غالباً ما يخطف المنتخب الأول الأنظار نظراً لمستوى لاعبيه وشهرتهم. لكن هذا لا ينتقص من أهمية المنتخبات الأخرى وتحديداً في الفئات العمرية والتي تعتبر الرافد المستقبلي للمنتخب الأول على صعيد المواهب واللاعبين الجيدين. في كرة السلة يجري العمل حالياً على جميع المنتخبات وفق رؤية وضعتها لجنة المنتخبات برئاسة نزيه بوجي وعضوية فؤاد صليبا، ومارون جبرايل وهادي غمراوي وألان صايغ.
على صعيد المنتخب الأول الذي سيقوده المدرب غسان سركيس فهو سيشارك في بطولة «جونز كاب» من 8 الى 18 آب . وشهدت هذه المشاركة نقاشاً كبيراً حول طبيعتها ونوعية اللاعبين والهدف منها. سركيس قدّم ثلاث لوائح الى لجنة المنتخبات الأولى ضمت 24 لاعباً معظمهم من الصف الأول مطعمة ببعض الناشئين. لكن تبيّن لاحقاً سفر بعض اللاعبين أو ارهاق آخرين أو اصابتهم، ما فرض تقديم لائحة ثانية جلّها من الناشئين. إلا أن الاجتماع بين سركيس ولجنة المنتخبات بحضور بعض اعضاء اللجنة الادارية الأربعاء، ناقش هذه اللائحة والأسماء التي تضمها حيث كان هناك اعتراض على ضعف خبرة هؤلاء وبالتالي لا يمكن للبنان أن يشارك بهذه التشكيلة. وتأتي لائحة سركيس انطلاقاً من اقتناع الأخير بأن هذه البطولة لا تؤهل الى أي مسابقة قارية وبالتالي يمكن الاستفادة منها عبر إشراك منتخب من اللاعبين الصاعدين واختيار من يبرز منهم كي يكون عماد المنتخب الأول في المستقبل. إذ لا يمكن، برأي سركيس، أن يبقى الاعتماد على فادي الخطيب وعلي محمود وغيرهما، بل يجب خلق جيل جديد من لاعبي المنتخب الأول. كما أن مشاركة لاعبي الصف الأول غير مضمونة، لكن لجنة المنتخبات واتحاد اللعبة أصرا على تقديم لائحة مختلطة، حرصاً على مشاركة لبنان، خصوصاً أن كلفتها عالية وقد تصل الى حدود المئة ألف دولار.

يعتبر بوجي أن ما يحصل يشكّل نسبة %50 من طموحاته
وقدّم سركيس لائحته الثالثة وهي مؤلفة من: رودريغ عقل ووائل عرقجي وجاد خليل وأمير سعود ونديم سعيد وأحمد إبراهيم وإيلي شمعون وإيلي غالب وبلال طبارة وجان عبدالنور وإيلي إسطفان وعمر أيوبي وعلي حيدر وهايك كيوكجيان وباسل بوجي وروي سماحة ونديم حاوي ودانيال فارس ومايكل صدقة وجوي عكاوي وجوليان خزوع وعلي كنعان وجو أبي خرس ولاعب أميركي.
وعقدت لجنة المنتخبات أمس اجتماعاً آخر عند الساعة 17.00 وناقشت اللائحة حيث اعتُمدت على أن يُستدعى اللاعبون لاحقاً.
ولا يتوقف النشاط «المنتخباتي» على الفريق الأول، إذ يتحضر منتخب لبنان دون الـ 15 سنة للمشاركة في منافسات المرحلة الأولى من بطولة غرب آسيا والتي ستقام في إيران من 1 وحتى 6 آب، على أن تقام المرحلة الثانية في آذار من عام 2015 والتي تتأهل بعدها ثلاثة منتخبات الى بطولة آسيا لدون الـ 16 سنة (نظراً لمرور عام). ويشرف على هذا المنتخب المدرب سليم الشمالي ويعاونه المدرب المساعد رولان تابت.
أما منتخب دون الـ 16 سنة فهو يشارك نهاية الشهر في دورة دولية في الإمارات قبيل انطلاق بطولة العالم للناشئين التي ستقام هناك. وسيلعب منتخب لبنان، الذي يدربه جو مجاعص ويعاونه المدرب المساعد شربل الباش، ضمن دورة تضم منتخبات إسبانيا (بطل أوروبا)، إيطاليا، تركيا، مصر، الإمارات ولبنان. وهي دورة ستنعكس إيجاباً على المشاركة اللبنانية نظراً للخبرة التي سيحصل عليها اللاعبون.
ومن الخطوات التي قامت بها اللجنة تجارب (TRY OUTS) للاعبين من أربع فئات عمرية (13 سنة - 14 - 15 - 16) حيث طُلب معدل طول معيّن فحضر ما يقارب الـ 180 لاعباً جرى اختيار 40 لاعباً (أطول عشرة في كل فئة) وذلك بهدف تحضيرهم للمستقبل. ولا تنحصر النظرة اليهم من ناحية إيجاد لاعبين ارتكاز كما هو شائع، بل لاعبون في جميع المراكز. فمنتخب إيران دون 18 سنة يملك صانع ألعاب طوله مترين، وهذا ما يجعل لجنة المنتخبات ترفض حصر التطوير بمركز بمعيّن بل في جميع المراكز.
ويأتي عمل منتخبي الفئات العمرية ضمن خطة تمتد لثلاث سنوات وضعتها لجنة المنتخبات بهدف تأهيل جيل جديد، وهو أمر يحصل للمرة الأولى. إلا أن رئيس لجنة المنتخبات نزيه بوجي يرى أن كل ما يحصل لا يلبي 50 % من طموحاته التي تصل الى حدود إيجاد أكاديمية للمدربين يكونون مؤهلين لتدريب الفئات العمرية، وصناعة لاعبين للمستقبل، الى جانب الانتقال الى المدرب الأجنبي على صعيد المنتخبات كافة. «وهذا ليس انتقاصاً من قيمة المدرب اللبناني، لكن مع الأجنبي تكون الحال مختلفة من ناحية التركيز والاهتمام ونقل خبرات مختلفة. وإلا سنبقى نعكّز في مجال يعتبر الأهم للسلة اللبنانية». ويضيف بوجي أن من طموحاته إقامة بطولات للفئات العمرية على مدار العام وليس حصرها بعطلة نهاية أحد الأسابيع في الصيف.