لا يمكن لأحد أن ينسى تلك الليلة الحافلة في 22 أيار 2010. هدفان لمهاجمٍ أرجنتيني اسمه دييغو ميليتو الذي لم يكن يوماً النجم الأول في بلاده في تلك الفترة، حملا إنتر ميلانو الى منصة التتويج لإكمال موسمٍ مثالي زيّنه بالكأس الأغلى وهي دوري أبطال أوروبا. أمسية سقوط بايرن ميونيخ (0-2) أمام «النيراتزوري» لم ينسَها بطل ألمانيا بالتأكيد، وهو القادم الآن إلى «سان سيرو» للثأر.صحيحٌ أن المباريات الكبيرة كثيرة في دور المجموعات من دوري أبطال أوروبا هذا الموسم، لكنّ الواضح أن من يريد أن يأخذ العِبَر والدروس التكتيكية عليه أن يتابع الموقعة بين إنتر وبايرن، وهما اللذان ظهرا في الموسم الجديد فريقين مختلفين على صعيد المقاربة الاستراتيجية، ما سيصعّب الأمور على كلٍّ منهما وعلى مدربيهما اللذين سيحتاجان إلى إدارة الدفة الفنية وأيضاً إلى قراءة الخصم في الوقت نفسه من أجل الوصول إلى النتيجة المرجوّة.

إنتر مجنون هجوم
إنتر يعتمد هذه الأيام على استراتيجية 3-5-2 مع مدربٍ وضع ما تعلّمه في هجوم لاتسيو يوماً ما على طاولة الدروس التي يلقنها للاعبيه. سيموني إينزاغي، وبعكس خصمه المقبل، لا يحبّذ الاحتفاظ بالكرة كثيراً بل يريد أن تكون عملية البناء مختصرة من أجل أن يخلق عنصر المفاجأة، وذلك من خلال نقل الكرة سريعاً إلى اللاعب المحوري في الوسط القادر على صناعة الفرص، فتبدأ اللعبة مثلاً من أحد قلوب الدفاع صاحب الدقة الجيّدة في التمرير أمثال السلوفاكي مارتن سكرينيار، لتمرّ في الوسط باتجاه المتألق في الفترة الأخيرة نيكولو باريلا أو التركي هاكان تشالهانوغلو اللذين يحوّلانها مباشرةً نحو أحد الجناحين أو المهاجم المركزي، علماً أن إينزاغي بدا في الفترة الاخيرة مصرّاً على اللعب برأسَي حربة، وهو الذي يملك هدافين حاسمين ومتعددي القدرات ومختلفي الأساليب أي النجم الأرجنتيني لاوتارو مارتينيز، البوسني إيدين دزيكو، وطبعاً البلجيكي العائد روميلو لوكاكو.
كما تطفو حركة هجومية أخرى مختصرة بشكلٍ أكبر، وهي تنصّ على الذهاب نحو اعتماد الكرات الطويلة للاستفادة من التحركات الدائمة لمارتينيز بين الخطوط، وهو القادر على ضربها من خلال اللامركزية التي تطبع طريقة لعبه.

بايرن يكشف خصمه
لكنّ هذه الاستراتيجية بالتحديد تكشف «النيراتزوري» دفاعياً لأنها تخلق خاصرةً ضعيفة في مكانٍ ما دفاعاً تماماً كما حصل في «دربي الغضب» أمام ميلان في نهاية الأسبوع الماضي، وهي مسألةٌ لا يستبعد أن تحصل الليلة أيضاً خصوصاً عند مواجهة فريقٍ يلعب بإستراتيجية 4-2-3-1 كما هو حال بايرن.
هذه المقاربة التي يعتمدها المدرب يوليان ناغلسمان تفرز مرونةً رهيبة، وقد زادت بعد وصول النجم السنغالي ساديو مانيه الذي يقدّم حلاً إضافياً عند خروجه من مركزه باتجاه الجهة اليسرى، فمع تقدّم الكندي ألفونسو ديفيس يتمتع بطل ألمانيا بثقلٍ على الميسرة بوجود ثلاثة لاعبين سريعين يملكون الحلول الفردية، وهي نقطة قد تعطيه الأفضلية في المرتدات إذا عجز جناحا إنتر عن العودة سريعاً لملء الفراغ خلفهما. أما عدم ارتدادهما في التوقيت المناسب فسيجبر أحد قلوب الدفاع الثلاثة على ترك مركزه والتحوّل إلى ظهير.
تبدّلت الكثير من الأمور في بايرن بعد رحيل روبرت ليفاندوفسكي إلى برشلونة


هنا سيُفسح المجال أمام ثنائي الوسط للانغماس في الحالة الهجومية، فيتقدّم جوشوا كيميتش وأيّاً كان شريكه المختار للمساهمة في التهديف، وهو ما يفسّر تلك الفعالية الكبيرة التي تمتع بها الفريق البافاري أخيراً.
لكنّ نقطتين أساسيتين يجب على ناغلسمان الوصول إليهما قبل التفكير بالفوز على إنتر، الأولى هي معرفته اختيار التشكيلة المناسبة لمواجهة فريقٍ مثل إنتر، وذلك وسط عجقة النجوم الجاهزين للعب. أما النقطة الثانية فهي الابتعاد عن الكلاسيكية في المقاربة الهجومية، وخصوصاً لناحية التركيز على الوصول إلى الشباك من خلال الكرات العرضية، إذ إنه يبدو محسوماً بأن وجه الفريق تبدّل هجوماً مع رحيل هدافه السابق البولندي روبرت ليفاندوفسكي إلى برشلونة الإسباني.
رحيلٌ لم يؤثر على الفعالية الهجومية فعلاً، والدليل أن بايرن يحسمها مبكراً عادةً، والأرقام تختصر قصة فريقٍ ممتع هجوماً تماماً كما هو حال إنتر الذي يعرف من أين تؤكل الكتف منذ البداية، وهو الذي سجّل 68% من أهدافه هذا الموسم في الشوط الأول، بينما سجّل بايرن أكثر أهدافه بين الدقيقتين 31 و45.



قمّة بين ليفربول ونابولي


يرحل ليفربول مساء اليوم (الساعة 22:00 بتوقيت بيروت) إلى إيطاليا للقاء نادي نابولي في مدينة الجنوب. مباراة مهمة جداً، خاصة للنادي الإنكليزي الذي سجّل انطلاقة ضعيفة في الدوري المحلي هذا الموسم. وفي التوقيت ذاته يستضيف أتلتيكو مدريد الإسباني نادي بورتو البرتغالي، فيما يرحل مارسيليا الفرنسي إلى إنكلترا لمواجهة نادي العاصمة توتنهام. وفي هذا الوقت أيضاً يحتضن ملعب كامب نو في برشلونة مباراة لأصحاب الأرض بمواجهة فيكتوريا بلزن التشيكي. أما عند الساعة 19:45 من عصر اليوم فيستضيف اياكس أمستردام الهولندي نظيره غلاسكو رينجيرز الأسكتلندي، فيما يحل سبورتينغ لشبونة ضيفاً ثقيلاً على آينتراخت فرانكفورت الألماني.