«الأرجنتين لديها ميسي، البرازيل لديها نيمار، لكن ألمانيا لديها منتخب». كلماتٌ قليلة كتبها كابتن إنكلترا ستيفن جيرارد في مدوّنة «تويتر»، وكانت كافية لاختصار حالة مهمة جداً على صعيد النجاح المرتبط ببعض المنتخبات في نهائيات كأس العالم 2014 لكرة القدم.
في هذا المونديال، سقطت الصورة القديمة التي صوّرت عبر الزمن نجماً أوحد كبيراً، يقوم بكل شيء على صورة البطل الخارق «سوبرمان». ففي هذه البطولة، سقط «سوبرمان» من عليائه وانطفأ وهج نجوميته أمام لمعان الأداء الجماعي الذي بدا فعالاً بشكلٍ أكبر. وأيضاً في كأس العالم الحالية، لم نعد نشاهد تلك الصورة التي التصقت بأذهاننا منذ فترة طويلة، وهي تشير الى «أسطورة» يقوم بكل شيء على أرض الملعب، بحيث يحمل منتخب بلاده على كتفيه، ثم ينهي البطولة محمولاً على الأكتاف، وهو يرفع الكأس الذهبية التي خطفها بأهدافه الساحرة.
إذاً، لم يعد هناك من بيليه أو دييغو أرماندو مارادونا، أو أي لاعبٍ على شاكلتهما. في هذا المونديال انتفت هذه المسألة، رغم اعتماد منتخباتٍ كثيرة على لاعبٍ «ثقيل» دون الآخرين من زملائه. وهذه المسألة كانت بمثابة الفخ التي شكّلت ضربة قاضية لمنتخباتٍ عدة، أو إذا صح التعبير أن وجود ما اعتبر النجم الأوحد في كثير من المنتخبات كان مجرد مسألة صوَرية لم تقدّم أو تؤخر.

اختفى النجوم المتشبّهون ببيليه ومارادونا
وهنا يمكن إعطاء أمثلة كثيرة، تبدأ من منتخب البرتغال تحديداً، حيث فشل أفضل لاعب في العالم كريستيانو رونالدو في تصوير نفسه على أنه البطل المطلق، فسقطت نجوميته الى الحضيض بعدما كان بطل تأهل بلاده الى العرس العالمي.
ولدى أبناء العم منتخب «السيليساو» أيضاً، تبيّن أن يداً واحدة لا تصفّق، إذ إن غياب نيمار كان بمثابة التدمير الذاتي للبرازيل، بحيث سقطت نظرية النجم الأوحد التي لا يفترض أن تكون قائمة أصلاً في منتخبٍ كبير لأن ابتعاد هذا النجم سيقضي على القوة غير المستخرجة من المجموعة.
وفي الأرجنتين، ورغم حسم ليونيل ميسي للمباريات في دور المجموعات، فإن سقوطه في فخ الرقابة اللصيقة لاحقاً، وارتفاع مستوى بعض زملائه وتركهم تأثيراً أكبر، أسقط الهالة عن «ليو» الذي لا يمكن اليوم القول إنه صاحب الفضل الأول والأخير في وصول الـ«ألبي سيليستي» الى المباراة النهائية، على غرار ما كان عليه الأمر مع مارادونا عام 1986.
وجاءت فرنسا، لتثبت أن نظرية النجم الأوحد أصبحت موضة قديمة، إذ إن «الديوك» بغياب فرانك ريبيري ظهروا بصورةٍ أفضل وقدّموا أداء مميزاً يمكن البناء عليه للمستقبل، حيث قدّموا مجموعة متماسكة تلعب بتفاهم من دون أن تكون مهووسة بالتركيز على إيصال الكرة الى لاعبٍ معيّن ليقود الدفة كما يشاء.
وبالتأكيد، فإن منتخبي هولندا وألمانيا أعطيا درساً أزلياً حول أهمية اللعب ككتلة واحدة من أجل الوصول الى النتيجة الأفضل، وتحديداً «المانشافت»، حيث يصعب تحديد النجم الأول في هذا المنتخب لسببٍ بسيط، وهو أن المجهود مقسّم على الجميع دفاعاً وهجوماً. وبالتالي، فإن الجميع حصد النجومية، وبشكلٍ يمكن القول إنه متوازٍ بين لاعبٍ وآخر.
في الاتحاد قوة. عبارة تعكس واقع الحال في مونديال 2014، حيث الواحد للكلّ لا العكس.




تغريدات «تويتر» تتجاهل ميسي

أكدت التغريدات التي اعتادت الإشادة بالنجم الأرجنتيني ليونيل ميسي على «تويتر» أن كابتن منتخب بلاد «التانغو» ليس النجم الاوحد، إذ إن لاعبين آخرين حازوا الإطراء الكبير من قبل المغرّدين الذين أشاروا الى الدور الكبير الذي يقوم به لاعب الوسط - المدافع خافيير ماسكيرانو في تغطية ميسي دفاعياً وخلق التوازن في المجموعة. وكان أبرز الذين أشادوا بماسكيرانو على هذا الصعيد النجم الانكليزي السابق غاري لينيكر الذي وصفه في تغريدة بـ«صاحب القلب الكبير».