُعد ماغواير أحد أفضل الأمثلة على ضرورة حسم الصفقات قبل كأس العالم، حيث فشل المدافع الإنكليزي من تقديم أداء جيد رفقة «الشياطين الحمر» مقارنةً بالتطلعات التي علّقت على قيمة الصفقة «التاريخية». ومن اللاعبين الآخرين الذين تألقوا في مونديال 2014 في البرازيل كان الكولومبي خاميس رودريغيز، ليوقّع سريعاً مع ريال مدريد الإسباني قادماً من موناكو بنحو 75 مليون يورو حينها.
تجدر الإشارة إلى أن القيمة السوقية قد تكون مضخّمة وغير واقعية في كثيرٍ من الأحيان، على اعتبار أنه يمكن للاعب تقديم كأس عالم مميزة، ويعود ويتراجع مستواه لاحقاً، لذا تعمل الأندية على اقتناص الأسماء في الوقت المناسب خوفاً من تفاقم الخسارات في حال الفشل.