دوريٌ جديد يطل على جمهور كرة القدم في لبنان حيث سيتنافس 12 نادياً بأهداف مختلفة بين سعي لإحراز اللقب، وهروباً من الهبوط إلى الدرجة الثانية وصراع للحصول على مقاعد في المنطقة الدافئة. كل تلك الأندية تدخل إلى الدوري وهي تعيش معاناة الواقع الصعب والمرير.من الصعب أن تنعزل كرة القدم بكل مكوناتها عن واقعها. ومن الصعب أن لا يكون لهذا الواقع انعكاس على اللعبة. فهي جزء من هذا النسيج الاجتماعي الذي يعيش أصعب أيامه، لكن رغم ذلك ما زالت إرادة الحياة قائمة عند كل طرفٍ معنيٍ بلعبة كرة القدم. أطراف تصرف من «اللحم الحي» للإبقاء على هذه اللعبة قائمة. جهود كبيرة تبذل في أكثر من مكان كي تبقى كرة القدم حيّة ولو بشكل لا يرضي المعنيين باللعبة.
اليوم ينطلق دوريٌ قد لا يختلف عن دوري الموسم الماضي بإطاره العام، لكنه يحمل في طياته بعضاً جديداً مختلفاً عن الموسم الماضي. أول الأمور الجديدة هو نظام البطولة الذي سيكون عبارة عن مرحلة منتظمة تتنافس فيها الأندية الـ12 لينقسم جدول الترتيب في نهاية هذه المرحلة إلى قسمين. قسمٌ أول يضم الأندية الستة الأولى يتنافسون على اللقب، وقسم ثان يضم الأندية الستة الأخيرة يتنافسون على الهروب من الهبوط. حتى الآن لا يوجد اختلاف عن نظام الموسم الماضي، الفارق هذا الموسم أن نقاط الفرق سيتم قسمتها على إثنين بعد فرز تلك الفرق لتعود وتتنافس الفرق بمرحلتين سداسيتين لكل قسم ذهاباً وإياباً، يتوّج من بعدها الأول في سداسية اللقب، ويهبط الناديان الأخيران في سداسية الهبوط إلى الدرجة الثانية.
جديد آخر في دوري موسم 2022-2023 هو عودة اللاعب الأجنبي من بداية الموسم وبأعداد أكبر. هذا الموسم يسمح نظام البطولة لكل نادٍ التعاقد مع ثلاثة لاعبين أجانب وهو ما حصل مع معظم فرق الدوري. أيضاً هناك تعديل على عدد الدقائق المحتسبة للاعبين الشباب المفروض مشاركتهم مع أنديتهم.
جديد إضافي هذا الموسم سيحضر حتى من الافتتاح، وهو عودة ملعب الصفاء إلى الحياة. الملعب العريق الشاهد على تاريخ كرة القدم اللبنانية يعود من جديد بعد توقف لسنوات. ملعب في قلب العاصمة سيحتضن مباريات كرة القدم بمختلف الدرجات والفئات. البداية ستكون اليوم مع مباراة الصفاء وضيفه الشباب الغازية عند الساعة 16.00.
انطلاقة الدوري اليوم من ملعب الصفاء ستأتي ليتوّج فترة طويلة من الاستعدادات عاشتها الفرق بنسب مختلفة. فترة ستتوضح معالم نجاحها لكل نادٍ وفقاً للنتائج التي ستحققها الفرق.
كأسا النخبة والتحدي التنشيطيتين قدمت للجمهور الكروي صورة توحي بأن الدوري سيكون جميلاً هذا الموسم وأن الفرق متقاربة في ما بينها وإن كان هناك تفوق لفرق على أخرى بعض الشيء.
يشهد دوري موسم 2022-2023 عودة ملعب الصفاء العريق إلى الحياة


ليس غريباً القول إن المنافسة على اللقب لن تختلف عن الموسم الماضي. أفضلية كبرى للعهد والأنصار والنجمة مع أسهم أقل للبرج وشباب الساحل. لكن هناك أيضاً الصفاء المتجدد بإدارة وملعب وتشكيلة جديدة بعد تجربة صعبة في الموسم الماضي أودت بالفريق إلى الدرجة الثانية، قبل أن تتغير المعطيات وينسحب شباب البرج من الدرجة الأولى ويسقط بدلاً من الصفاء.
في القسم الآخر من الدوري سيكون الصراع مفتوحاً على احتلال مراكز متوسطة من جهة، والهروب من الهبوط إلى الدرجة الثانية صراع متساو بين الفرق السبعة، لكن قد يكون الجهد الأكبر من الشباب الغازية والسلام زغرتا الوافدين إلى دوري الأضواء، لعدم تكرار سيناريو الماضي والعودة إلى دوري الدرجة الثانية.
وإذا كان الافتتاح هو بلقاء وحيد الصفاء والشباب الغازية اليوم، فإن يوم غدٍ السبت سيشهد مباراتين، الأولى بين البرج والسلام زغرتا على ملعب بحمدون عند الساعة 16.00، والثانية بين الأنصار وشباب الساحل على ملعب جونيه عند الساعة 16.00.
يوم الأحد ستقام ثلاث مباريات، حيث سيبدأ العهد مشوار دفاعه عن لقبه من ملعب بحمدون حين يحلّ ضيفاً على الإخاء الأهلي عاليه عند الساعة 16.00. ويلعب في صور التضامن صور مع ضيفه طرابلس عند الساعة 16.00، أما ختام المرحلة فسيكون في جونيه بلقاء الحكمة والنجمة عند الساعة 16.30. لقاء هو الأول للنجمة في عهد الإدارة الجديدة برئاسة مازن الزعني، بعد أن تأجلت مباراة الكأس السوبر الأحد الماضي لأسباب أمنية بعد اقتحام بعض جمهور النجمة للملعب وتكسيرهم البوابة الرئيسية.
العين ستكون على فريق النجمة وتحديداً رئيسه الزعني لمعرفة إذا ما كان هناك «فخ» جديد سينصب له كما حصل في بحمدون الأحد الماضي. فالمعلومات تشير إلى أن ما حصل كان مدبراً من أشخاص معروفين بأسمائهم وارتباطاتهم وأين تجمّعوا ومن أعطى الأوامر باقتحام الملعب، ومن طلب من الجمهور مهاجمة حافلة العهد، مع معلومات عن أن ما حصل كان مدبراً وضع النجمة برئاسة الزعني في مواجهة مع الاتحاد عبر تعطيل المباراة واقتحام الملعب. أمرٌ تنبه إليه المعنيون، فجاءت قرارات اتحاد اللعبة في هذا السياق مع عقد عدة اجتماعات بين أطراف متعددة من النجمة والاتحاد لوضع خريطة طريق صحيحة للدوري تقطع الطريق على أي محاولات جديدة لتكرار «فخ» بحمدون.
المهم، أن الدوري سيعود اليوم، وستعود الحياة إلى الملاعب مع غصة كبيرة هي أن هذه الملاعب (باستثناء ملعب طرابلس) هي ملاعب صغيرة بعشب اصطناعي لا تصلح أبداً لإقامة دوري تنافسي جماهيري كما يشتهي المعنيون. لكن أزمة الملاعب هي «فالج لا تعالج» طالما أن الدولة في غيبوبة حتى على صعيد اتخاذ أبسط القرارات لمنح أطراف محلية وتحديداً اتحاد كرة القدم لتأمين الأموال لتأهيل الملاعب الكبيرة وتحديداً ملعبي المدينة الرياضية وصيدا.