دخل فريق الصفاء مرحلة جديدة أول من أمس بعد الإعلان رسمياً عن التعاقد مع المدرب سمير سعد ليقود الفريق في الموسم المقبل. أمر بدا مستغرباً لدى الجمهور الصفاوي الذي كان قد أبلغ الإعلام تجديد العقد مع المدرب الروماني تيتا فاليريو. والاستغراب هنا ليس تقليلاً من قدرات سعد التدريبية، وخصوصاً أنه يملك سيرة ذاتية أكاديمية كبيرة. لكن خطوة التجديد مع فاليريو بدت طبيعية حينها بعد النتائج الممتازة التي حققها فاليريو، وخصوصاً في كأس الاتحاد الآسيوي وحتى في الدوري اللبناني رغم فقدان اللقب. فالظروف التي رافقت عمل فاليريو، وتحديداً على صعيد الإصابات، كان من الممكن أن تقضي على أي فريق، لكن فاليريو نجح في خلق توليفة من اللاعبين المخضرمين والشباب تصدّر معها المجموعة الأولى ضمن مسابقة كأس الاتحاد الآسيوي، وبقي منافساً على اللقب حتى الأسابيع الأخيرة.
إلا أن الكلام عن التجديد بدا متسرعاً من قبل الإدارة الصفاوية، إذ إن الطرفين لم يتفقا على قيمة العقد التي كانت السبب الرئيسي وراء عدم الاتفاق.

بلغت كلفة
المدرب فاليريو أكثر من تسعين ألف
دولار سنوياً
ففاليريو طلب مبلغاً كبيراً يتخطى تسعين ألف دولار في الموسم، وهو أمر سيرتب أعباء على الإدارة الصفاوية التي دخلت مرحلة جديدة بعد ابتعاد رئيس مجلس الأمناء بهيج أبو حمزة عن النادي. فالأخير كان يدعم النادي مادياً بشكل كبير وهو من كان يعقد الاتفاقيات مع المدربين واللاعبين الأجانب، وخصوصاً على الصعيد المادي. لكن القيمين على النادي حالياً لا يستطيعون السير في الطريق عينها أولاً لعدم وجود القدرة المادية، وثانياً حرصاً على مصلحة الفريق وعدم إغراقه في أعباء مالية قد تدمره.
من هذا المنطلق، جرى صرف النظر عن التجديد لفاليريو والعودة الى المدرب السابق سمير سعد. لكن الأخير سيكون أمام مهمة صعبة جداً. فهو سيرث تركة محملة بالألقاب والأداء المتطوّر ورؤية جديدة عاشها الفريق الصفاوي وهي الاعتماد على الشباب. وبالتالي ستكون مهمة مزدوجة، الأولى استعادة لقب دوري أحرزه الصفاء موسمين مع المدرب العراقي أكرم سلمان، والمحافظة على إرث فاليريو في كأس الاتحاد الآسيوي.
ولا شك في أن «عدة الشغل» لسعد ستكون منقوصة مع انتقال أكثر من لاعب، على رأسهم علي ناصر الدين، الى جانب وجود احتمال كبير برحيل لاعب من الوزن الثقيل فنياً كان له دور أساسي في الفريق الموسم الماضي.

قد ترتكب
الإدارة خطأً كبيراً بإعادتها علي السعدي
وتبرز مسألة أخرى صفاوياً، وهي اللاعب علي السعدي. فهو قد أوقف قبل نهاية الموسم الماضي على خلفية اتهامات طالت أداءه، وكان هناك قرار إداري صارم بتوقيفه. لكن يبدو أن بعض القيمين على النادي يفكرون بعودة السعدي، وهذا أمر سيكون له انعكاسات سلبية على صورة الإدارة وهيبتها. إذ لا يمكن تقبل فكرة العفو مجدداً عن السعدي في ظل كل ما قيل عن أسباب توقيفه، اضافة الى نظرة زملائه اللاعبين الى الإدارة وهم يشاهدونه يعود الى التمرين، إن كان من ناحية الإصرار على الثوابت، أو من ناحية الردع، إذ قد يستسهل البعض الفكرة ويقومون بما قام به السعدي طالما أن طريق العودة مفتوحة والقرار الذي يتخذ اليوم يُشطب غداً.
وهذا يفتح الباب على أندية كرة القدم التي يبدو أنها تستسهل مسألة التلاعب والتقاعس، فتغلّب مصلحة الفريق الفنية على القانون والوفاء والالتزام، وخصوصاً أن بعض اللاعبين لم يرتدعوا سابقاً ويقومون بتكرار أفعالهم طالما أن العفو دائماً جاهز.