لم يكن مفاجئاً أن تحقق معظم الفرق المصنّفة كمنافسة على اللقب المحلي أكثر من غيرها الفوز في الأسبوع الأول من الدوري اللبناني لكرة القدم. حامل اللقب، الموسم الماضي، نادي العهد فاز، والنجمة كذلك الأمر، وحذا حذوهما البرج، لكن اللافت هو في سيناريو فوز العهد والبرج.السيناريوات المجنونة بدأت منذ انطلاق الجولة، إذ عادل نادي الصفاء منافسه الشباب الغازية في الدقيقة الأخيرة، وهو الأمر الذي فعله العهد حين فاز على الإخاء الأهلي عاليه بالسيناريو ذاته، وهو تحقيق هدف قاتل في الدقيقة الأخيرة. اللافت أيضاً أن سيناريو الدقيقة الأخيرة جاء على الملعب عينه في بحمدون، فالبرج فاز على السلام زغرتا يوم السبت بهدف رائع للاعبه محمد السباعي "وارطان" في الدقيقة تسعين، بعدما تقدم فريقه بهدف لاعبه الجديد محمود قعور في الدقيقة 62 وعادل السلام عبر محمود كريمة في الدقيقة 80.
العهد أيضاً فاز بهدف حاسم لنجمه محمد حيدر في الدقيقة 91 من ركلة جزاء، وأيضاً السيناريو عينه حيث تقدم العهد بهدف حسين دقيق في الدقيقة 23، وعادل الإخاء عبر لاعبه كارلوس لومبا قبل أربع دقائق على نهاية الشوط الأول.
وحده النجمة حقق فوزاً مريحاً على الحكمة (2-0) على ملعب جونية يوم أمس الأحد، حيث سجّل له حسن مهنا وعلي علاء الدين في الدقيقتين 44 و51. هدفان سريعان منحا الراحة لجمهور النجمة الذي شاهد فريقه يفوز في أول مباراة له في عهد رئيسه الجديد مازن الزعني. فوزُ منحه صدارة الترتيب العام بفارق هدف العهد والبرج.
على الملعب عينه في جونية، لكن قبل أربع وعشرين ساعة، كان الأسبوع الأول يشهد أفضل مباراة فيه، سُجّلت خلالها أربعة أهداف، اثنان بطريقة مشوّقة حين تعادل الأنصار مع شباب الساحل (2-2). مباراة نجح فيها نجم منتخب لبنان والأنصار حسن معتوق في تسجيل أول هدف له في الدوري مع الأنصار منذ أشهر طويلة، وجاء بطريقة جميلة ومن تسديدة عجز حارس شباب الساحل علي ضاهر عن التصدي لها في الدقيقة 26. هدف بتوقيته ومجريات الدقائق قبله أوحيا بأن الأنصار في طريقه إلى تحقيق فوز مريح وقد يكون بنتيجة كبيرة.
لكن الساحليين كان لهم رأي آخر عبر مهاجمهم العائد فضل عنتر الذي سجل أيضاً أول هدف له مع فريقه، ولكن السبب هو الاحتراف الخارجي. خطف عنتر التعادل قبل نهاية الشوط الأول، ليعيد الأمور إلى النقطة الصفر.
تصدّر النجمة الترتيب بعد أول مباراة له في عهد رئيسه الجديد مازن الزعني


الأنصار من جهته، استعاد التقدم عبر لاعبه إيشاكا، لكن الغريب أن لاعبي النادي الأخضر لم يستطيعوا الحفاظ على تقدمهم لدقيقة واحدة، إذ سجل محمد زين فران، الذي كان أحد أفضل لاعبي المباراة، هدف التعادل وسط صدمة أنصارية وتحسّر على تقدم بالنتيجة لم ينجح الأخضر في تكراره في هذا اللقاء لينتهي اللقاء بالتعادل (2-2).
تعادل حضر أيضاً في صور، ولكن بطريقة سلبية نتيجة وأداءً بين التضامن وطرابلس وهو أمرُ قد يكون متوقعاً من طرابلس الذي بدأ استعداداته للدوري متأخراً. ولكن هذا التعادل والأداء كانا مخيبَين للتضامن على أرضه وأمام جمهوره.
انتهى الأسبوع الأول بمحطات عدة يمكن ذكرها. عودة ملعب الصفاء الى الحياة، فوز وصدارة للنجمة في عهد الزعني، معاناة الفرق المصنفة منافسة على اللقب، تعثّر غير مستحب للأنصار وعشاقه، أداء لافت للساحل، وغير مرضٍ للعهد. تسجيل محمود قعور في أول مباراة له مع فريقه البرج، تسجيل معتوق بعد طول غياب، اعتراض مبكر جداً على التحكيم وبطريقة وصفت بغير اللائقة.
لكن قد يكون الأهم بالنسبة إلى كرة القدم اللبنانية، عودة اللاعب الموهوب علي الحاج إلى الملاعب حيث شارك للمرة الأولى مع العهد في الدوري منذ فترة طويلة بعد إصابته بالرباط الصليبي، فقدم أداء جيداً ومنح فريقه ركلة جزاء خطف فيها العهد الفوز القاتل.
عموماً، من المبكر إطلاق الأحكام على الفرق بعد مباراة وحيدة في الدوري، لكن ما هو مرجح جداً أن هذا الدوري سيكون جميلاً على صعيد المنافسة على اللقب أو الصراع على الهروب من الهبوط.